نظرات وعبرات في واقع ســــــــــــلتنا… احتراف أعوج و نتخبات مترهلة و أندية مستهلكة و لجان تائهة و أعضاء غير فنيين..
مهند الحسني:تمر السلة السورية في مرحلة حرجة، وخاصة أنها باتت مطالبة بالكثير من النتائج بعد عودة الاستقرار للبلاد، غير أن النتائج لم تكن موازية للطموح فيما يتعلق بإعداد المنتخبات الوطنية ، وقد تعلمنا في أدبياتنا أن المنطق لا يسمح لك ببحث النتيجة بعيداً عن أسبابها، كما أن الحس السليم يصر على أن تضع الحصان أمام العربة،
إذا كنت تريد الوصول إلى هدفك في نهاية الطريق، وهكذا هي الأحلام تبدأ صغيرة، ونحلم بتحقيقها، وما إن تتحقق حتى نتركها ونتطلع لأحلام أكبر، حلمنا بدخول الاحتراف على سلتنا والحمد لله تحقق، ولكننا لم نستطع أن نحلم بالأفضل، لأننا كسرنا قاعدة التطلع، وبدأنا نطلق الآهات على أيام الهواية، واسمحوا لي أن اسميها أيام تخلفنا الرياضي، عندما كنا نلهث بأقدام هاوية وراء كرة لا تملك من مقومات حضورها أكثر من الهواء الذي يحشو جوفها، والحب الذي يكنه لها أبناؤها، ماذا فعل فينا الاحتراف؟ هاتوا نادياً واحداً لم تثقله الأعباء المالية، اذكروا اسم لاعب لم يعلن حرده في ناديه بسبب فهمه الخاطئ للاحتراف، أشيروا لنا على فريق حافظ على مستواه لموسمين متتاليين بعد دخول الاحتراف! لنعترف أننا نفتقد للنضج السلوي، وبأننا لم نتخلص من أميتنا السلوية، وبأن العديد من عناصر اللعبة يفتقد لأبجديات اللعبة.
لن نظلم الاحتراف
مما لا شك فيه أن الاحتراف هو السبيل الوحيد لتطوير أي رياضة، لكونه يبني اللاعب على أسس رياضية علمية بحتة، لكن احترافنا لم يكتمل، وجاء منقوصاً وباهتاً، وساهم في تراجع أنديتنا ورياضتنا دون أن ندري، ومن يمعن النظر في طريقة إدارتنا وتعاطينا للاحتراف، يدرك بأننا لم نعرف من الاحتراف سوى تنظيم عقود اللاعبين والمدربين برواتب خيالية، وابتعدنا عن الثقافة الاحترافية الصحيحة، فبات هم اللاعب فقط ملء جيوبه بالأموال، دون أن يعرف ما له وما عليه، الشيء الذي جعل أنديتنا تئن تحت وطأة الأعباء المالية نتيجة تجاوزاتها للأنظمة المعمول بها في نظام الاحتراف، لذلك لن نظلم الاحتراف، فنحن ما زلنا نؤكد أن الاحتراف الصحيح هو الطريق الوحيد للارتقاء بمستوى سلتنا، والوصول بها إلى المستوى النوعي الذي يمكّنها من مجاراة المستويين العربي والقاري، لكن احترافنا كان أشبه بمن اشترى سيارة آخر موديل دون أن يجيد قيادتها، فالأنظمة والنصوص التي وضعت في نظام الاحتراف كان معظمها حبراً على ورق، لافتقادنا للأرضية المناسبة لزرع نبتة الوافد الجديد، والأهم من هذا كله عدم توفر الإمكانات المادية، والتي من شأنها الارتقاء بالاحتراف لتأتي فوائده اليانعة على مستوى رياضتنا، ولازلنا عند رأينا وقناعتنا بأن احترافنا لن ينجح، وسلتنا لن تتطور في ظل وجود إدارات هاوية، وغير ناضجة احترافياً، وهذا ينطبق على كل مفاصل اللعبة.
