كتب أمين التحرير:صارع اتحاد الكرة طواحين الهواء التي كانت تدور حوله بقوة وعنف.. لكنه لم يكن مثل ذلك البطل الورقي، الذي هزمه الوهم، فما أصاب كرتنا ومنتخبنا ليس وهماً، وليس خطأ بسيطاً يمكن طي ملفاته وإرسالها الى غياهب النسيان.. وبالمقابل جرت محاولات عديدة تحت عنوان «لي الذراع، أو كسر
العظم» لحل اتحاد الكرة، لكن هذا يرى فيها محاولات عديمة الجدوى، فحمي الوطيس وتناثرت التصريحات النارية، وتعقدت المشكلة بين كلام مباح وكلام غير مباح، ورسائل متبادلة تجعلنا أكثر قلقاً على واقع كرة القدم والرياضة السورية بوجه عام إزاء هذه الأساليب في المعالجة.. فماذا جرى في الكواليس قبل استقالة الاغلبية مساء اول امس الخميس؟
الاستقالة غير واردة..
رغم الضغط الشديد على رئيس وأعضاء اتحاد الكرة، كما يؤكدون، من أجل الاستقالة، لكن الرفض هو عنوان أساسي بالنسبة لهم كما سمعنا منهم تحت القبة الكروية في الفيحاء.. وقد أكد رئيس الاتحاد أن الاستقالة غير واردة «أنا لن أستقيل ولن أتقدم بالاستقالة على الاطلاق لأنني لا أتحمل المسؤولية.. وعندي من الجرأة ما يدفعني الى تقديم استقالتي في حال كنت أتحمل المسؤولية».
عقوبات منتظرة من اتحاد الكرة
اتحاد الكرة اليوم يسابق الزمن ويعمل جاهداً لقلب وعكس حركة دواليب الريح الهائجة باتجاه آخر غير قبة الفيحاء، لذلك فقد توصل الى وضع «مشروع انقاذي..!» يتضمن اقتراحات بمعاقبة المسؤولين عن هذا الخطأ الفادح وفق النتائج التي توصلت إليها اللجنة المشكلة من قبل الاتحاد نفسه، وتنص على: تحميل المسؤولية للجهاز الاداري «مدير واداري المنتخب» والسكرتير التنفيذي للاتحاد، والمسؤولية المباشرة للجهاز الفني والمنسق الاعلامي.
وتتراوح العقوبات بين ايقاف واعفاء، ومن المتوقع أن تصدر خلال يومين إلا إذا حدث طارىء جديد..
وهنا ليسمح لنا اتحاد الكرة بالسؤال عن دور هذه العقوبات في غسل آثار الخطأ الذي أودى بأحلامنا الكروية؟ وهل سينام بعدها مرتاح الروح من كوابيس الخروج؟ وهل يظن حقاً أنها تعفيه مما حدث؟
قرارات انفعالية..!
بدوره المكتب التنفيذي عجز لوقت طويل عن التوصل الى قرار ينقذ ماء الوجه، ويتناسب مع لغة التصريحات «الحارة» التي لا ترى بديلاً عن حل اتحاد الكرة، كما أكد رئيس الاتحاد الرياضي العام أكثر من مرة، وفي أكثر من موقع، وكما صرح بعض اعضاء المكتب حيث لم يتردد أحدهم عن القول إنه سيستقيل إذا لم يتم حل اتحاد الكرة ولذلك كله يجد المكتب التنفيذي نفسه في موقف صعب لايحسد عليه بعد ممارسته أنواعاً عديدة من الضغط على أعضاء اتحاد الكرة دون جدوى، لابل ذهبت ادراج الرياح مع الاعلان «غير المعلن» مواجهة مفتوحة بين الطرفين لايدري أحد الى أين ستصل، أو كيف ستنتهي..!
في ظل الواقع المشار اليه انفا تبدو بعض قرارات المكتب التنفيذي الأخيرة في خانة «الانفعالية وردود الفعل» الى حد ما،وفيما يلي غيض من فيض: طلب اتحاد الكرة بالكتاب رقم «1095» تاريخ 28/8/2011 تبرير غياب عماد خانكان مدرب المنتخب الأولمبي ومساعده هيثم جطل خلال الفترة من 28/8 ولغاية 31/12/2011 لاشرافهما على تدريب المنتخب علماً أنهما من العاملين لدى مديريتي التربية في حمص واللاذقية على التوالي فجاء الرد «بامكانهم أخذ اجازة بدون راتب كونهما يعملان بعقود لدى اتحاد كرة القدم» ..!
