متابعة – أنور الجرادات:تعتبر ظاهرة الشغب في ملاعبنا المحلية أقل عنفاً وحدة مما هي عليه في الملاعب العربية والغربية، ولكن بالرعم من ذلك نرى أنها أخذت تتزايد في ملاعبنا المحلية خلال الفترة الأخيرة !
وظاهرة الشغب هي ظاهرة سلوكية واسعة الانتشار تشمل العالم بأسره وتختلف صوره من مجتمع لآخر، وقد شهدت السنوات الأخيرة ظاهرة عنف وشغب بين أوساط المشاهدين للرياضة عموماً ولكرة القدم خصوصاً والذي ظهر بصور مختلفة، منها التهجم والتعدي والتشابك بالأيدي وعدوان لفظي من سب وشتم والصراخ والأصوات العالية في التشجيع والضرب والتعدي بأساليبه المختلفة على الجمهور المقابل تعبيراً عن عدم الرضى عن الأداء، وكل هذه الصور هي مفاهيم خاطئة التصقت بالرياضة، فكم من انسان فقد حياته أو أصيب إصابة بالغة خلال مشاهدته لإحدى المباريات بل تعدى الأمر إلى الحد الذي أخرج الرياضة عن مفهومها الصحيح والمتعارف عليها بأنها رسالة محبة وسلام ومجال للتعارف ومجال للتنافس الشريف!
أسباب شغب الملاعب
الجماهير في الملاعب
هذه الجماهير قد تلجأ إلى التشجيع الغوغائي والهتافات غير التربوية وشتم وسب اللاعبين أحياناً ومحاولة إثارة الجماهير ضد الجماهير المضادة لثقتهم الزائدة في الفرق التي يشجعونها وأن ناديهم هو أعظم نادٍ بينما باقي الأندية أقل مستوى !
اللاعبون في المباريات
حيث إن تصرفاتهم في الملاعب من أهم العوامل المؤدية إلى الشغب الذي تقوم به الجماهير المتعصبة وأحياناً يقومون بإشارات تدل على عدم الرضا بمستوى التحكيم أو مستوى اللعب كما أنهم يقومون أحياناً بحركات لا أخلاقية أمام الجماهير أو يعتدون على الحكم أمام الجماهير.
التحكيم
يعتبر الحكام أحياناً بمثابة الشرارة التي تفجر المواقف في الملاعب كما أنهم أكثر العناصر تعرضاً للاعتداء من اللاعبين أو الجماهير ويعتبرون كبش الفداء لفشل الفرق وعليهم تقع مسؤولية الهزائم للفرق المتنافسة.
الإداريون
فبعد أن كانوا مثالاً للخلق الرياضي أصبح بعضهم عاملاً من عوامل التعصب من خلال التصرفات الاستفزازية خلال مجريات المباريات وإصدار التصريحات الصحفية الاستفزازية تجاه الفرق الأخرى وكأنها أم المعارك وأحياناً تكون المباريات بالنسبة لهم مجالاً للانتقام مع الذين يختلفون معهم..!
الإعلاميون الرياضيون
لقد كان الإعلام الرياضي خير داعم وسند لتطور الرياضة التنافسية إلا أنه في الآونة الأخيرة خرجت قلة قليلة من رجال الإعلام الرياضي عن رسالتهم الإعلامية السامية وأصبحوا يؤدون في بعض الأحيان إلى تكهرب الأجواء بين اللاعبين والجماهير بما يكتبون أو يعرضون في مقالاتهم والتي تحوي كلمات وعبارات لا تخدم بل العكس فيها ضرر كبير وخاصة أولئك الذين يشرفون على صفحات الفيس بوك في إثارة البلبلة والقيل والقال في صفحاتهم..
المدربون واعتراضهم الدائم
بعض المدربين باعتراضاتهم الدائمة على قرارات الحكام وإظهارهم عدم الرضا عن التحكيم وأحياناً بتدخلون لسحب الفريق والتفوه ببعض الألفاظ أو الحركات التي تؤدي إلى شغب كبير في الملاعب وكثيراً ما يتم طردهم أو إنذارهم أو توقيع غرامات المالية عليهم.
حلول ومقترحات
ضرورة إقامة المؤتمرات والندوات التي يكون الهدف منها تعريف الجماهير بالقوانين الصحيحة بلعبة كرة القدم و اتباع حملات منظمة ومستمرة لتوعية الجماهير ونبذ التعصب من خلال وسائل الإعلام المختلفة ولا بأس في استضافة نجوم الفرق المنافسة معاً في نفس البرنامج وإقامة الحوارات التي يسودها الود وإقامة مسابقات ترفيهية بينهم.
الرد بقوة على أي شغب من الجماهير يحدث داخل الملاعب وذلك بحرمان النادي من جمهوره لعدد معين من المباريات على قدر الشغب وذلك لإجبار الأندية على التنظيم الجيد والعمل على منع العناصر المشبوهة من مثيري الشغب من دخول المباريات.
العمل على حصر الأشخاص الذين يثبت تورطهم في أحداث شغب وتسجيلهم ومنعهم من دخول أي مباراة حيث هم في الغالب معروفون بل ويتم الاستعانة بهم من قبل البعض.
تشكيل لجنة على كافة المستويات تكون مسؤولة عن تطوير اللعب النظيف و المكافآت والجوائز وكذلك تهتم بإلغاء مظاهر العنف .
تخصص جوائز للروح الرياضية للاعبين والحكام والمدربين والإعلاميين والجمهور والإداريين .
أخيراً هذه وجهة نظر تحتمل الحوار والنقاش على مستويات متعددة وغايتها الأساسية العمل على الحد من الشغب في ملاعبنا.