لذلك لابد من الارتقاء بالمسابقات المحلية (الدوري والكأس ) وارتفاع مستوى الأندية فردياً وجماعياً لا بد من أن ينعكس إيجابا على المنتخبات الوطنية، فالدوري القوي لابد أن يفرز منتخباً قوياً، إلا أن هذا الأمر لم يحدث لدينا بعد مضي حوالي عشر سنوات على دخول الاحتراف على أجواء سلتنا، والدليل تراجع منتخباتنا وأنديتنا في جميع الاستحقاقات، وخروجها من الأدوار التمهيدية دون أن تحقق أي نتائج توازي هذا الاحتراف، ما يوصلنا لنتيجة مفادها أن احترافنا غير ناضج، وبحاجة لإعادة تقييم بما يتماشى مع الواقع الذي تعيشه سلتنا في ظل احتراف أعرج بقدم واحدة.
منتخبات في مهب الريح
تمر منتخبات السلة منذ سنوات طويلة في ظروف صعبة م
تعلق جلها بأخطاء متراكمة من الاتحادات المتعاقبة على اللعبة، والتي ساهمت في غياب أهم مقومات تطوير عمل هذه المنتخبات، ونتائجها على الصعيدين العربي والقاري، وقد حاول الاتحاد الحالي تجميل الصورة، لكن يبدو أن محاولات العطار لن تصلح ما أفسده الدهر، فواقع منتخبات السلة لا يبشر بالخير، وخاصة بعد الأزمة التي كان لها تأثير سلبي على طريقة الإعداد وتوفير الإمكانات المادية المتاحة، فبقيت هذه المنتخبات ومشاركاتها تدور في دائرة مغلقة دون أن يكون هناك بصيص أمل للخروج من عنق الزجاجة التي وجدت نفسها فيها.
علامة الصفر
سنمر سريعاً على معطيات الفشل في إعداد المنتخبات الوطنية، فالاتحاد يفتقر إلى الفنيين وبعض أعضائه ليسوا رياضيين، ما جعله يحلق بأجنحة غير فنية، فكانت النتيجة سقوطه في أكثر من محطة قارية، فالخسارة واردة إلا أن محطات التقييم بعد كل بطولة لم تكن ناجحة لدى الاتحاد الحالي، فظروف الإعداد هي هي، واللاعبون هم هم، وطرق الإعداد البدائية ما زالت على حالها، بالمقابل ازدادت الحجج والأعذار وتعددت الأسباب والموت واحد.
والحقيقة كانت دائماً مريرة، فنتائج منتخباتنا لم تتغير، ولم تتطور لا بل تراجعت، و في المرحلة الحالية التي تعيشها البلاد، رغم وجود مدرب أجنبي لكنه دخل في متاهة وأدخل منتخبنا معه نتيجة عدم وجود مساءلة فنية وتقييم صحيح لعمله،
وإذا أردنا أن نبني بناء متيناً، فلن نستطيع استبدال التراب بالإسمنت، ولا الحديد بالبلاستيك، والأفضل وقتها ألا نبني أبداً إذا كانت مقومات البناء غير متوفرة، وغير موجودة، وهذا ما ينطبق على منتخبات السلة في الفترة الحالية، فالأفضل لاتحاد السلة أن يعلنها على الملأ، ويقدم اعتذاره عن المشاركات الخارجية لمنتخباته، فذلك أفضل بكثير من المشاركة بعناوين قاتمة لا يمكن أن تبشر بغد مشرق، ونتائج جيدة لمنتخباتنا الوطنية.
اللجان التائهة
يبدو أن مشاكل كرة السلة لن تتوقف عند إدارة منتخب، أو كيفية وضع نظام المسابقات الدوري والكأس، فقد توسعت مشاكل الاتحاد كالسرطان، فكلما تمت معالجة موقع تسرطن الفساد إلى موقع آخر، واقترن هذا الأمر بضعف إداري واضح ومقصود، تراكم خلال العامين الماضيين على وجه التحديد، فاللجان الخلبية التي شكلها الاتحاد، غالبية أعضائها لا يعرفون بعضهم لعدم استمرارية اجتماعات هذه اللجان، وحتى الآن لم يتمكن الاتحاد من تشكيل لجنة السلة الأنثوية، دون أن نعرف الأسباب، وكأن السلة الأنثوية لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد، ولم يكن حديثنا عن تشكيل هذه اللجان بأسماء لأشخاص من أهل اللعبة، وإنما أردنا التوصل إلى غياب الآلية الحقيقية لعمل هذه اللجان، وفقدانها الصلاحيات التي تخوّلها القيام بأي عمل.
