دمشق – أنور الجرادات..مع نهاية كل موسم كروي يطفو على سطح الأحداث الكروية عندنا تداول ظاهرة التلاعب في نتائج المباريات مع ما يرافقها من تحكم في مصير فرق بتغليب كفة أندية على حساب أخرى في سوق سوداء لاتعير اهتماماً للأخلاق والمبادئ الرياضية.
والكشف عن هذه الممارسات المشينة يعد غاية في الصعوبة وفق ماكشفه العديد من المتتبعين للظاهرة، بحكم أن الأطراف المتلاعبة تأخذ جميع الاحتياطات الضرورية والتدابير اللازمة لتمر العملية في سرية تامة تفاديا لمتابعات قضائية لاحقة.
ومع تطور الزمن تطورت تقنيات البيع والشراء وأصبحت التكنولوجيا الحديثة في خدمة البائع والمشتري وما بينهما.
و الحديث عن زجر حقيقي للمتلاعبين بالمباريات يبدو مجرد فزاعة في حقل ذرة لا يمكن كشف العديد من حالات البيع والشراء حتى ولو زرع اتحاد الكرة كاميرات خفية في غرف ملابس اللاعبين وتنصت على المكالمات الهاتفية للاعبين والحكام والمدربين.
تلاعب وقضايا
إن ظاهرة التلاعب موجودة رغم صعوبات الكشف عنها بسبب الأساليب الملتوية التي يلجأ إليها (المتاجرون في عرق اللاعبين) فالظاهرة موجودة والمفروض إيجاد آليات لضبط العملية والحرص على معاقبة المتلاعبين حتى لا تستفحل ولا تنتشر أكثر بالنظر الى تأثيراتها السلبية على نزاهة المنافسة الكروية.
وإن الظاهرة لا تقتصر على مقدمة الترتيب لتشمل أيضا المتأخرين، فما حدث في مباراتي التجمع النهائي المؤهل للدوري الممتاز(الجزيرة/الجهاد) و(الحرية /عمال حماة) أثار الجدل والتساؤل ولكن الصعوبة تكمن في تقديم الدلائل الدامغة. والبحث عنها جارٍ؟!
فنادي الحرية يقول ويعترض على أحداث ومجريات المباراة التي جمعت الجارين القريبين (الجزيرة والجهاد) على أن مباراتهم غير نظيفة وفيها تلاعب واضح من حيث الأداء والنتيجة وأنها غير موفقة إخراجياً.
بينما آخرون يقولون بأنه حتى مباراة الجارين القريبين نوعا ما (الحرية وعمال حماة) أيضا هي الأخرى غير منطقية ولكن مخرجة بعناية فائقة ومتفق عليها سلفا بين الناديين ولكن لا احد يستطيع أن يؤكد بان هناك اتفاقا خاصة أن النتيجة تبدوعادية بل وطبيعية نظرا للفارق الفني بين الناديين وتاريخهما الكروي اكبر دليل على أن النتيجة طبيعية، ولا لبث فيها إطلاقا.
حرج اتحاد الكرة
وقد أثرت قضايا التلاعب بنتائج اللقاءات التي اشرنا عليها على سمعة كرة القدم السورية ووضعت اتحاد الكرة في موقف حرج، حيث تستعد الفرق الأربعة لدخول ردهات ودهاليز وغرف اتحاد الكرة للدفاع عن نفسها أو لطلب حقوقها.
وشكلت نتيجة الفرق الأربعة (الحرية- الجزيرة- الجهاد- عمال حماة) نقطة الماء التي أفاضت الكأس وفتحت كل الاتهامات السابقة.
اتحاد الكرة من جهته كان قد قام مسبقاً بوضع مراقبين سريين هما المدربان(فجر ابراهيم – مهند الفقير) وكل واحد منهما مكلف بمهمة دراسة الحالة الفنية لمجريات المباراتين ودراسة معمقة وبتفاصيل دقيقة وهما الآن ضمن (لجنة تقصي حقائق) بالإضافة الى نائب رئيس اتحاد الكرة (الدكتور سعيد المصري) بحكم توليه رئاسة لجنة المسابقات ونزار رباط، وهذه اللجنة أي (لجنة تقصي الحقائق) ستدرس تقريرين مقدمين من المراقبين السريين (الفقير والابراهيم) وهما تقريران فنيان خالصان.
وبعد أن تعد هذه اللجنة تقريرها وترفقه الى اتحاد الكرة لدراسته وإقرار الاجراء المناسب لكن مع ذلك من سيتخذ هذا القرار هو (لجنة الانضباط) في اتحاد الكرة وهي اللجنة المخولة في اتخاذ مثل هكذا قرار ورفعه للمصادقة من قبل اتحاد الكرة.
وماذا بعد؟
طبعا من ينتظر القرار الرسمي من اتحاد الكرة هو فقط نادي الحرية الذي قدم اعتراضاً رسمياً لاتحاد الكرة لاعتقاده بأن هناك (مسرحية) في مباراة الجزيرة والجهاد.
ونحن بدورنا ننتظرالايام القليلة القادمة لنرى الى أين سيصل نادي الحرية في دفاعه عن حقه بحسبه هو وماذا سيكون قرار اتحاد الكرة (سلبا أو إيجابا) وإن غدا لناظره قريب.