“ديربي” الحسكة.. خرج عن طوره .. وتحكيمه مشكلة؟!

الحسكة – دحام السلطان:لم يكن يظن أو يتوقع أشد المتشائمين أن تخرج مباراة الجارين “الجزيرة والجهاد” عن طورها المرسوم لها، التي من المفترض فيها أن يُقدّم الفريقان كل ما لديهما في مباراة العمر ويحظى بتصفيق وإعجاب كل من تواجد وحضر، قبل أن يسقطا في ملعب الحسكة يوم الأحد الماضي ويظهرا على حقيقتهما ويبرهنا على أن قضية التنافس بينهما ليست “رمانة ” بل قلوب ملآنة! وبالنتيجة فقد كانت إيجابية فقط برقمها النهائي!


وعلى عكس نتيجة مباراة “الديربي” التي كان ينتظرها أنصار الفريقين على مستوى العالم، باعتبارها هي من سيحدد هوية بطل أو متصدّر مجموعة الحسكة، كحالة افتراضية إن فاز أحد الطرفين في اللقاء الذي لم يبرهن على أنه لقاء كرة قدم على الإطلاق، بل جاء وعلناً مفهوماً وواضحاً استكمالاً عملياً ودليلاً مادياً لحالات الشحن والتشنّج والتوتر المباشر و”الفيسبوكي” ومتابعة صريحة للمهاترات والسجالات غير المبررة من قبل قلة قليلة لا تُمثل إلا نفسها من كلا الطرفين، وهي التي اجتمعت في مفاهيمها التي سبقت موعد عقد اللقاء قبل أن تُجهز عليه! وأشرف على معظم تفاصيلها وللأسف نفر قليل أيضاً من القابعين في سراديب الطابور الخامس المظلمة، الذين لعبوا على ألف حبل، فلم يجنوا إلا الخيبة التي انعكست سلباً على النادي وأنصاره المحبين حقاً في النهاية من الذين تلوّن حزنهم بلون “العجاج” الذي طبع المباراة بلونه.‏


التحكيم مشكلة‏


والمشكلة بحد ذاتها وبحذافيرها هنا، كانت قد أشارت إليها “موقفنا الرياضي” غير مرة، وإن لم تكن تلك الإشارة قد راقت لمزاج البعض ممن جندوا أنفسهم وتقلّدوا دور المدافع الباسل والمحب البريء لناديي الجزيرة والجهاد على حد سواء! حيث أوضحت تلك الإشارة وبالتفصيل الممل لمقام اتحاد الكرة، أنه لا يجوز أن يقود اللقاء حكام محليون من مدينة الحسكة التي ينتمي إليها نادي الجزيرة، الأمر الذي أثار حفيظة الجهاد بشكل معلن من خلال كتبه الخطية التي دقت أبواب اتحاد الفيحاء وعادت خائبة ودون جواب شافٍ.‏


وبخصوص النتائج التي بانت اليوم بعد أن انقشع “العجاج” فإن المسألة يبدو أنها قد تعقّدت أكثر فأكثر، وأصبحت معايير ومحددات هوية بطل المجموعة فيها مؤجلة لحين الانتهاء من إياب دوري التجمّع الأول بشكل نهائي، وبالنتيجة فإن الجزيرة يعتبر الخاسر الأكبر في كل تلك “الدعكة”باعتبار أن المباراة تعتبر له وجرت على أرضه وبين جماهيره التي هتفت له وبسخاء من القلب طيلة لحظات اللقاء، قبل أن يخسر نقطتين مهمتين كان من المفترض لو حصل عليهما، أن تُقصّرا عليه مسافة الطريق نحو التجمّع الأخير، وتُسهّل عليه عملية الحسابات النهائية التي حتّمت عليه الحصول على النقاط الثلاث كاملة وانتزاعها من فم الجهاد دون قيد أو شرط، وبعكس الجهاد الذي عرف من أين تؤكل الكتف، وحصل على نقطة وزنها ذهباً، إذا أصبحت شروط ومفاتيح مباراة العودة كلها بيده بموجب العرائض التي رفعها لموقع قبة الفيحاء، وإن كان الحديث هذا كله سابق لأوانه، لأن أوان الآن يفرض ويحتّم على إدارة الناديين وأجهزتهما الفنية ولاعبيهما، أن يرتقوا جميعاً في القادمات فما تبقى من المباريات، وأن يترفعوا بفكرهم ويضعوا حداً لحرق الأعصاب واللعب بالمشاعر، لأن الأعصاب عندنا في الحسكة محروقة وخالصة، والمشاعر لا تفُسّر أيضاً..وفهمكم كفاية.!!‏

المزيد..