ونسأل هنا: هل هذه اللجان فعّالة من حيث القرارات الهامة المتعلقة باللعبة، أم إنها ستبقى لجاناً منفذة لتعليمات وقرارات الاتحاد؟ ولا نعرف حتى الآن ما الدور المنوط للجنة المنتخبات الوطنية، التي لم نر لها على أرض الواقع أي شيء يذكر، وإذا كان همها محصوراً في تشكيل منتخب ليشارك في بطولة، فإن مصير هذه اللجنة سوف يكون الفشل لا محالة، حيث إنا ننتظر من هذه اللجنة خطوات إجرائية جديدة تنسينا مرارة النكبات والانتكاسات التي منيت بها سلتنا الوطنية على مدار السنين الماضية، وحال لجنة المنتخبات ينطبق على الكثير من لجان الاتحاد التي ما زالت تغط في نوم عميق دون أن نرى لها أي نقلات نوعية، باستثناء لجنة الحكام التي بدأت تسير على السكة الصحيحة بعدما تولى أمرها أحد الحكام الشباب الذي يملك الكثير من الحماسة والاندفاع والخبرة.
أندية مستهلكة
لا نريد أن نكون جناة على اتحاد السلة، لأنه عمل واجتهد حسب الإمكانات المتاحة له، وتراجع السلة السورية لا يبدأ من تقصير الاتحاد فقط، وإنما التراجع هو حصيلة عمل الأندية أيضاً التي باتت تعمل بطريقة عشوائية بحتة لا يمكن أن تقدم أي شيء جديد، وصبت جل اهتمامها في إعداد فرق الرجال من أجل تسجيل حضور طيب، وتحقيق ألقاب تسجل لهذه الإدارات حتى لو كان ذلك على حساب مستوى اللعبة وقواعدها، فأين وصل حال كرة السلة السورية التي على ما يبدو دخلت في نفق مظلم لا نهاية مشرقة له، تصوروا أن نادياً كبيراً بالعاصمة يبحث عن لاعبين من فئة الناشئين للمشاركة في البطولة، وكانت الغاية وراء ذلك حرمان ناديهم الحقيقي من جهود أبنائه، وضم أفضل وأقوى اللاعبين لهذا النادي على حساب الأندية التي تتعب وتبذل الكثير من الجهود المضنية في سبيل بناء جيل سلوي واعد، لتفرض لغة المال وجبروتها نفسها بقوة على احترافنا الأعرج والأعوج الذي أوصل سلتنا إلى حد الهاوية، في حال لم تكن هناك حلول إسعافية سريعة وجذرية لاجتثاث مثل هذه الصفقات التي تؤكد بالدليل القاطع، أن الأندية الكبيرة التي كانت بمثابة مصانع للنجوم، وأكبر رافد للمنتخبات الوطنية، تحولت بفضل إداراتها، وعملها العشوائي إلى أندية مستهلكة تبحث عن لاعب هنا وآخر هناك من أجل أن تبقى بين الكبار دون البحث عن الأسباب الخفية لهذا التراجع المخيف في هذه الأندية بفرق قواعدها التي لم تعد تفرز مواهب وخامات كما كانت في سابق عهدها، وهذا نذير شؤم بات يخيم على أجواء سلتنا.
اللعبة الأولى
يبدو أن كرة القدم اللعبة المدللة مازالت تغنج بكل ما لذ وطاب من ميزانية الأندية، لكونها اللعبة الأولى الأكثر شعبية، وانجازاتها حتماً ستسجل في تاريخ الإدارات القائمة على أمور الأندية، هذا ساهم في توفير النسبة العظمى من ميزانيات الأندية على عقود ومقدمات لاعبي كرة القدم، فتحولت مجالس غالبية الأندية إلى مجالس إدارات لكرة القدم فقط، وأهملوا جميع الألعاب، ومن بينها كرة السلة، والتي لم تعد تجد من يهتف لها وباسمها أو حتى يطالب بحقوقها، فدى ذلك لتراجع شعبيتها في السنوات العشر الأخيرة دون أن تكون هناك حلول ناجعة لها لكون هاجس هذه الإدارات ينصب على تطوير كرة القدم.
