حلب – عبد الرزاق بنانه:تعددت الأسباب والنتيجة واحدة وهي إضاعة نادي الاتحاد فرصة كبيرة هذا الموسم للفوز ببطولة الدوري، لا يختلف اثنان على أن إدارة فريق الاتحاد قدمت الكثير ودفعت مبالغ كبيرة ولم تقصر من الناحية المالية في سبيل الحصول على بطولة الدوري والكأس إلا أن اللمسة الأخيرة وقفت عائقاً أمام تحقيق حلم الجماهير الاتحادية .
في السطور التالية سنحاول بشفافية استعراض بعض الصعوبات والأخطاء التي تسببت في ضياع الدوري والكأس.
تغيير وعدم استقرار!
المدرب هو من أهم عوامل الاستقرار في أي نادٍ وتغيير المدربين ينعكس على الفريق وتحضيراته وخططه ومن غير المعقول أن يتم تغيير المدرب أنس صاري أو تقبل استقالته قبل يوم واحد من افتتاح الدوري مهما كانت الأسباب، فالكرة الاتحادية استعدت للدوري بشكل جيد لتكون منافساً قوياً على البطولة ولعل أول نتائج التغيير كان ضياع نقطتين أمام نادي الحرفيين بعد التعادل معه، وبعد أن عاد الفريق إلى سكة الانتصارات مع المدرب الجديد مهند البوشي وفي أول تعثر له قدم البوشي استقالته فكانت الموافقة من الإدارة وتعاقدت مع المدرب ماهر البحري، وللتذكير فقط فقد تعاقب على تدريب كرة الاتحاد في السنتين الأخيرتين ستة مدربين وهم: أنس صابوني- محمد ختام- محمد عقيل – أنس الصاري – مهند البوشي – ماهر البحري .
رأي خبرات
بحسب رأي عدد من الخبرات الكروية فالاعتقاد هنا أن إبعاد المدرب أنس صاري عن الفريق كان خطأ كبيراً لأنه الأصلح والأفضل لقيادة كرة الاتحاد فهو يملك شخصية قوية ويستطيع التحكم بزمام الأمور وجميع اللاعبين دون استثناء يحبونه ويحترمونه، وهنا أتذكر قول المدرب المصري المرحوم حسن الشاذلي عندما أكد أن من أهم صفات المدرب الناجح في منطقتنا العربية أن ينال احترام اللاعبين ومحبتهم وعندما تجتمع الصفتان معاً فهي القمة بحد ذاتها (وهذه الصفات انطبقت على المدرب ياسر السباعي في موسم 2005 الذي نجح بتحقيق بطولتي الدوري والكأس ) مع التأكيد أن الصاري يملك رؤية فنية متقدمه فهو رغم إمكانيات لاعبيه المتواضعة إذا ما قورنت بلاعبي نادي الاتحاد فقد استطاع تحقيق نتائج أفضل من فريق الاتحاد في بعض المباريات حيث فاز على تشرين في اللاذقية وتعادل مع الجيش في دمشق.
اختيار
يكاد يكون نادي الاتحاد هو الوحيد بين معظم الأندية التي تقوم بالتعاقد مع اللاعبين أولاً وبعد ذلك يتم التعاقد مع المدرب! وهذا الإجراء يضعف من إمكانيات المدرب الذي يفضل اختيار بعض اللاعبين بمعرفته ممن يملكون القدرة على تنفيذ أفكاره التكتيكية خلال مجريات المباراة، وبالعودة لموضوع التعاقد مع اللاعبين نجد أنه ومنذ البداية ظهر واضحاً أن الفريق بحاجة إلى مهاجم صريح يجيد مواجهة المرمى، ورغم المطالبة من الجميع فإن الوعود الذي قطعتها الإدارة بالتعاقد مع مهاجم ذهبت مع الريح وبقي الفريق بحاجة ماسة إلى مهاجم هداف حتى نهاية الدوري.
صفقات
بعض الصفقات التي قامت بها الإدارة كانت ناجحة بكل المقاييس وأهمها كان التعاقد مع اللاعبين عبد الناصر حسن ومنهل طيارة وملهم بابولي، فقد قدم الثلاثة مستوى مميزاً في البداية وبقي الحسن محافظاً على مستواه حتى النهاية، فيما تراجع أداء اللاعب ملهم بابولي في المباريات الأخيرة مع تسجيل غياب اللاعب منهل طيارة عن حضور التمارين والمباريات لأسباب مازالت مجهولة .
أما صفقة اللاعب ثائر كروما فقد كان أداؤه في البداية متواضعاً للغاية بسبب الإصابة التي تعرض لها من خلال مشاركته في الدوري العراقي في الموسم الماضي والحقيقة تقال إن مستواه العالي والمتطور ظهر في المباريات الأخيرة التي شارك فيها مع الكرامة في حمص وحطين في اللاذقية والطليعة في حماة، فقد قدم أداء ملفتاً للغاية ويبدو أن الحلو لا يكمل فكان الاستغناء عنه لصالح أحد الأندية اللبنانية (إنسانياً) بحسب الإدارة .
تجربة غير ناجحة
تجربة التعاقد مع الحارس الكبير إبراهيم عالمة لموسمين كانت بكل المقاييس غير ناجحة، فبالرغم من إمكانياته الكبيرة وقدرته على حماية مرمى المنتخب الوطني بجدارة إلا أنه لم يكن موفقاً خلال مشاركته مع نادي الاتحاد في عدد من المباريات وتسبب بدخول مرماه عدد من الأهداف السهلة وخاصة في هذا الموسم بالرغم من قلة عدد المباريات التي شارك فيها قبل رحيله إلى الدوري الإيراني! ويبقى نادي الاتحاد الذي يعتبر مدرسة لحراس المرمى على مدى السنوات الماضية والذي كان يملك الحارسين خالد حاج عثمان وخالد إبراهيم في بداية الموسم هو مكسب كبير له وتجديد التعاقد هذا الموسم مع العالمة ساهم بانتقال خالد إبراهيم إلى نادي الوحدة.
وأخيراً
تحدثنا من خلال هذه السطور عن بعض الصعوبات والأخطاء الفنية التي وقعت فيها كرة الاتحاد في الموسم الفائت وسيكون لنا وقفات أخرى للحديث عن بعض الأخطاء الإدارية التي ساهمت بابتعاد الكرة الاتحادية عن اللقب.