حلب – عبد الرزاق بنانه: تحدثنا في الأسبوع الماضي عن الأسباب الفنية التي ساهمت بابتعاد كرة الاتحاد عن تحقيق بطولة الدوري ومتابعتنا اليوم بالحديث عن بعض الأخطاء والهفوات الإدارية
جاءت تكريساً لاهتمامات الشارع الرياضي في الشهباء التي مازالت تحت تأثير ظروف ضياع البطولة بعد أن كان الفريق على بعد خطوات قريبة جداً من اللقب، وبهدف تصحيح المسار نحو البوصلة سنحاول رصد بعض الآراء الكروية بشفافية تامة ليكون الموسم الجديد استثنائياً بكل شيء ويشهد عودة نادي الاتحاد إلى مكانه الطبيعي في الصدارة.
مفاوضات
بالعودة إلى الطريقة التي تم فيها التعاقد مع اللاعبين بالموسم الماضي نجد أن معظم هذه العقود تم توقيعها بعيداً عن مقر النادي وكان من المفروض أن يتم تشكيل لجنة خاصة فنية وقانونية تقوم بإجراءات التفاوض والتعاقد مع اللاعبين في مقر النادي بحيث يبدأ مشرف اللعبة بالاتصالات الأولية وبعد الموافقة المبدئية من اللاعب تقوم اللجنة بإجراء التفاوض بشكل مباشر وبشفافية تامة على أن تكون جميع بنود العقود واضحة وتصدق رسمياً من اتحاد الكرة وتوزع على النادي واللاعب، وهذا الإجراء يبعدنا عن مشاكل عديدة والجميع يتذكر مشكلة الحارس إبراهيم عالمة الذي تقدم بشكوى لاتحاد الكرة وتبين أن النادي كان على حق، حيث قام بالتوقيع لموسمين ومع ذلك مع بداية المرحلة التحضيرية انقطع عن الالتزام بالتدريبات وبجهود خاصة تمت إعادته للفريق بعد أن تنازل النادي عن حصته من التعاقد مع النادي الإيراني.
عقود
بعض التعاقدات التي تمت بالموسم الماضي كانت نتيجة العلاقات الشخصية بعيداً عن مصلحة الفريق وبعض اللاعبين قبضوا مبالغ خيالية ولم يقدموا الفائدة المطلوبة منهم؟ وعلى سبيل المثال وليس الحصر المهاجم رأفت مهتدي تجاوز عقده عشرة ملايين ليرة سورية ولم يسجل سوى ثلاثة أهداف، بالجانب الآخر بلغت قيمة التعاقد مع اللاعب منهل طيارة تسعة ملايين ليرة سورية، فيما كان يقبض اللاعب عمر حميدي والذي لعب في نفس المركز راتباً شهرياً قدره مئتا ألف ليرة سورية فقط، هذا التفاوت بالمبالغ الذي كان يحصل بين اللاعبين تسبب بخلل غير معلن وبقي ضمن الأفكار الضيقة للاعبين الذين مازالوا بحاجة ماسة لمعرفة معنى الاحتراف الحقيقي.
أين
اللائحة الانضباطية ؟
بالعودة للعقود التي تم إبرامها مع اللاعبين فقد افتقدت إلى اللائحة الانضباطية وكان من المفروض أن تكون هذه الفقرة الانضباطية أساسية مع العقود الاحترافية، فقد غاب خلال الموسم الماضي بعض اللاعبين عن التمارين والمباريات وكانت هناك بعض التصرفات الفردية، ورغم ذلك لم يتم التعامل بمبدأ الثواب والعقاب فالإدارة مشكورة قدمت مبالغ خيالية كمكافآت بعد الفوز في كل مباراة، فيما لم يكن هناك محاسبة في حال الخسارة أو التعادل في حلب، فاللاعب كان يعرف ما له و لا يعرف ما عليه، وهذه النقطة بالذات باتت مهمة وبحاجة إلى دراسة مستفيضة تقوم بها اللجان المختصة قبل بداية الموسم ويمكن أن نستنتج أن توزيع المكافآت بشكل عشوائي انعكس سلباً على الوضع العام في بعض الحالات .
ابتعاد
الجميع يعلم وقبل بداية الموسم أن المشرف على الفريق مكان عمله بعيد عن مقر النادي والمشكلة ليست هنا وهذا الأمر يبقى عادياً جداً لو كانت هناك ضوابط وأسس للعمل ومن الطبيعي أن يكون هناك صعوبات ومشاكل تعترض مسيرة الفريق في ظل هذا النهج الذي سار فيه العمل ولو أن إدارة النادي قامت بتكليف مدير للفريق يكون مسؤولاً عن جميع الأمور الفنية والإدارية وهذه الصفة تنطبق على اللاعب الدولي السابق محمد جقلان، فهو يمتلك خبرة تدريبية كبيرة ويحمل أعلى الشهادات الآسيوية بالاضافة إلى خبرته الإدارية بحيث يقوم بجميع أعمال المشرف في حال غيابه .
لجان مختصة
إدارة النادي كانت معنية بتشكيل لجان مختصة بالأمور الفنية تتابع أمور اللاعبين وتقييم أدائهم في التمارين والمباريات كذلك تقوم بتقييم عمل المدرب على أن تقدم تقريراً أسبوعياً للمشرف و الإدارة تشرح فيه الاستعداد قبل المباراة وخلال فترة التحضير وأسباب الفوز أو الخسارة أو التعادل في كل مباراة، ولجنة إدارية تكون مسؤولة عن تأمين جميع المستلزمات اللازمة لعمل المدربين وراحة اللاعبين وعن الأمور التنظيمية التي بحاجة لمتابعة وخاصة عقود اللاعبين وجاهزية الملاعب، بالإضافة إلى بعض الأمور الصغيرة بالمفهوم العام وهي كبيرة على أرض الواقع.
خلاصة القول
نادي الاتحاد يملك كوادر فنية وإدارية مؤهلة لديها القدرة على العطاء لسنوات قادمة ولو أن الإدارة قامت بتسخير جميع إمكانيات هذه الخبرات بالطريقة الصحيحة وبدأت العمل ضمن خطط وضوابط وأسس علمية وبروح الفريق الواحد يداً وقلباً وروحاً فالمستقبل حتماً سيكون مع الفريق الأحمر.
في الساعات الأخيرة أعلن مشرف كرة القدم وعلى صفحته الشخصية اعتذاره عن متابعة مهمته من أجل إفساح المجال أمام أبناء النادي وهذا تأكيد على تصريحه بعد لقاء الشرطة وضياع الدوري مترجماً بذلك قوله إلى فعل.