ما زالت الصافرة التحكيمية لدينا تعاني الكثير، ويأتي في مقدمتها عدم إجراء فحوصات الكوبر، والاطمئنان على جاهزية الحكام قبل بداية الدوري، إضافة إلى عدم رفع أجورهم التحكيمية التي لا تتناسب أبداً مع الجهود التي يبذلها الحكام.
الموقف الرياضي التقت مع الحكم الدولي إيلي رهجة وأجرت معه الحوار التالي: ظهرت أخطاء كثيرة من قبل الحكام هذا الموسم فما سببها؟
في البداية ماهي الأخطاء التي حصلت، وهل أثرت على نتيجة المباريات، هنا تكون الفكرة، باعتقادي وجود الخطأ في قرار الحكم أمر طبيعي، ولكن عندما يكون مؤثراً على نتيجة المباراة أو على مجرياتها هنا يجب المحاسبة والسؤال، الأمر لم يتعد الحدود، وأي حالة تذكر أو تحوم حولها الشكوك هي برسم لجنة الحكام، وهم المسؤولون عن معالجتها أو محاسبة المقصر، ولماذا لا ننظر إلى المباريات الكبيرة التي أقيمت وكان فيها مستوى التحكيم أعلى من مستوى المباراة بحلب ودمشق، ولم يتحدث أحد عن جودة التحكيم، لدينا مشكلة بتحميل التحكيم المسؤولية عن الفشل، وعدم الثناء عند النجاح، وكثير من الحالات التي تحصل يتعامل معها الحكام بالقانون أو بروح القانون تكون غير مفهومة لدى البعض من المتابعين أو اللاعبين وتبنى عليها المشاكل أو الأحكام.
على من تقع مسؤولية تراجع مستوى الحكام بشكل عام؟
هذه المقولة نسبية لحد ما، وأنا أرى حالياً أن مستوى اللعبة يتناسب إلى حد كبير مع مستوى التحكيم، برغم عدم تناسب ما يقدم من قبل الأندية للاعبيها من دعم مما يقدم للتحكيم في هذه الظروف الصعبة، وابتعاد عدد من حكام النخبة عن التحكيم بسورية بداعي السفر أو عدم قدرة الحكم على الالتزام بجميع النشاطات بسبب الظروف الخاصة، أثر بشكل أو بآخر على الأسرة التحكيمية بسورية، ونحن في حلب مثلاً لدينا أربعة حكام فقط، اثنان منهم دوليان لقيادة مباريات جميع الفئات، وهما ملتزمان بأعمال أخرى إلى جانب التحكيم وهذه حالة غير صحية.
أين الحلول لدعم القاعدة التحكيمية؟
بصراحة سيكون لدينا مشكلة في القريب العاجل إذا لم يكن هناك دعم صريح للحكام وللقاعدة التحكيمية، ولكن كيف يمكن أن تطلب من الرياضيين التوجه للتحكيم في ظل الأجور المنخفضة للحكم، الاتحاد الدولي أصبح لديه ساعات إلكترونية تعطى لحكامه المعتمدين دولياً لمراقبته ومتابعة تمارينه ولياقته .. فهو علم بحد ذاته، كان لدينا معسكرات للحكام واختبارات ومحاضرات وتمارين خاصة للحكم، والآن بسبب الظروف وضعف الإمكانيات لم يعد هذا ممكناً، وابتعدنا عن المشاركات الخارجية التي تعطي الحكم خبرة واحتكاكاً، وبرغم ذلك مازال الحكم السوري حاضراً ومميزاً، ولديه القدرة على صنع الفارق بعودة الدعم والنشاط إلى طبيعته.
لم نشاهدك كثيراً هذا الموسم في قيادة مباريات الدوري ما السبب؟
الحقيقة أنا متواجد منذ بداية الأزمة بكل النشاطات بمدينتي حلب وبنشاطات الاتحاد السوري وتجمعاته، ولكن قبل بداية الموسم الحالي جاءتني دعوة للخدمة الاحتياطية، وهذا سبب الابتعاد قليلاً، ولكن أبحث دائماً عن الوقت لأكون في الملعب، وأشكر اتحاد السلة ولجنة الحكام لمساعدتي بهذا الموضوع، وآمل أن أعود للتواجد بشكل طبيعي لخدمة اللعبة وهذا واجبي.