أثار غياب سباحتنا عن المشاركة في منافسات دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أسدل الستار عليها قبل أيام قليلة لعدم منح الفيزا للاعب المقرر مشاركته وتعذر مشاركة الآخرين تساؤلات عدة حول واقع اللعبة، فالسباحة لعبة رقمية تعتمد على الأزمنة والمسافات وتحتاج لسنوات ثلاث أو أربع لصناعة بطل أو سباح.
في الماضي كانت رياضة السباحة تزخر بالواعدين والموهوبين، لكن هجرة الكثير منهم نتيجة الظروف التي مرّت بها البلاد وتعرّضها للحرب الكونية الطويلة وخروج الكثير من المرافق عن الخدمة ومنها المنشآت الرياضية وضعتها في عنق الزجاجة، فلم نعد نراها إلا في المناسبات إن وجدت! والتي تعتمد على عدد محدد من السبّاحين، فهل الأزمة هي السبب أم إن هناك أسباباً أخرى ؟
اتحاد اللعبة يرى أن هناك أسباباً أساسية إضافة لتداعيات الأزمة، منها غياب الظروف المناسبة لصناعة بطل في اللعبة وغياب المقومات من مسابح مغلقة في جميع المحافظات لأن المسابح المكشوفة لا تخدم اللعبة سوى أشهر قليلة بفترة الصيف، ففي الشتاء لا يمكن التدريب فيها وكذلك التزام اللاعبين بمدارسهم صباحاً، لا يمكن لهم السباحة والتدريب مساء بمسابح مكشوفة (باردة) وبهذا لا يمكن أن تصنع سبّاحين ومن ثم أبطالاً، إضافة لغياب عنصر مهم وهو المدرب الأجنبي المطور رغم وجود المدربين الوطنيين الأكفاء لكن عددهم لا يكفي.
ولتبرير غياب السباحين وابتعادهم عن ساحة المنافسة إلا ما ندر نرى أن قيادة اللعبة تتغنى بوجود سبّاحين واعدين بالشباب والناشئين وهؤلاء لديهم أرقام جيدة لكنهم بحاجة للوقت ليتمكنوا من دخول ساحة المنافسة بقوة وتحقيق النتائج المطلوبة، وتضيف أن لديها أيضاً سباحين من الشباب بمستوى واحد وخلال فترة بسيطة يتحولون لفئة الكبار وبذلك تكون حلقة اللعبة متواصلة بين القاعدة والقمة كمقدمة لعودتها كما كانت متألقة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل سنرى ذلك قريباً أم إن الأمور ستبقى على حالها ويبقى الاعتماد على ما ذكرنا ؟ هذا ما ستثبته الأيام القادمة ونأمل ألا تطول كثيراً.