اتحاد الكرة كان في عين العاصفة، ومثله كانت كرتنا.. العاصفة التي هبت على أحلامنا وأطاحت بها، انتهت مؤخراً, كما نظن، باستقالة الأغلبية، ولكن ماذا بعد ذلك..؟
بكل الأحوال ليس من المنطقي أن ندع ماحدث وهو قاسٍ فعلاً، يأخذ بكل تفكيرنا فنحن بحاجة للنظر إلى ما بعد العاصفة، ونعني كيف سنتعامل مع كرة
القدم والحلم المونديالي الذي طال انتظاره..
في العامل الزمني لدينا من الوقت ما يكفي بتقديرنا للبدء بالتحضير لكأس العالم
2018، إذا أردنا فعلاً أن ننهض من هذه الضربة القاسية، ولنا في التجربة
اليابانية نموذجاً يحتذى بكل معنى الكلمة..
ولكن لابد من طرح السؤال الأساسي في هذا السياق: هل نستطيع أن نفعل
ذلك في ظل الظروف الحالية على مختلف المستويات؟!
في الواقع يجب الوقوف على أمرين أساسيين ينبغي أن نتخلص منهما بشكل
جذري، الاول الآلية الإدارية المترهلة والقاصرة عن متابعة العمل بشكل جيد
ومتمكن ومواكب لكل التغييرات الطارئة من أجل الوجود باستمرار في قلب
الأحداث الجديدة والقوانين المتجددة، والنظريات الحديثة، لإنجاز عمل متكامل
دون أخطاء إلى أقصى حد ممكن ، حتى لا تتكرر الكارثة التي مررنا بها..!
وهذا يتطلب جهداً عالياًوتخطيطاً كبيراً وبعيد المدى ليس على مستوى اتحاد
الكرة بل على مستوى عمل مختلف الاتحادات الرياضية..!
الأمر الثاني يتعلق بالأول من حيث الجانب النفسي والمعنوي فالإعداد الإداري
الحديث يحتاج إلى إعداد نفسي منفتح ومدرك ولا يتأثر بالشخصانية ، فليس
من المقبول أن تقيل رجلاً من عمله، الذي قدم فيه إنجازاً مقبولاً وطيباً إلى حد
ما، لمجرد أن هذا الرجل صاحب قرار، ويريد أن يعمل في إطار وجهة نظره
ورؤيته التي لم تكن فاشلة ، ولكن الرجل له كيانه وشخصيته وقد منح الثقة
فهل نسحبها منه لأنه صاحب رأي..؟!
إن مثل هذا التصرف يجب أن نتجاوزه، في مختلف المواقع لكي نمضي
بتحقيق ما نأمله، والتعويل يجب أن يكون على العمل المؤسساتي بالدرجة
الأولى، وإلا فإن الأمور «تيتي تيتي»..!
gh_shamma@yahoo.com
غســـــان شــــــمه