هل سيخرج مؤتمر السلة عن شكله الكلاسيكي ويخرج بتوصيات تفيد اللعبة

متابعة – مهند الحسني:يعقد في تمام الساعة الحادية عشر من صباح يوم غد الأحد المؤتمر السنوي لاتحاد كرة السلة في قاعة اتحاد الكرة بمدينة الفيحاء الرياضية بدمشق، والذي من المتوقع أنه سيناقش أهم الأمور والقضايا المتعلقة باللعبة،

fiogf49gjkf0d



وسوف يستعرض  الطروحات وسيتفق المؤتمرون على وضع روزنامة النشاط القادم من مسابقات وبطولات، أما الحديث عن المنتخبات الوطنية وبجميع الفئات فيأتي في أسفل سلم  الأولويات بالنسبة لأعضاء المؤتمر، فيطغى الخاص على العام والمصالح الفردية على المصلحة العامة ، ولا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن المؤتمرات السابقة لم تأت بأي جديد يساهم في تطوير اللعبة على صعيدي المنتخبات والأندية، بل كانت مؤتمرات للمسابقات والدوري مع بعض التوصيات والمقترحات الأخرى التي تصبح في مهب الريح فور الانتهاء من أعمال المؤتمر، فهل ستكون في مؤتمر اليوم فتوحات جديدة وتغييرات جذرية، وهل يتحول المؤتمر إلى جلسة مصارحة ومكاشفة لإظهار كل الثغرات والسلبيات التي رافقت اللعبة، أم أن الكلام سيكون متمحوراً حول إطار المسابقات والأنشطة.‏


نظام الدوري وأعمار اللاعبين‏


من المتوقع أن يتركز حوار المؤتمرين حول المقترح الذي تقدم به اتحاد السلة حيال اعتماد أعمار جديدة للاعبين في دوري الرجال، بحيث سيتم اعتماد ستة لاعبين تحت سن الأربعة والعشرين، وثمانية لاعبين فوق الرابعة والعشرين، ويهدف الاتحاد من وراء هذا المقترح جعل جميع الأندية تعمل على فرق القواعد من جديد بغية إفساح المجال للاعبين الصغار بأخذ دورهم مع فرق الرجال، وسوف تكون المناقشات قوية في هذا المقترح لكونه يتعارض مع مصالح بعض الأندية وخاصة الكبيرة منها، والتي أبرمت عقوداً مع لاعبين كبار السن وهذه القرار سوف يجعلها تعيد ترتيب أوراقها من جديد.‏


واقع المنتخبات الوطنية‏


لابد لاتحاد السلة أن يمتلك الجرأة والمصارحة ليعترف أمام المؤتمرين بعد قدرته على إعداد وصناعة منتخب يقينا شر الانتكاسات والخيبات، وإن كانت محاولاته منذ توليه لمهامه جادة في هذا الاتجاه، إلا أنها لم تكن ناجحة وباءت بالفشل، ولم تكن هناك إشراقات مضيئة في عهده على صعيد المنتخبات التي تعد عصارة عمل لأي اتحاد، وفي نفس الوقت يجب أن لا نبخس الأشياء حقها، فالاتحاد  عاد بالفترة الأخيرة لإعداد منتخب الرجال بطريقة جيدة وسيكون لها نتائج ايجابية فيما لو ضمن استمراريتها، ومع ذلك لا ضير من مناقشة واقع المنتخبات وبيان تفاصيل خطة الاتحاد للأعوام المقبلة من أجل مناقشتها والوصول إلى حلول استراتيجية ناجعة وناجحة لمنتخباتنا الوطنية.‏


السلة الأنثوية‏


يبدو أن تدهور السلة الأنثوية قد بدأ يتفاقم أكثر، وخاصة في غالبية الأندية بعد سلسلة من المنغصات ساهمت بشكل أو بأخر في تراجع وغياب اللعبة، وفي ظل الأوضاع التي تشهدها البلاد فقدت السلة الأنثوية بريقها وباتت كزهرة من زهرات الخريف لا لون ولا رائحة، ولم تنفع محاولات العطارين في إصلاح ما أفسده الدهر، واقتصر عمل الاتحاد على إقامة بعض المسابقات المحلية في محاولة منه لإنقاذ اللعبة والحفاظ عليها، مع غياب كامل على صعيد المنتخبات للعبة، فمنذ سنوات طويلة لم تشارك سلتنا الأنثوية بأي استحقاق خارجي ما أثر على مستوى اللعبة، وكانت محاولات الاتحاد في إعادة بناء السلة الأنثوية ناجحة إلى حد ما في الإبقاء على اللعبة وتوسيع رقعة انتشارها في العديد من المحافظات يأتي في مقدمته محافظتي طرطوس والسويداء اللتان شهدتا تطوراً ملحوظاً باللعبة بالآونة الأخيرة، وظهر جيل من اللاعبات سيكون لهن مستقبل جيد فيما لو توفر الدعم اللازم، ومع ذلك واقع السلة الأنثوية لا يبشر بالخير، والمطلوب مناقشة أمراضها التي باتت مزمنة ووضع تصورات وحلول لها على أمل أن تستعيد بريقها وألقها الذي بدأ يخبو على الصعيدين العربي والقاري  ‏


مناقشة ومشاركة‏


ما نتمناه في مؤتمر الغد أن يكون حضور رئيس المنظمة اللواء موفق جمعة فعالاً ,أن لا يكون حضوره لمجرد الحضور فقط ، ونتمنى منه مشاركة فعّالة ومفيدة لآراء ومقترحات أعضاء المؤتمر تليق بمصب مسؤول الألعاب الجماعية في المنظومة الرياضية، وأن يسعى إلى إيصال المؤتمر إلى سلسلة من التوصيات والقرارات التي تخص اللعبة بشكل عام بعيداً عن مصالح هذا النادي من ذاك.‏


 أمنية‏


نرجو من جميع أعضاء المؤتمر وهم  يدخلون إلى أهم اجتماع سلوي، أن يضعوا كل التفاصيل الصغيرة والخاصة وراء ظهورهم، وأن يتفقوا على أن يرتقوا إلى مستوى الحدث بمناقشاتهم، لأن مستقبل اللعبة متعلق بقراركم التي ستخرجونها في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد، فهل سيتحقق حلمنا بمؤتمر يغلب فيه الفعل على الكلمة والمصالح الشخصية، أما يكون المؤتمر مؤتمراً كلامياً لا أكثر.‏

المزيد..