في عالم المنطق تعد مواجهة الذات والصدق معها في كشف تفاصيل الصورة الكاملة لأي عمل متعثر، أبرز الأسلحة العقلانية وأهمها لكي نبدأ – بشكل فعلي- في تغيير هذه الصورة وأخذها إلى الغاية التي نتمنى ونريد أن تتحقق عبر التأسيس لذلك من خلال رؤية وعمل متكاملين لتجاوز الخلل والعثرة دون أن نغمط أحداً حقه في جهد بذله…
وهنا لابد من الإشارة إلى الجهد الحقيقي لمنتخبنا -لاعبين وجهاز فني- بالقياس إلى ما قدم لهم طول الفترة الماضية، لكن المواجهة الصريحة تبقى مطلباً ملحاً في هذه المرحلة المهمة بكل المقاييس لمواصلة مسيرة الحلم الكروي الذي نتطلع إليه بعيون مملوءة بالدهشة..؟!
لنراجع مبارياتنا الأربع السابقة -بشكل سريع – فعلى مستوى الفرص لا أظن أن ما اتيح لمنتخبنا فيها يتجاوز أصابع اليدين وبالتالي فهي قليلة في «٣٦٠ دقيقة» لعب، كما أن التهديف لم يتجاوز الهدف اليتيم الذي عانق شباك الصين وبالتالي فالعقم مشكلة مستمرة ما زال العمل عليها دون المستوى.
أما بالنسبة للأخطاء فكانت كثيرة ومتنوعة وفي مناطق مختلفة، وحضرت المعاناة أيضاً في بناء الهجمات والتسرع في المرتدات وقبل ذلك وبعده الخوف، الذي لم يكن مبرراً في كثير من الأحيان، من الإقدام على مقارعة الخصم بهجوم مكثف قد يحمي مناطقنا الخلفية بشكل غير مباشر.
أما أسلوب اللعب، فعلى الرغم من حق المدرب في اختيار الطريقة والتشكيلة الأنسب في مواجهة أي خصم، فقد شهدنا نوعاً من التخبط وضعفاً في القراءة على مستوى شوط المدربين، ففي مباراتنا الأخيرة كنا حاضرين إلى حد كبير في الشوط الأول ولكن تراجعنا كثيرا في الثاني وتسرعنا في المرتدات والدقائق العشر الأخيرة لم تكن كافية لتعديل النتيجة، وبدا كما لو أن المدرب يحرص أولاً على عدم التعرض لخسارة كبيرة قد تسجل في دفتر أعماله.
لا ننكر على أحد جهده ومحاولاته ولا ننكر سوء الظروف وضعف الاستعداد واحجام المسؤولين عن بذل المزيد من الجهد المطلوب من أجل المنتخب وهذا الحلم لأننا نظن أنه كان بالإمكان أفضل مما كان لو تعاملنا بشيء أكبر من الانفتاح المادي.
الصورة فيها شيء من القتامة المؤلمة ولكن من الضروري أن نراها بوضوح بغض النظر عن التصريحات العاطفية بغية رفع المعنويات حول «الرضى والظلم» إنما الأهم ما هو قادم وختام مرحلة الذهاب على درجة كبيرة من الأهمية على صعيد النتيجة فنزيف النقاط يهدد حلمنا الكروي بشكل كبير.. وما يحتاجه القادم منكم هو أكبر بكثير أيضاً مما سبق وغير ذلك سيكون نوعاً من الضرب في الوهم الذي نتمنى أن نتجاوزه بنجاح.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com