يتداول الشارع الرياضي، على تعدد رؤاه، عمل اللجنة المؤقتة على نحو يثير القلق بسبب انطوائه على ثنائية متضادة قد يكون لها ما يبررها واقعيا بالنظر الى كثير من اعمال اللجان في مواقع عديدة ومختلفة
من مفاصل عملنا الرياضي.
نحن نسمع هنا وهناك ونقرأ للعديدين كلاما يثلج الصدر عن اللجنة المؤقتة واعضائها من حيث النزاهة والاصرار على العمل السريع الذي تجلى بقرارات عدة غايتها الانطلاق بالنشاط الكروي بأسرع ما يمكن والعمل بجهود كبيرة ونيات صادقة من اجل اقامة الدوري وضمان استمراره والحرص على نزاهة وخبرة القادمين الى القبة الكروية في الانتخابات القادمة.
ولكن في الوقت نفسه وفي نفس الزمان والمكان تأتيك هذه الـ «لكن» الصادمة لما سبق محملة بالخوف والحذر والتحذير من الانزلاق عن «الغايات النبيلة» الى العمل على وضع شروط او فتح نوافذ خلفية بغاية تمرير ما يمكن تمريره او ما يراد له ان يمرر من اجل هذا أو ذاك..!
أمر مدهش بالفعل ان تجتمع هاتان الصفتان المتناقضتان في تلك الطروحات في آن معا وكأننا وصلنا الى مرحلة بتنا نخشى فيها على اي عمل واي شخص او مجموعة تصل الى موقع القرار, وكأنه من المنطقي في عملهم، وهذا غير منطقي ولا صحي, ان تمضي في اطار تصورات وترتيبات مسبقة بغض النظر عن سويتها المهنية او الاخلاقية وهو افتراض مسبق مؤلم وربما كان غير صحيح لكن الخوف بات لازمة لتفكيرنا نتيجة تجارب تثير القلق في مجال العمل الرياضي والنشاط الكروي على وجه التحديد بسبب تجارب سابقة..!
التصريحات الصادرة حتى الان عن اللجنة تدعونا الى الاطمئنان نوعا ما ولكن لابد من طرح سؤال مازال يثير الريبة عن الافراد الذين يستطيعون اختراق الشروط وتجاوزها للترشح الى هذا العمل او ذاك المنصب كشرط الشهادة او الكفاءة او النزاهة على سبيل المثال.. وهل يستطيع فرد بذاته ان يخترق كل ذلك ام ان هناك من ساعده او سيساعده في ذلك؟ وهل يتحمل الفرد المسؤولية ام يشاركه بها من ساعده؟
على مستوى الامل نتمنى ان يكون كل ذلك مجرد مخاوف لا مبرر لها فالشارع الرياضي وعشاق الكرة يراهنون على ان قادم الايام قد يكون اقل ألماً بالنسبة للكرة السورية.. ونحن نتمنى ان يكون اكثر نصاعة وهذا كله يرتبط بعمل اللجنة المؤقتة وطروحاتها ورؤاها لقادم الكرة السورية…!!
gh_shamma@yahoo.com
غســـــان شــــــمه