الإرادة والمعرفة

كل شيء ممكن عندما تتوافر الإرادة والمعرفة والخبرة وخاصة في هذه المرحلة التي تمر بها سورية، إذ إن المطلوب أكبر بكثير من العادي كون جميع ظروف البلد استثنائية، فمن الطبيعي أن النجاح يحتاج لقدرات استثنائية.


وفق هذه الرؤية وضعت الخطط والبرامج لاتحاد رياضة الكاراتيه للجوانب الثلاثة (الإدارية- التنظيمية-الفنية) لكافة مكونات اللعبة (اللاعب – المدرب – الحكم) وتم تأمين المستلزمات المادية والعلمية (تجهيزات – مناهج) وتطبيق الخطط والبرامج أعطى نتائج رائعة، ومن خلال المتابعة والتقييم تم تصويب الكثير من القرارات التي تساهم بمتابعة تنفيذ الخطة ليتوّج لاعبونا في غالبية المشاركات التي شاركوا بها عالمياً وببطولات عالمية من تنظيم الاتحاد الدولي للكاراتيه، وكل هذه النتائج كانت بدعم من القيادة الرياضية والسياسية.‏‏


‏‏


لو انتقلنا من الخاص للعام ومن لعبة واحدة إلى الرياضة بشكل عام فإن النادي هو حجر الأساس وهو الغاية والهدف وهو صلة الوصل بين المجتمع والمنظمة، فإن لم يكن سليماً ومعافى لا يمكن أن نصل للغاية، ولن أطيل بهذا المجال، ولكن أعرف أندية مكسورة مادياً رغم أن مالها من خلال استثماراتها ودعم أعضائها وإمكانيات مجلس إداراتها الشخصية، لدرجة أن أحد الأندية صرف على كرة القدم 45 مليوناً ولم يحقق المأمول، وكل هذه المبالغ لشراء وتوقيع عقود لاعبين من أندية أخرى وامتنعت عن المشاركة ببطولة أندية درجة أولى بالكاراتيه لعدم توفر السيولة المالية، علماً أن عقد لاعب واحد بكرة القدم يكفي للنهوض بخمس ألعاب على الأقل، ففي الأندية غزارة بالإيرادات وسوء بالتوزيع بسبب رئيس النادي الممول الذي يصادر جميع قرارات مجلس الإدارة بحجة التمويل وعدم اختصاصه وإدارة النادي بالنسبة له واجهة اجتماعية فقط.‏‏


المنظمة بسورية لا يمكنها النهوض إلا بتكامل جميع مفاصلها الفنية والإدارية والتنظيمية، وهذا للأسف مفقود أو غير موجود رغم المتابعة الكبيرة من رئيس المكتب التنفيذي، ولكن كل الجهد والعناء والمتابعة بأرض قاحلة لا يمكن أن تنبت ثماراً في النادي، وكأن النادي (مخترة لرئيسه) واللجان الفنية غير متابعة واللجان التنفيذية تقوم بعملها الإداري كعمل الديوان القائم على إرسال واستلام البريد.‏‏


جهاد محمود ميا‏‏


رئيس اتحاد الكاراتيه‏‏

المزيد..