ضعف وتشتت
أثبت المؤتمر الأخير للعبة كرة السلة بأن الجهود المخلصة، و النوايا الطيبة لبعض القائمين لن تنتشل سلتنا من مأساتها الحالية، وثبت ما كنا نبهنا إليه سابقا مراراً و تكراراً، بأن طموح بعض أعضاء الاتحاد لا يتعدى حدود البوزات و السيلفي، و نشر قرارات التكليف بالمهام الخارجية، ونسي هذا البعض واجبه نحو سلتنا المحلية التي باتت اليوم في أمس الحاجة لكل جهد مهما صغر، إلا أن المؤتمر الأخير كان شاهداً حياً على أن بعض أعضاء الاتحاد عاجزون عن السير بسلتنا، و لو خطوة واحدة نحو الأمام، و بأن أقصى همهم و اهتمامهم هو توقيع إذن السفر، و قبض أجور مراقبة المباريات، و معانقة الميكروفون في المهرجانات و المنصات الإعلامية، و السكوت المطبق في مؤتمر السلة السورية، والاكتفاء بهز الرؤوس فقط، و( سبحان مغير الأحوال)..
ثلاث فئات
ينقسم أعضاء الاتحاد إلى ثلاث فئات، حيث تضم الفئة الأولى أصحاب الهم العام، و هم يد واحدة حاولت التصفيق مع باقي أيدي أعضاء الاتحاد، فخاب أملها، و صفقت منفردة، و بات الحمل كبيراً و يفوق طاقتها، و الخوف أن يأتي اليوم الذي ترمي بها المنديل الأبيض، و تعلن استسلامها، و بذلك تخسر سلتنا آخر الرجال الطيبين الذين علا صوتهم، و مطالبهم دفاعاً عن السلة السورية التي فقدت قدراتها واحدة تلو الأخرى.. أما الفئة الثانية و هم فئة «العوجة «، و هو لقب رمزي يدل على آلية تفكير لدى بعض أعضاء الاتحاد، فمع تغيّر الزمان، و تغيّر المكان، و تغير الرجال، بقيت مقولتهم ثابتة بوصف أي خطوة في اتجاه التغيير بالعوجاء رغبة منهم في الحفاظ على المياه الراكدة التي روت و تروي سقف طموحهم و مصالحهم، أما الفئة الثالثة هي فئة الجائعين للشهرة، و الظهور، و تمرير المصالح الداخلية و الخارجية برداء الصالح العام، و الخشية على السلة السورية، و بعضهم كان مكشوفاً …. وفي المحصلة فقد التقت الفئتان من المنتفعين بمواجهة مصلحة كرة السلة و تقدمها، و يبدو أن استبدال النائمين في العسل قد أصبح أولوية لإنعاش السلة السورية.
النصف الفارغ
على الرغم من وجود الكثير من السلبيات في عمل اتحاد السلة، غير أن عمله فيه الكثير أيضا من الايجابيات لابد أن نسلط الضوء عليها وذكرها حتى لا يتهمنا البعض أننا لا نرى إلا النصف الفارغ من الكأس.
هفوات وحلول
يبدو أن عشقنا للوحة الفنية الرائعة للسلة السورية في أيام الخوالي، لم يترك لنا مجالا للقبول بخطأ صغير، سواء أكان تحكيمياً أم تنظيمياً أم إدارياً أو فنياً، فكبا الاتحاد مرات و نهض في أخرى، لكننا لم ننكر عليه أموراً هامة، و علاجه لأمراض مستعصية نهشت السلة السورية عبر عقود مضت، أبرزها فوضى جدول المسابقات، و كثرة التأجيلات و التعديلات، و سلبيات أخرى بدت في يوم من الأيام بأنها جزء لا يتجزأ من سلبيات السلة السورية في عهد الاتحادات السابقة، لكن الاتحاد الحالي نجح في علاج غالبيتها، حيث أظهر الاتحاد عموما، و رئيسه خصوصا قابلية عالية، و مرونة كبيرة للتكيف مع الظروف، و الخروج من الواقع الشائك بحلول و خطط عملية ناسبت حال الأندية و اللاعبين، و حفظت استمرارية كرة السلة في حدودها الدنيا خير من اندثارها، وسارت المسابقات المحلية بأدنى التكاليف.
علاقة وطيدة
يسجل للاتحاد و رئيسه العلاقة المتوازنة و الهادئة مع الاتحاد الرياضي العام، و التي ابتعدت عن التصادم دون الانتقاص من شخصية الاتحاد، و حقوقه، فكانت العلاقة بين الطرفين شهر عسل دائم، بفضلها دارت عجلة المنافسات المحلية في غياب الموارد المادية، ووقف الاتحاد على مسافة واحدة من جميع أبناء اللعبة.
