لو سألنا الرياضيين أنفسهم عن المجلس المركزي للاتحاد الرياضي و ما هو دوره، لارتبكوا و احتاروا في جوابهم، فعلى مدى سنوات لم نر أي وجود حقيقي لهذا المجلس،
و لانسمع به إلا عند الاجتماعات. علماً أنه السلطة العليا للرياضة، و أنه أعلى من المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي، أي له الحق في التدخل في القرارات و التقييم و المحاسبة، وربما حجب الثقة عن اتحادات و أعضاء أخفقت و فسدت و لم تؤد المطلوب منها.
لقد نجح المكتب التنفيذي ممثلاً برئيسه في جعل القرار الرياضي كله بيده، مستفيداً من ضعف معظم الأعضاء الذين يريدون سلتهم بلا عنب، و لا مانع طبعاً من بعض المكاسب الخاصة التي يسكتون من خلالها. ولهذا غابت المحاسبة و استمر الخلل و تراجع الخط البياني لرياضتنا يوماً بعد يوم. غابت المحاسبة إلى درجة لم يجرؤ أحد في اجتماعات المجلس المركزي الأخيرة على ذكر الفضائح التي كانت في دورة الألعاب الآسيوية في كوريا، وانشغل الجميع في بحث النظام الداخلي، و بدقة أكثر نقول الجميع كانوا حاضرين غائبين، إلا قليل حضروا فعلاً للمناقشة و إبداء الملاحظات على فقرات النظام الداخلي التي وضعتها لجنة بحثت عن مكاسب خاصة أكثر من مصلحة عامة.
أذاً المجلس المركزي موجود شكلاً غائب فعلاً، و عليه رياضتنا في خطر كبير، و لا أحد يعرف أين و كيف يكون خلاصها و علاجها. ولهذا فإن الأماني بأن نرى تدخلاً من أعلى السلطات لوضع حد للخلل و العبث بأكبر قطاع من قطاعات المجتمع ألا وهو الشباب الذي يملك طاقات هائلة تصنع المعجزات !