واقع كرتنا اليوم..الخبرة والنزاهة والمحاسبة معايير أساسية للمستقبل

دمشق- الموقف الرياضي…تتابع الموقف الرياضي في عددها هذا أيضاً استعراض عدد من آراء الخبراء والمعنيين في شؤون كرتنا ممن لهم باع في العمل الاداري والفني وعايشوا مسيرة منتخباتنا وأنديتنا خلال فترة عملهم بحيث استطاعوا أن ينظروا بعمق إلى واقع كرتنا ومشلاتها وأسباب أزماتها المتكررة من موقع المعرفة والمعايشة..

fiogf49gjkf0d


السيد توفيق سرحان أمين السر السابق وصاحب الخبرة الطويلة أجاب مباشرة على أسئلة الموقف ومحاورها الأساسية من خلال تقسيم رؤيته إلى عدة محطات… فيما قدمت بعض خبرات أهل الحسكة الكروية آراءها ورؤيتهما من أجل صالح الكرة في بلدنا.‏‏


وأهم مايجب التأكيد عليه بتقديرنا هو النظر إلى مستقبل الكرة السورية بعيون وقلوب منفتحة على الجميع، وعلى أهل الخبرة والنزاهة والقدرة على إنجاز في أماكن عملها التي توضع فيها لكي نتمكن من المضي خطوة إلى الأمام.. فهل نتلمس الطريق معكم؟.‏‏


————————————————-‏‏


سرحان:الخلافات سبب الفشل!‏‏


– ما هي الأسباب التي أدت إلى فشل الاتحادات المتعاقبة، ولو كانت النسبة متفاوتة بين اتحاد وآخر؟‏‏


# دعني أقول بأن هذا السؤال لا يعبر عن حقيقة الأمور بصورة واضحة، فبشكل عام لا يصح القول بأن جميع الاتحادات قد فشلت بأداء مهامها وأدوارها، أو أن‏



تقصيرها كان موجوداً من خلال عدم تنفيذها للخطط والبرامج الموضوعة، ولكن يمكننا القول بشكل أكثر تعبيراً ودقة هو أن بعض الاتحادات المتجانسة سعت إلى تحقيق أقصى طموحات عشاق اللعبة والمتمثل في نهاية المطاف بتأهل المنتخب الوطني للرجال إلى نهائيات كأس العالم، ولكن وبسبب بعض الظروف المتعلقة بالصراعات الداخلية للكوادر الكروية إضافة لبعض الأسباب الأخرى المرتبطة بالمستوى العام للعبة، حالت دون الوصول إلى الهدف المحدد، ورغم ذلك فقد استطاعت هذه الاتحادات التي تميزت بالاستقرار من تحقيق التأهل لمنتخبي الناشئين والشباب إلى نهائيات كأس العالم للفئتين المذكورتين ولعدة مرات وتركت جميعها بصمة واضحة في مشاركتها من ناحيتي الأداء والنتائج، كما أن الكثير من أنديتنا كان لها حضور مميز وقوي خلال مشاركاتها العديدة على صعيد بطولات الأندية العربية والآسيوية على حدٍ سواء في السنوات العشرين الماضية.‏‏


– إذاً ما هي الأسباب حسب رأيكم التي حالت دون الوصول إلى النهائيات العالمية؟‏‏


# أستطيع أن أرجع أسباب ذلك إلى النقاط التالية:‏‏


-الخلافات الدائمة بين أعضاء اتحاد اللعبة أنفسهم من جهة، أو بين كوادر اللعبة الإدارية والفنية المختلفة من جهة أخرى، وتغليب المصالح الشخصية الضيقة على مصلحة التطوير والارتقاء بنهج العمل إلى أفضل شيء ممكن.‏‏


-عدم استقرار الجهازين الإداري والفني للمنتخب لفترة زمنية كافية، حيث ارتبطت عمليات التكليف أو الإعفاء بشكل دائم مع إجراءات حل الاتحادات أو تبديلها، وكنا نلاحظ بأن الحضور الأفضل والأقوى للمنتخب يتم في المراحل والأوقات التي استقرت خلالها بعض الاتحادات لأطول فترة زمنية ممكنة.‏‏


-اتخاذ منافسات أغلب مباريات الدوري العام لطابع الأداء الارتجالي والتجاري لأجل الحصول على النقطة، وفي أحد الاتجاهين إما لمحاولة الهروب من الهبوط للدرجة الأدنى أو لأجل الصراع على لقب بطولة الدوري، بعيداً عن الأداء الإيجابي لأجل رفع وتحسين المستوى الفني، إضافةً لذلك فقد عاب مسيرة اللعبة بصورة عامة إن كان على صعيد الأندية أو المنتخبات الوطنية المختلفة عدم الاهتمام الكافي والوافي للناحيتين الجوهريتين المتعلقتين بالطب الرياضي والتغذية الصحية السليمة والمتكاملة لكافة اللاعبين، كما أن جميع فرقنا دون استثناء افتقدت لواحد من أهم العوامل المؤدية إلى تحقيق التفوق الكروي، ألا وهو موضوع التحضير البدني العلمي للفرق قبل خوضها للمنافسات المختلفة.‏‏