العلاقة الخارجية
نجح الاتحاد ومنذ مجيئه بإعادة علاقاته الخارجية إلى وضعها المستقر، وكانت البداية مع اتحاد غرب آأسيا، بعدما دعا رئيسه آغوب خرجيان إلى العاصمة دمشق، واستقبله بحفاوة أسس خلالها لبناء علاقة جديدة مبنية على الاحترام المتبادل بين الاتحادين، وكان لهذه العلاقة نتائج ايجابية لسلتنا، حيث قام آغوب برفع العديد من العقوبات والغرامات المالية على منتخباتنا وأنديتنا، ولم يتوقف دعمه عند هذه الحدود حيث تولى آغوب مهمة الأمين العام للاتحاد الآسيوي، وقد قدم العديد من التجهيزات للسلة السورية، إضافة لإعادة تمثيل السلة السورية في اتحاد غرب آسيا لترشيح.
المراكز التدريبية
جاء اتحاد السلة من رحم الأزمة الحالية بفكرة المراكز التدريبية التي بدأها في الفترة الماضية، وفتح العديد من المراكز في غالبية المحافظات، وقد أثمرت هذه المراكز في خلق جيل سلوي جديد ، إضافة إلى أنها ساهمت في توسيع رقعة اللعبة وزيادة جماهيريتها، وكانت البداية في بعض المحافظات التي كادت اللعبة فيها أن تلفظ أنفاسها، ويأتي في مقدمتها محافظتا طرطوس واللاذقية اللتان شهدتا نقلة نوعية باللعبة، فكان لنادي الساحل نتائج ايجابية، وظهر جيل سلوي فيه يبشر بالخير، أما في اللاذقية فبدأت اللعبة تشهد عودة جديدة في أنديتها، وبجميع الفئات، وكذلك الحال في محافظة السويداء التي شهدت توسعاً كبيراً باللعبة، وبرزت أندية لم نكن نسمع بها من قبل، ناهيك عن المراكز التي تم فتحها في مدينتي محردة والسلمية، وقد استعان الاتحاد في بداية عمله بالمراكز بفريق من المدربين الأجانب قدموا الكثير لسلتنا الوطنية، لكنهم فضلوا المغادرة نتيجة سوء الأوضاع التي تشهدها البلاد، فتم الاعتماد على كوادرنا الوطنية، ويبدو أن الاتحاد تراوده فكرة العودة بقوة لهذه المراكز والتأسيس عليها لتدعيم القاعدة الأساسية للعبة.
إعادة ترتيب
البيت الداخلي
نجح الاتحاد في تشكيل فريق عمل متكامل، بعدما وسع مقره بغرف جديدة مجهزة بكافة الوسائل، وبات العمل ضمن أروقة الاتحاد مؤسساتي بحتاً، فلكل شخص مهام خاصة في الشقين الإداري والفني، وتكللت جهوده في إنشاء موقع الالكتروني خاص بالاتحاد، كان بمثابة صلة الوصل بين الاتحاد، وجميع الأندية وكوادر اللعبة.
كل ما ذكرناه بحاجة لداعم يؤكد أو ينفي صحة ما ذهبنا إليه، لذلك استطلعنا آراء البعض من أهل اللعبة.
اللاعب علي ديار بكرلي : خط أحمر؟!
السلة السورية تمر في فترة حساسة لدرجة كبيرة، فنحن على وشك الانتهاء من حرب ضروس كان لها انعكاسات سلبية كبيرة على الرياضة بشكل عام، والاتحاد نجح في المحافظة على اللعبة، رغم وجود التخبط الكبير، لكن في الفترة الحالية بدأت تظهر بعض القرارات، والتي شكلت مفاجأة للجميع، أنا برأيي فكرة إعادة اللاعب الأجنبي يعد خطوة جيدة، وسوف يرفع من سوية اللعبة، وحرارة المنافسة، لكن ما يحز في نفسي أن المنتخب الوطني خط أحمر لا يجوز التهاون فيه أبداً لا من لاعبين ولا مدربين، لكن ما يحصل حاليا يعد تراجعاً وتقصيراً، ليست هذه هي المنتخبات السورية، بصراحة فكر المدرب الصربي ماتيتش لا يمكن أن يطبق عندنا بسبب عدم وجود إستراتيجية واضحة للمنتخب، يجب الاهتمام بمدربي القواعد أفضل من الواقع الحالي، وأن نهتم في مسابقات الفئات العمرية، وزيادة عدد مباريات هذه الفئات من أجل أن يكتسب اللاعب الخبرة.
