ثمة واقع واضح ومحدد، يقول إننا هنا، عند هذه النقطة من العمل، هذا ما تقدم وهذا ما نحن عليه، وهذا هو الجهاز الفني الذي قاد منتخبنا في مراحل ليست سهلة، وهو بالقياس إلى ما قدم له وللمنتخب ولتوقعات معظم المتابعين حقق حضوراً ما رغم الانتقادات والأخطاء التي لا يمكن تجاهلها، ولكن نحن هنا بالتحديد..؟
ماذا يعني ذلك..؟
بالدرجة الأولى يعني أن كلمة المدرب تكون في الملعب، وفي الخيارات التي يقع أو ينتهي إليها، بعد متابعة وتقدير، وهذا الأمر يجب أن يبنى على الثقة بتقدير المدرب ورؤيته طالما أننا منحناه الثقة مسبقاً بقيادة المنتخب، وهذا الأمر يبدو لنا متحققاً بنسبة ما مع كلام في الكواليس عن دعوة لاعبين، بمعرفة الجهاز الفني أو بغير معرفة، ومثل ذلك, بنظرنا، لا قيمة له، لأن العبرة في الخواتيم وهذه لأخيرة استقرت عند المدرب على أسماء محددة يرى فيها رهانا قابلاً لتحقيق شيء من الطموحات..؟!
المشكلة الأساسية أن الكثيرين يريدون أن يدلوا برأيهم في هذا الأمر، سواء أكانوا يمتلكون الخبرة والمعرفة أم لا، وينطلق معظمهم من حسن النوايا، ولكن ذلك لا يكفي، خاصة عندما يصبح الأمر متراكماً بشكل سلبي، قد يؤثر على رؤية المعني المباشر بالخيارات الفنية في ظل ضغط عاطفي شديد، لأن الرغبة عارمة برؤية الكرة السورية تحقق إنجازاً ما..؟
قد يكون هناك لاعبون جيدون لم تتم دعوتهم للمنتخب، وقد يتوهم البعض ذلك، ولكن القرار للمدرب والمسؤولية تقع على عاتقه، ولاسيما قبل المباريات الرسمية، وبعدها يكون من حقنا أن نفتح باب الحوار العقلاني على مصراعيه لأننا نشارككم الرغبة في تحقيق النتائج الإيجابية.
أما ما تتناوله الكثير من الصفحات والأقلام وخاصة على صفحات التواصل، فالأفضل بالنسبة لاتحاد الكرة والجهاز الفني تجاوزه، والمضي بوضوح وصراحة في الخيار الذي وصلنا إليه، لأن الكثيرين يظنون أنهم يمكن أن يقوموا بالمهمة التدريبية عوضاً عن الجهاز الفني المكلف بذلك..
لا أنكر على أحد حقه في إبداء وجهة نظره، لكن عندما نضع ثقتنا بفريق معين للقيام بمسؤولية محددة يجب أن نمضي معه إلى النهاية وبعدها من الضروري تقييم ذلك.. وتذكروا أن الجهاز الفني يمتلك تبريراً حاضراً، وهو خارج إمكانياته، حتى ولو كان للاعبين قصب السبق في الوصول إلى ما نحن فيه..
هل يعني ذلك أن المنتخب أو الجهاز الفني وصلوا إلى ما نريد..؟
بالتأكيد لا، ولكن العمل ضمن ظروف «شبه مريحة» قد يكون مجدياً أكثر من كل هذه الجلبة على أرضية قلقة أصلاً..!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com