حول المسألة الكروية .. هذا حالنا للأسف وعشر وصايا للنجاة

متابعة – أنور الجرادات: هذا هو حالنا للأسف الشديد، كلما حلت بنا ضائقة أو داهمتنا أزمة إخفاق وشعور بخيبة الأمل تثور النفوس بما في داخلها من ضيق مكبوت، وتفرزه في شكل حزن طاغٍ وصراخ مسموع،


لا يقتصر على البكاء والنحيب فحسب، وإنما يصل لذروة الانفعال.‏‏


ولأننا جميعاً أصابنا قدر من الحزن والألم لما جرى فإن علينا أن نعي أن الألم ظاهرة صحية والحزن انعكاس صادق لمشاعر حية ولكن دون انزلاق إلى إحباط وتشاؤم يصيب الجسد الكروي «روحاً وعقلاً» بالضعف ويعزز أحاسيس سلبية بالعجز وفقدان الأمل في الغد، وهذا هو ما لايجوز وما لاينبغي أن نسمح به.‏‏



الوصايا العشر‏‏


– وضع خطط واستراتيجيات حديثة لتطوير اللعبة.‏‏


– خلق دوري محلي قوي.‏‏


– إقامة نظام احترافي حقيقي في المجالين الفني والإداري.‏‏


– زيادة عدد المباريات في المسابقات المحلية.‏‏


– استقرار اتحاد الكرة .‏‏


– العمل على خلق كوادر إدارية محترفة .‏‏


– خلق بيئة ملائمة للاعبين والاهتمام بالمواهب المتميزة وإتاحة الفرصة لها للاحتراف في الخارج .‏‏


– اهتمام حكومي باللعبة وتوفير الدعم اللازم لها .‏‏


– اهتمام الشركات برعاية اللعبة.‏‏


– تأهيل وتطوير قدرات المدربين المحليين.‏‏


هذه هي الروشتة اللازمة والمطلوبة بل الوصفة السحرية لعلاج الأطراف والمشكلات التي تعاني منها كرتنا حتى تنهض وتلحق بركب الآخرين.‏‏


الاحترافية غائبة‏‏


طبعاً هناك عوامل رئيسية وراء تأخر الكرة عندنا وإخفاقها في أن يكون لها دور مؤثر وفاعل، ومن بينها غياب الاحتراف في اللعبة في المجالين الفني والإداري وعدم تطبيقه بالصورة الصحيحة مقارنة بالاحتراف الذي يطبق في بلدان أخرى، وانعدام الخطط السليمة التي تطور اللعبة، إضافة للفوارق التي يمكن وصفها بالكبيرة جداً بين لاعبنا وبين نظيره وخاصة في أوروبا في الكثير من الجوانب خصوصاً في مسألة الاحتراف، إضافة لوجود فوارق كبيرة أيضاً بين دورينا ونظيره في باقي الدول خاصة المتقدم منها كروياً ونطلب الاعتراف بهذه السلبيات والعمل على علاجها حتى تلحق كرتنا بركب الآخرين وخاصة المتطورين.‏‏


وننتقد عملية تطبيق الاحتراف والذي نعتز به ناقصاً وأنه لايعد بالحقيقة احترافاً حقيقياً في حال مقارنته بما يحدث في دول أخرى أكثر تقدماً وتطوراً في هذا المجال.‏‏


وأن دور الحظ في كرة القدم لايوجد شيء اسمه الحظ في الكرة والتي تعتمد في الأساس على التنظيم والتخطيط السليم.‏‏


العشوائية مسيطرة‏‏


وتعزى إخفاقاتنا الكروية المتكررة وعدم القدرة على المنافسة في الوصول إلى الأهداف المنشودة إلى أسباب عدة أيضاً من بينها التخبط والعمل بصورة عشوائية وعدم وجود خطط استراتيجية طويلة المدى بجانب عدم إعطاء كرة القدم الاهتمام المطلوب، إضافة إلى عدم وجود استقرار فني وإداري في المنتخبات الوطنية، فضلاً عن عدم تطبيق الاحتراف في اللعبة بصورة حقيقية‏‏


وأن فكر لاعبنا السوري لم يرق لمستوى الاحتراف رغم كونه يمتلك مهارات فنية عالية وأن غياب الطموح لدى منتخباتنا يمثل أيضاً أحد أهم أسباب تخلفنا الكروي حيث يكون أقصى طموحنا الوصول النهائيات فقط دون أن نفكر في المنافسة للوصول لمراحل متقدمة في البطولة.‏‏


لاعبنا يتحمل‏‏


قسطاً من المسؤولية‏‏


ويتحمل لاعبنا المحلي والمحترف أيضاً المسؤولية وخاصة من جهة فكره الاحترافي بدءاً بأسلوب حياته داخل الملعب وخارجه وطريقة تفكيره وتصرفاته الشخصية وطريقه تعامله مع الآخرين، و أصعب شيء عندنا هو خلق لاعب يدرك معنى الاحتراف الحقيقي في اللعبة وهو يعاني من الدلال الزائد.‏‏


ويجب علينا أن نوفر البيئة الملائمة للاعب وخاصة أنه يعاني مشكلات نفسية واجتماعية وغيرها وهو لا يستطيع أن يبدع في الملعب حتى لو كان يتمتع بالموهبة والمهارات الفنية العالية.‏‏


الفوارق كبيرة‏‏


ونرى أن هناك أسباباً موضوعية تجعل كرتنا متأخرة كثيراً مقارنة بنظيرتها مثلاً في أوروبا وغيرها من الدول المتقدمة في هذا المجال وأن من بين هذه الأسباب عدم وجود منظومة احتراف متكاملة في اللعبة على الصعيدين الإداري والفني وهناك فوارق كبيرة جداً بين دورينا ونظرائه في كل شيء سواء الفني أم الإداري إلا أننا لازلنا للأسف نعتمد على إداريين متطوعين غير محترفين في مجال العمل الإداري في اللعبة لذلك فإن كرة القدم تحتاج إلى عمل كبير حتى تقلص الفوارق بينها وبين الكرة الأوروبية والآسيوية كي تستطيع أن تحسن في صورتها وأن يكون لها وجود مؤثر في خريطة كرة القدم العالمية، ونحذر من أنه في حال استمر الوضع الحالي فإنها ستتأخر كثيراً.‏‏

المزيد..