المدرب هيثم جميل:
غياب البنية
تكلم عن النجاح، وعن التألق، وعن أمنياتنا بتحقيق الانتصارات، نتكلم عن البديهيات في كل دول العالم، الاهتمام بالقواعد، وبتأسيس اللاعبين، نتغنى بإنجازات الماضي، ولكن ما نحتاجه حقيقة هو أن نكون واقعيين، هل البنية التحتية من صالات وتجهيزات هي على المستوى المطلوب لاستيعاب اﻷعداد المتزايدة من ممارسي اللعبة، هل هناك اهتمام بالرياضة المدرسية، هل واقع اﻷندية بشكل عام يتناسب وتطلعاتنا، أم كل الموارد المالية متجهة فقط باتجاه كرة القدم، هل هناك فعلا خطط حقيقية قابلة للتنفيذ تضاهي ما يقوم به الآخرون في الدول التي سبقتنا وتجاوزتنا بالنجاحات.
طريق النجاح واضح جدا، ولكن نحتاج ﻹرادة حقيقية للتنفيذ، واليوم يجب أن يجتمع المال مع اﻷفراد الذين يملكون القدرة اﻹدارية الفنية للتخطيط وليس بالضرورة أن يكونوا من النجوم الذين مارسوا اللعبة كلاعبين.
المدرب راتب الشيخ نجيب :
تأخرنا كثيراً
أعتقد بأننا حاليا على مستوى القارة ككل ترتيبنا بالمركز 11 أو 12 ، وعربيا أعتقد بأن ترتيبنا بالمركز الثامن أو التاسع،
إذاً نحن تأخرنا كثيرا بالأزمة خاصة ، وكان الأجدر، بنا أن نعمل خلال الأزمة على بناء جيل جديد يتناسب والتطور الحاصل قاريا وعربيا، والمؤسف حقا بأننا لم نعمل لا بالبناء ولا بالفريق الأول، واكتفينا فقط بإجراء وإقامة دوري ضعيف، لا يعطي أي مفاهيم للتطوير سوى مباريات، ومستويات ضعيفة وبكافة الأعمار والفئات، دوري سلق مباريات بالمراحل العمرية، النتيجة سلة متهاوية قاريا، ونتائج مخجلة بكل المراحل.
ثانيا المضحك حقا أن اتحاد اللعبة، أو لجنة المنتخبات، أو لجنة المدربين، ولست أعلم من المسؤول المباشر عن تلك التخبطات والتوهان، باختيار اللاعبين، ودعوة لاعبين جدد، ومن ثم تغيير البعض، والعودة ودعوة لاعبين آخرين، فمرة يتحججون بأنهم سيذهبون للمنافسة، وعند الفشل يدعون بأنهم سيدعمون الفريق بلاعبين شباب لخلق النشاط والروح، وبعد الفشل أيضا يتم التغيير ودعوة لاعبين جدد، والهدف الاستغناء عن اللاعبين كبار السن، ومنح الفرص للشباب ووووو، ونعود لنفس الدوامة ، والنتيجة النهائية اللعب بآخر مباراتين الأولى بـ11 لاعباً، وأمام كوريا بعشرة لاعبين.
وهنا سؤال يفرض نفسه، هل المدرب متفرج وفقط مسؤوليته تدريب من يفرضون عليه؟ وتلك مصيبة، أم إنه لا يملك القدرة على اختيار الأفضل فنيا؟! وبكل الأحوال المصيبة أكبر، وقمة المصايب، وقوف اتحاد اللعبة بكل لجانه موقف المتفرج، وسكوت القيادة الرياضية عن كل الأحداث أو محاولة «اقناع !» الشارع الرياضي بتدعيم الاتحاد، ومحاولة إعادة المعتذرين عنه، لكونه نجماً محبوباً للشارع الرياضي، ولا غبار عليه، متناسين كل الأحداث والمسببين وووووو.
الجواب عند كل من هو مسؤول، اتحاد اللعبة، لجانه المنبثقة عنه، والقيادة الرياضية لعدم اتخاذ قرارات حاسمة، وكل ما أخشاه إقالة المدرب بعد أن تم التجديد له، ويدفع وحده الفاتورة.