-ضعف الكتلة المادية المخصصة لمجمل النشاط الكروي لجميع الأندية من كل الدرجات والفئات عما هو ضروري لبناء وتطوير اللعبة، إضافة لانتشار حالة من الفساد المالي والإداري بعد دخول ما أسميناه خطأً بالاحتراف إلى أجواء اللعبة، وهو ما ساهم بابتلاع جزءاً كبيراً من المخصصات.‏‏


– انحسار المحاسبة والمراقبة انحساراً تاماً عن ساحة العمل، لا بل كنا نشاهد في بعض الأحيان وبعد أن يتم اتخاذ بعض الإجراءات الانضباطية بحق المخالفين، بحيث لا تلبث أن يعقبها بعد فترة قصيرة قرارات العفو والإعفاء عنهم، ومن ثم تصل الأمور إلى عودة من سبق أن تمت معاقبتهم، لكي يتسلموا مواقع ومهام جديدة أكثر أهمية من تلك المواقع التي مارسوها سابقاً.‏‏


– هل الاتحادات السابقة ضمت أفضل العناصر للقيام بأعباء العمل بشكل جيد؟‏‏


# العناصر الجيدة والكفؤة كانت متفاوتة بعددها نسبياً بين اتحاد وآخر، والمؤسف هنا بان البعض الآخر وفي كثير من الأحيان كان معرقلاً للعمل ومؤثراً سلبياً على مسيرة الاتحاد، والمشكلة في هذا السياق كانت بذلك الخليط غير المتجانس بين الأعضاء وخاصة في الاتحادات المنتخبة، وباعتقادي أن اللعبة لاتحتاج إلى العدد الكمي استناداً للوائح، بقدر ما تحتاج لمن يملك الكفاءة والمقدرة والنزاهة.‏‏


– ما هي الآلية الأفضل لإنتاج اتحاد يساهم بتحقيق النقلة النوعية للكرة السورية؟‏‏


باستثناء تلك الحالة المتمثلة بإجراء العملية الانتخابية بصورة انفلاشية والتي أثبتت كل التجارب الماضية فشلها، نظراً للتداعيات السلبية التي تركتها على طريقة إدارة شؤون اللعبة من خلال استمرار تأثير التحالفات الانتخابية ذات المصالح النفعية المتبادلة بشكل سلبي على القرارات المتخذة لمعالجة القضايا الطارئة، لا بل إنها ساهمت بعدم تطبيق مبادئ العدالة والمساواة بين عناصر اللعبة المختلفة، إضافة لتأثيراتها الضارة على تعيينات الكوادر الفنية والإدارية للمنتخبات الوطنية المختلفة، فإن أية آلية أخرى تتضمن الشروط والمعايير الصارمة لاختيار أعضاء الاتحاد، فهي بلا أدنى شك سوف تؤدي إلى وصول المؤهلين والقادرين للقيام بأعباء اللعبة الواسعة والمتعددة.‏‏


فما أراه أكثر صوابية في هذا المجال، هو إعادة دراسة النظام الأساسي المعتمد وتحديداً تلك الفقرات التي تحدد شروط اعتماد أعضاء المؤتمر العام للعبة، والعمل على تفادي وصول الدخلاء على حساب الأصلاء، ومن ثم منح الذين يملكون الخبرة والنزاهة من القياديين الرياضيين، وليس من الضرورة أن يكونوا جميعهم من الكرويين لكي يقوموا بتعيين اتحاد متجانس ومؤهل لقيادة للعبة من ضمن هؤلاء الأعضاء المعتمدين أصولاً استناداً لتلك الشروط، لأن استمرار اعتمادنا على الألية الحالية في الانتخابات لأجل إنتاج اتحادات لكرة القدم، قد يوصلنا إلى كل شيء باستثناء ذلك الذي نتمناه جميعاً،وتتمناه كافة جماهيرنا الرياضية من حيث الأساس!‏‏