ومن جانب آخر يتم شطب اسم اعضاء اتحاد الكرة من رئاسة البعثات الرياضية كما حدث مع وليد المهيدي، لذلك أرسل اتحاد الكرة الكتاب رقم «500» تاريخ 5/9/2011 يؤكدفيه على ضرورة عدم شطب هذه الاسماء مستقبلاً نظراً لأهمية عملها «ضبط كافة الأمور التنظيمية والادارية والمالية والفنية..».
وتزداد الأجواء المشحونة إثارة مع القرار رقم «496» تاريخ 8/9/2011 بتوقيع رئيس الاتحاد الرياضي العام وينص على «ينقل العامل حمدي القادري لدى الاتحاد الرياضي العام-الاتحاد السوري لكرة القدم الى فرع الاتحاد الرياضي بحمص.. مشرفاً على ملعب كرة القدم وذلك اعتباراً من تاريخ تبلغه مضمون هذا القرار».
يتساءل رئيس اتحاد الكرة وأعضاء الاتحاد عن توقيت هذا القرار، وتحت أي صيغة جاء في هذا الوقت علماً أن المعني به يعمل في دمشق منذ سنوات طويلة؟ وهل يتعلق هذا القرار برفض القادري الاستجابة لمن طالبه بالاستقالة؟!
عودة الى الوراء
عديدة هي المشكلات التي واجهت اتحاد الكرة منذ مجيئه الى القبة الدافئة، وقد أثيرت تلك المشكلات في مختلف وسائل الاعلام، فالكل يذكر مشكلة أوراق الحكم «المزورة» وقرار الاعفاء الخاص بذلك الحكم، والحديث عن لجنة تحقيق ضاعت بين أروقة الاتحاد الرياضي واتحاد الكرة وذهبت الى أرشيف النسيان.. فما هو سبب ذلك ؟ ولماذا طويت تلك الصفحة آنذاك ؟ ولماذا تم السكوت عن دور هذا الطرف أو ذاك في تلك القضية؟
القضية الثانية والبارزة هي عقود المدربين الاجانب الهاربين التي تم التلويح بها كثيراً من قبل أصحاب الشأن، وجرى حولها كثير من التراشق الاعلامي لكنها لم تخرج الى العلن عبر لجنة تحقيق أو تدقيق أو أي شيء، فذهبت بدورها الى أدراج النسيان؟ وقد يرى البعض فيها احتياطياً استراتيجياً ؟
وهنا نذكر أننا لا نعرف شيئاً بدقة وعن تلك العقود، ولم يطلع عليها إلا المقربون جداً، ومن طالب بها اعلامياً لم يحظ بطلبه..!
وهناك مشكلة الدوري التي أثارت جدلاً كبيراً بين اتحاد الكرة والمكتب التنفيذي كما يعرف الجميع؟
كل ذلك تفجر اليوم بعد فضيحة جورج مراد، وبدء التلويح بهذه الملفات، من أجل الذهاب الى محاسبة لابد منها كما يراهن بعض أعضاء المكتب التنفيذي، وهو أمر ضروري وصحي وصحيح من حيث المبدأ وكلنا معه، لكن يجب أن يكون دائماً ومستمراً قلنا، وسنقول: إنها كارثة كشفت مدى الضعف الاداري والترهل والاهمال والجهل، وطغيان المصالح على العمل الاساسي الذي وضع لأجله الأفراد على كراسيهم الوثيرة، لذلك من الضروري أن يكون مبدأ المحاسبة موجوداً دائماً..!!
إمكانية حل اتحاد الكرة..!
نسأل لماذا غابت المحاسبة في أمور عديدة وهنا نعني اتحاد الكرة وغيره ولا نجد غضاضة في تمرير سؤال يطرحه أحدهم بخبث عن امكانية محاسبة اتحاد الكرة ووضعه أمام مسؤولياته بشكل حقيقي وصريح؟ وهل من مصلحة أحد ما ألا يحدث ذلك؟
بعضهم يذهب أبعد من ذلك ويسأل: هل يمتلك الاتحاد الرياضي العام والمكتب التنفيذي مقومات تساعده على حل اتحاد الكرة؟
ربما لا نمتلك نحن اجابة محددة لكن رئيس اتحاد الكرة لديه مثل تلك الاجابة «لايمتلك المكتب التنفيذي مقومات حل الاتحاد لأن هذا الحل سيكون بطريقة غير شرعية، فما يجري الان على الساحة من ضغوطات على الاعضاء من قبل القيادات الرياضية سيؤثر سلباً على كرة القدم السورية داخلاً وخارجاً».. ولن نعلق بل نترك الأمر لأصحاب الشأن!