واقع الحكام.. ضعف واضح بالقاعدة والأخطاء عكرت الأجواء والحكام يرفضون التصريح

مهند الحسني:مع تقدم منافسات الدوري واقتراب المراحل  القوية، وتصاعد حساسية اللقاءات لابد أن ينتبه القائمون على اتحاد السلة ولجنة الحكام إلى أدق التفاصيل، والملاحظات أي كانت صغيرة أو كبيرة،

fiogf49gjkf0d



وإذا كان البعض قد اعتاد على ايجاد المبررات والحالات الاستثنائية وإصدار فتاوي تتناسب مع أهواء هذا أو ذاك، فأن الاتحاد الحالي مطالب بإعادة النظر في كل المفاهيم الخاطئة التي اعتاد عليها البعض على تكريسها حتى أصبحت وكأنها مسلّمات أو أنظمة، ومن هذا المنطلق، ولكي نجنب كل أنواع الضغوطات أو الايحاءات التي قد تمارس على الحكام، فلابد من التشدد في انتقاء المراقبين والحكام، وعدم السماح للجمع بين أي صفة تدخل أحدهما مع الأخرى، فلا يمكن لعضو الاتحاد أو المراقب أن يكون إدارياً أو مشرفاً أو رئيساً لناد أو  يعمل بأي صفة أخرى، أما ما يحصل حالياً بأن هذا مراقب لعبة السيدات وهو إداري لفريق الرجال أو أن إداري فريق الرجال هو مراقب لفريق الشباب، فهي أسباب ومبررات غايتها قانونية الفساد،  فالمراقب عندما يكون إدارياً سيشكل ضغطاً معنوياً على الحكام لأنه اليوم إداري لفريق وغداً مراقب على الحكام في مباراة أخرى، ورضاه مطلوب وزعله مرفوض، ومن هذا المنطلق على اتحاد السلة أن يطلب العاملين ضمن كوادره التصريح الخطي  بأنهم لا يعملون بأنديتهم بأي صفة.‏


خوف‏


على الرغم من الواقع الصعب الذي يعيشه الحكام من ضعف أجورهم  التحكيمية وعدم وجود دورات تأهليه عالية المستوى وغياب السفر والبعثات لهم، لم يرضوا بالتحدث عن همومهم ومشاكلهم ورفضوا الخوض فيها لكونهم يخشون من عصا المحاسبة التي ستنالهم جراء أي تصريح حول واقعهم المرير، وبأن الحرمان من قيادة المباريات سيكون أولى العقوبات المفروضة عليهم في حال تجاوزا الخطوط الحمراء في تصريحاتهم.‏


 الحلقة الأضعف‏


مضى موسمان على حكام السلة دون أن يتبعوا أي  دورة صقل عالية المستوى منذ سنوات، ولا حتى فحوصات الكوبر التي تجرى قبل بدء كل موسم بغية الاطمئنان على جاهزيتهم ولياقتهم البدينة، وبات الحكام على ضوء هذا الواقع المرير يلهثون وراء التعديلات الجديدة بقانون اللعبة عبر جهودهم الشخصية، دون أن يكون لهم مرجع فني في اللجنة، أما عن تجهيزاتهم فحدث ولا حرج فتكاد أن تكون معدومة لولا بعض الجهود الشخصية من قبل بعض المحبين لما تمكن الحكام من ارتداء اللباس الخاص بهم الموسم الفائت.‏


خلاصة‏


واقع حكام المؤلم لا يحتاج لأقوال وشعارات رنانة، وإنما بحاجة لوقفة صادقة وجريئة ونوايا صادقة من أجل ايجاد السبل الكفيلة لجميع مشاكل الحكام، بعيداً عن الوعود الرنانة التي باتت كالمعلبات المستهلكة فاقدة الصلاحية، وعلى اتحاد السلة إعادة النظر بلجنة الحكام، وإبعاد بعض المنتفعين الذين انكشفت أوراقهم ونواياهم وبات جل همهم،‏


هذا الواقع الصعب لحكام السلة لم يأت من عبث، وإنما هو نتيجة لحالة الإهمال التي توليها اللجنة لحكامها منذ سنوات طويلة مضت، فإذا كانت لجنة الحكام غير معنية بجاهزية حكامها، وغير  معينة في تأمين الأجواء والمناخات الملائمة لتطويرهم،  وغير متفرغة لبناء جيل جديد من الحكام، وتأهليهم ليكونوا الرافد المناسب في المستقبل لغالبية حكامنا الذين وصلوا لأبواب الاعتزال، وعاجزة عن إقامة دورات صقل وهي من البديهيات، وتأمين آخر وأهم التعديلات الطارئة على قانون اللعبة وإيصالها لحكامها، فمن الأجدى من رئيسها وأعضائها التقدم باستقالاتهم إذا كان دورهم هامشياً وغير قادرين على تقديم شيء جديد للحكام.‏

المزيد..