جدوى دورة الصداقة.. كيف نعيد بناء منتخب وطني قوي؟!

متابعة – أنور الجرادات:أما وقد غسلنا أيدينا من قسوة مشاركة منتخبنا الوطني الآسيوية بالإمارات المخجلة والمحزنة، فإن الأمر يقتضي من اتحاد الكرة وقفة عميقة ليس لتقييم المرحلة الحالية التي لا يختلف اثنان على أن أداء المنتخب خلالها لم يلامس أدنى مستوى طموحات جماهيره فحسب،


‏‏


إنما لتحديد طبيعة التوجهات في المرحلة المقبلة ليتم وضع الاستراتيجية المثلى التي تحقق طموحات تلك المرحلة.‏


استشراف‏


نريد استشراف المرحلة المقبلة مع احتواء واستيعاب الانعكاسات السلبية للمرحلة الماضية على سمعة كرة القدم السورية خارجياً التي تراجعت من المركز /٧٤/ عالمياً إلى /٨٣/ حالياً وعلى برامجها المحلية بعد أن أربكتها التوقعات لفترات طويلة فأثر ذلك على إعداد فرق الأندية وعلى حجم المنافسة وشدتها وتأثير ذلك على الإقبال الجماهيري الذي انحسر في الدوري الماضي بشكل لافت للنظر ومقلق في الوقت ذاته.‏


وباعتبار المنتخب الوطني الأول يمثل الكيان الحقيقي والمعبر المنطقي عن مستوى الكرة السورية التي لم تحقق في السنوات الأخيرة أي نتائج تذكر فإن الأيام القليلة الماضية قد شهدت أكثر من تطور إيجابي لبلورة مستقبل المنتخب الوطني الأول في الفترة المقبلة وتحديد كيفية التعامل مع هذا الملف المهم والأهم في الوقت نفسه.. ويتضمن التطور الجديد التعرف على كل الالتزامات والارتباطات، أي إن متطلبات المرحلة المقبلة هي التي تحدد شكل ومواصفات المدير الفني الجديد الذي سيقود المنتخب الوطني رغم أن اتحاد الكرة قد كشف عن هويته وكلفه رسمياً وهو الكابتن /فجر ابراهيم/ وتتضمن الارتباطات المقبلة أداء المشاركة في دورة وبطولة الصداقة التي يقيمها الاتحاد العراقي لكرة القدم وحتى الساعة لم تتضح هوية المنتخبات المشاركة بعد.‏


منتخب قوي‏


وعلى هذه الخلفية يجب أن يكون هناك دراسة في اتحاد الكرة تدور ملامحها حول كيفية تكوين منتخب قوي يستطيع النهوض بسرعة والعودة للمنافسة ويجب أن تقوم هذه الدراسة على أن يضم الفريق بين صفوفه توليفة تجمع بين اللاعبين الدوليين والشباب، أي إن المنتخب في المرحلة المقبلة من الممكن أن يكون هيكله الأساسي من لاعبي المنتخب الأولمبي شريطة التعرف على مستويات لاعبيه بشكل أكثر إيجابية خاصة أن المنتخب الأولمبي يجري الآن العديد من المباريات الودية الخارجية وهذا يحصل لأول مرة منذ سنوات عديدة وفي حال نجاح المنتخب الأولمبي في اجتياز امتحانه المحدد لتتسع فرصة التعرف على الامكانات الحقيقية لهذا الفريق، كما يمكن أن يتضمن الهيكل الجديد للمنتخب الوطني لاعبي منتخب الشباب البارزين، هذا بجانب العديد من اللاعبين الأساسيين في صفوف المنتخب الوطني الحالي الذين لابديل عن الاستعانة بهم للأداء والمشاركة ببطولة الصداقة العراقية.‏


وبذلك يمكن تأكيد أن هذه التوليفة من اللاعبين التي من المفترض أن يقوم بها اتحاد الكرة بإدخالهم ضمن تشكيل المنتخب سوف تحدد بشكل كبير في حالة تنفيذها شكل وملامح المدرب الذي سيقود المنتخب الوطني في المرحلة المقبلة في حال رفض الكابتن فجر ابراهيم مهمة التكليف لتكون بذلك كل الاجتهادات الخاصة بطرح اسماء معينة لتولي المسؤولية تقع في نطاق يختلف عن أرض الواقع وحتى لا يتسبب اتحاد اللعبة في ارباك الدوري الممتاز.‏


المدرب الأجنبي‏


أما طرح البعض بخصوص الاستعانة بمدرب أجنبي فإن تنفيذ ذلك يتطلب توفير روافد مالية ثابتة لأن أي مدرب عالمي سوف يحتاج إلى راتب كبير لا يقل عن راتب المدرب السابق للمنتخب شتانغه وفي الوقت الحاضر صعب جداً أن تعاد الكرة مرة ثانية بعد تجربة شتانغه الفاشلة والجميع يطالب بإعطاء الفرصة للمدرب المحلي والوطني وهناك العديد منهم جاهز للعمل لكن بشروط محددة وتناسبه.‏


والمنتخب الوطني في الوضع الحالي يحتاج إلى إدارة متفهمة ومدركة تدير الفريق كله من خلال تحضير المدرب والمهم أن يتدرب الفريق داخل سورية ووضع برنامج تحضيري مسبق لا يعتمد على اسم مدرب أو اسم لاعب يعني جدولأً يمشي مع أي اسم موجود في وقتها وأيضاً تعيين مدير للفريق وهذا أهم من المدرب يعني مديراً صاحب شخصية قوية يحترمه الجميع يكون هو الحل لأي مشكلة بين اللاعبين وبين الإداريين ويكون المدرب هو مسؤول فني فقط لأن منتخبنا مشاكله ومشاكل اللاعبين بينهم وصلت إلى آخر الدنيا والكل يعرفها ويجب أن يكون مدرب لياقة متخصصاً باللياقة البدنية فقط لأنه في كرة القدم الحديثة من أهم الأسلحة في الساحة هو اللياقة وكذلك مساعدون للمدرب يفهمون ويساعدون اللاعبين على تطبيق فكر المدرب في الملعب ومع تواجد كل هذه الظروف يجب أن تكتمل في مباريات تجريبية مدروسة ليس أي مباراة وفي أي وقت ومع أي فريق حسب وضع الفريق تكون متدرجة معاً من البداية إلى أعلى نقطة حسب مرحلة وصول قوة الفريق‏


وأخيراً إن المطلوب في المرحلة المقبلة أن نبني منتخباً قوياً يضم لاعبين بارزين وآخرين من المنتخبين الأولمبي والشباب لتعود كرة القدم السورية بصورتها الراهنة مجدداً وبخط مواز يجب أن يتواصل دعم الأندية التي تعتبر أساس اللعبة ومصانع تفريخ اللاعبين وتقديمهم فيما بعد للمنتخبات الوطنية بكافة الفئات العمرية فأي جهد يبذل لا يأخذ بعين الاعتبار مصلحة الأندية ستكون الجدوى منه أقل من المتوقع.‏


المباريات:‏


سورية والعراق 22-3- 2019.‏


سوريا و الاردن 24-3-2019.‏


العراق والاردن 26-3-2019.‏

المزيد..