وقفة- مونديال روسيا ٢٠١٨

انتهت تقريباً مباريات الجولة الأولى ونصف الجولة الثانية من تصفيات المجموعات بكأس العالم نسخة روسيا وراهن العرب على أربعة من فرقهم معتقدين أن كل واحد منهم ممكن أن يكون فرس الرهان،


لكن حسابات الحقل لم تكن كحسابات البيدر، فمع انطلاقة الجولة الثانية من تصفيات المجموعات خرجت ثلاثة فرق مصر والسعودية والمغرب وأصبح لكل واحد مباراة لا تقدم ولا تأخر وهي تحصيل حاصل بالنسبة لنا، لم نتفاجأ لأننا نلعب في بلداننا العربية شيئاً يشبه كرة القدم ولأننا نبني آمالاً وطموحات مرحلية ولأننا بعيدون كل البعد عن الاستراتيجيات التي تساهم في بناء كرة قدم حقيقية عبر منتخبات متسلسلة يرفد بعضها البعض بغزارة من اللاعبين وبعلمية بالممارسة في بلداننا العربية، كل شيء يتم بالصدفة، قد يأتينا بعض النجوم لفريق ما فتكون اللحظة مفرحة لنا وغير ذلك لا يوجد أي فرح حقيقي لأي دولة عربية بهذا الاتجاه، أي إن الاتجاه العرس العالمي الذي هو المونديال، لاعبونا وكأنهم من طينة مختلفة عن لاعبي العالم ونشعر وكأن شيئاً ينقصهم هو الإعداد الجيد أو التشكيل من البدايات أو التغذية أو الاحتكاك أو المدربون أو أو أو ….‏


هي حالات كلها تجتمع عند المنتخبات العربية وفي الدوريات التي تلعب كل عام كأنشطة محلية تأتي غير ملبية ولا تشكل حالة من التطور الفني من الأداء والخبراء الأجانب (المدربين)الذين يعملون في بلداننا وفي الأندية أو المنتخبات يمكن حصرهم على عدد أصابع اليد الواحدة، إذاً نحن متخلفون ولانريد رغم ذلك أن نتعلم ودليلنا أن لاعبينا في الميادين في روسيا وأثناء المباريات التي أدوها مع فرقهم يثيرون الشفقة وتشعر وكأنهم طلاب جاؤوا لامتحان دون دراسة أو تحضير وكل همهم أن تأتيهم بالمساعدة من صافرة حكم أو خطأ من خصم، لذلك لم نتفاجأ واذا مضت لأعوام على نفس المنوال سوف نبقى نفرح لأننا نتأهل ونحزن لأننا نغادر الساحات باكراً وتأهلنا أيها السادة يأتي لأن خصومنا من طينة غير الطينة التي نواجهها في النهائيات فنقوى عليهم ونستعرض عضلاتنا ونفرد إعلامنا ونؤلف الأناشيد والأغاني ونحشد الحشود وننظم الرحلات لمساندة هذه الفرق في العرس الكبير حيث ندرك حجم الوهم الذي عشناه وتأتي الصدمة مزعجة وتخدش الأحاسيس .‏


أيها السادة المسؤولون عن إدارة كرة القدم في بلداننا العربية إذا كنتم غير قادرين على تشكيل منتخبات ملبية ومناسبة وقادرة على التنافس وقادرة على أن تأتينا بالأفراح فتعلموا من غيركم كيف يصنعون منتخبات أما إن التعلم لا تريدونه أيضاً؟‏


ثلاثة منتخبات عربية خرجت وبشكل يثير الشفقة وبقي واحد في الميدان ولن يكون مصيره أفضل من مصير من سبقه.‏


عبير علي‏

المزيد..