أما الحديث عن المسابقات فهو حديث طويل وطويل جداً، ويحتاج إلى موضوع خاص به، وسأعطي رأياً بالمختصر، أعذر اتحاد اللعبة، ولأسباب كثيرة، لضعف الدوري بكل الفئات، ولقلة الملاعب، وضعف إمكانات الأندية، وكان هم اتحاد اللعبة هو إقامة الدوري، وتتويج الفائزين ومنح الدرع، وبالنهاية بطولات خلبية داخلية لا تغني عن جوع.
أما المدربون فعن أي مدربين نتكلم، طالما لا يوجد هناك لجنة مدربين فاعلة، وعن أي حقوق نتكلم، وليس هناك خطط أو خطوط واضحة، أصبح عندنا الكثير الكثير من المدربين الوطنيين، واعذرني أنا مثلا بالرغم من أنني امتهنت التدريب بسن 18 سنة، ومحترفا خارج الوطن مدة 27سنة، فقد تم تكليفي لأول مرة بتدريب منتخب شباب سورية وعمري 38 سنة، وكيف ينظر لكلمة مدرب وطني فقد بات هناك مجموعة كبيرة سميت مدرب وطني ذكورا وإناثا ولم يبلغ عمرهم ثلاثين عاما أم إنه عصر السرعة.
عذرا من إخوتي المدربين، و لا أعني أحدا أبدا، وأقسم على ذلك لكنني أتكلم عن حالة، لأنه يجب أن يكون تمثيل الوطن كلاعب أو مدرب أو إداري أو حكم، حلماً يراود كل من يطمح لرفع علم بلاده خفاقاً.
جلال نقرش:
الاهتمام بالشق الفني
السلة السورية الآن في مرحلة انتقالية، فبعد سنوات الأزمة وبعد بدء التعافي التي نعيشها، يجب أن نعمل بطريقة مختلفة، ففي سنوات الأزمة كان هم الاتحاد المحافظة على اللعبة، والوصول إلى قمة السلة الآسيوية، فنحن الآن في منتخبين ضمن أفضل ١٢ فريقاً في آسيا، أما الآن في ضوء تحسن استثمارات الأندية، وتحسن المواصلات بين المحافظات أصبحت الأمور في الطريق الصحيح، وعلينا العمل على الشق الفني أكثر، المشكلة التي تواجهنا الآن قلة عدد المدربين المتخصصين ببناء القواعد، لذلك سينظم الاتحاد عدة دورات لتأهيل المدربين، إضافة لاستقطاب بعض المدربين الأجانب للاستفادة من خبراتهم، إضافة لإقامة أكثر من بطولة لزيادة عدد المباريات لتلك الفئات، أما بالنسبة لمنتخب الرجال فهو المتأثر الأكبر في هذه المرحلة لوجود هوة كبيرة بين اللاعبين الكبار والصغار، فخلق توليفة بينهم أمر صعب جدا، ولكن هذه الآلية هي الوحيدة في هذه المرحلة لذلك علينا جميعا أن نقف معهم، وندعمهم، ونرفع من معنوياتهم، والصبر عليهم كما يجب، أن لا نتسرع بطلب النتائج لأن ذلك مستحيل حالياً، بل بالعكس يمكن أن يؤثر على نفسيات اللاعبين، وبالنسبة للاعبين الموجودين خارج سورية، فأغلبهم تواصلنا معهم، ولكن البعض ليس على مستوى فني يخدم المنتخب، والبعض الآخر لا يستطيع المجيء إلى سورية لأسباب شخصية، رغم كل التسهيلات التي تقدمها الدولة في مجال خدمة العلم الإلزامية والاحتياط، والباب مفتوح للجميع، ولكن القرار النهائي للكادر الفني للمنتخبات.
السلة الأنثوية بخير، ظهرت في مرحلة الأزمة العديد من الأندية التي تهتم بالسيدات، وظهرت بعض اللاعبات المميزات التي تبشر بالخير، والخبر الجديد أن اتحاد غرب آسيا سينظم بطولة لمنتخبات السيدات العام القادم إضافة لمحاولاتنا المتكررة مع الاتحاد العربي لكرة السلة الأمر الذي سيعطي فرصة لمشاركة السيدات والرجال.