ليس ما تحقق في حلب من انتصارات للجيش العربي السوري وعودة المدينة بإرثها وتراثها الغني إنسانياً وتاريخياً وفكرياً ، هو المعادل الموضوعي لمفهوم الوطنية والتضحية فحسب ،
بل إن تلك الانتصارات هي المعادل الموضوعي أيضاً للانفتاح على المستقبل في إطار الرؤية الوطنية الساعية لاحتضان الجميع في حضن الوطن الواسع والدافئ ، وهو المداد الطبيعي لانغماس الجميع في العمل الدؤوب والمتواصل على قاعدة التلاحم البناء لصورة المستقبل ….ومن هنا يقف الرياضيون، ذلك القطاع الواسع من الشباب ومعه مختلف الشرائح التي تنتمي لهذه الفعالية الاجتماعية والاقتصادية بكل تجلياتها ، ليساهموا جميعاً في البناء الفعلي لتفاصيل الصورة التي نأمل جميعاً أن تكون مشرقة في قادم الأيام عبر إنجازات منتظرة من أبطالنا وبطلاتنا في كل ميدان رياضي ، وفي كل منافسة وعلى مختلف المستويات .
وهذا المنعطف يضعنا أمام الضرورة الأكثر إلحاحاً التي تتطلب وقوف المعنيين بالشأن الرياضي ، في مواقعهم المختلفة ، للنظر في حال الرياضة ودراسة واقع العمل الرياضي في جوانبه المتعددة والغنية، دراسة علمية موضوعية تأخذ الوقائع والحقائق والتفاصيل الكثيرة للوقوف على الجوانب السلبية والايجابية والعمل على تعميق الإيجابي منها والبناء عليه من خلال تجاوز السلبي وصور الضعف أو الكسل التي ظهرت خلال الفترة الماضية بحجج عديدة، فالرياضة تمثل في واحد من أبرز وجوهها صورة الوطن ، وصورة العمل والعطاء أمام شريحة واسعة جداً من الناس الذين تجمعهم الرياضة …
وكلنا يعرف أن الرياضة من أبرز القطاعات التي تجمع الناس بغض النظر عن ألوانهم ومستوياتهم الاجتماعية والطبقية ، ضمن روح الفريق الواحد ، وضمن نسق التنافسية النزيهة التي تبنى على مقدرة الإنسان وعطائه وتفسح المجال لهذا العطاء للظهور على المستويين الفردي والجماعي بما يخدم الهدف والغاية الأساسية من المنافسة ، والتي تتجسد في أجمل صورها بالعطاء المتبادل.
إذاً الإنجاز هو رهان المستقبل الذي نمتلك الكثير من أوراقه الضرورية لنراه يتحقق كما ننتظر .
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com