—————————————————-‏‏


عكلة : المطلوب النزاهة والقدرات المتكاملة‏‏


الحسكة – دحّام السلطان :‏‏


إبراهيم عكلة : خبرة كرويّة جزراويّة وإداري وحكم سابق :‏‏



نحن لا نستغرب هذه المفاجأة ( النكتة ) بأن يخرج منتخبنا الوطني بهذا الشكل المؤسف والمُخزي من تصفيات كأس العالم ، لأن الاتحاد الذي كان قائماً على كرتنا السوريّة وللأسف قد ولد ولادة ضعيفة ثم أصبح وجوده ميّتاً ، والدليل على ذلك ومن غير المعقول أن خمسة من أعضاءه لم يُمارسوا كرة القدم في حياتهم ، وكلُّ من أتى للعمل جاء لأجل المصالح الشخصيّة واشترى قسم منهم أصواته بالوعود المعسولة اللاحقة ، ولذلك فإن الأفق البعيد للاتحاد المنحل وللأسف لم يكن لمصلحة الكرة السوريّة – بل جاء من أجل أذونات السفر الخارجيّة والداخلية وتكريس المحسوبيّات والشلليّة في المحيط القريب من الاتحاد ، وفي معظم اللجان الرئيسيّة التي انبثقت عنه والتي لا علاقة لأكثر أعضائها بكرة القدم ولم نسمع بأسمائهم لا من بعيد ولا من قريب ..!! واستمرت تلك المنعكسات المرّة وبالقشّة التي قصمت ظهر البعير بشخص ذلك اللاعب الخارق جورج مراد الذي جلبوه من الكرة الأوربيّة ولم يلعب خلال فترة وجوده مع المنتخب شوطاً كاملاً ويتسبّب ذلك في النهاية بإخراجنا من تصفيات كأس العالم ..!! وعندما لا يعرف القائمون مدى صلاحيته للعب وهم المفرّغون في الاتحاد ويُجيدون التحدّث بلغة الاتحاد الدولي بشكلها الصحيح فهذه مُصيبة عظيمة لا تغتفر والسكوت عنها اليوم أكبر و أعظم .‏‏


وبالنسبة للمرحلة القادمة فإنّها يجب أن تكون بالتعيين وليس بالانتخابات لكي لا يعود من أخرج من النافذة ويدخل من الباب ، أن تتميّز تلك المرحلة بنظافة ونزاهة من يأتي إلى رأس العمل في الاتحاد من جهة ، وقدراته وإمكانياته الفنيّة والإداريّة والقياديّة المتكاملة والمطلعة على الشاردة والواردة من جهة ثانية ، وممن حققت منتخباتنا في عهدهم الإنجازات القاريّة والعالميّة ( كأس آسيا للشباب ، الوصول إلى نهائيات كأس العالم للشباب ) ، وبالاعتماد على الدماء الشابّة والقديرة التي مارست اللعبة وبصمت في الملاعب من خلال منتخباتنا الوطنيّة والتي لها القدرة والكفاءة الإدارية والرصيد الوطني والسمعة الطيّبة ، إذا كان الهدف هو مصلحة الكرة السوريّة التي سقطت في مستقنع مُخجل أفقدنا هيبتنا واحترامنا بين أقراننا في الساحات الإقليميّة والقاريّة والدوليّة لسبب نأسف عن ذكره ..!!‏‏


—————————————————-‏‏


خـزّوم : دراسة متأنيّة ودقيقة لاختيار الأفضل ..‏‏


جورج خـزّوم : خبرة كرويّة ورئيس نادي الجهاد سابقاً :‏‏


دائما كرة القدم هي الهم والاهتمام لأنها واجهة الألعاب ومعشوقة الجماهير وتأخذ الحيز الكبير من وسائل الإعلام ولذلك ( إذا أردنا عملاً فنياً ناجحاً فيجب أن يكون لديناً إدارياً ناجحاً ) ..‏‏


والتخبط الذي تعيشه كرتنا ليس وليد اليوم أو الأمس – بل منذ زمن بعيد وذلك لعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وعدم اختيار قيادات صادقة ونزيهة لقيادة دفة اللعبة – بل كانت الواسطة والمحسوبيات وأصحاب النفوذ هم الفئة المُسيطرة للحصول على مكاتب مكيّفة ومريحة وسفرات سياحية وأذونات سفر بالعملة الصعبة وعدم وجود محاسبة هو من زاد حجم الفساد الكروي ودائماً نفس الوجوه تأتي بأقنعة مختلفة ، وغالبا ما كنا نقرا عن أعضاء باتحاد الكرة لم نسمع‏



بهم أو نراهم في ملاعبنا لا لاعبين أو مدربين أو …أو … فكيف وصلوا ..؟ ومن أوصلهم ..؟؟ وأكبر دليل خروج منتخبنا من تصفيات كاس العالم 2014 بخطأ إداري قاتل على مبدأ أمور لا تصدق ونحن في عصر التقنية والنيت وتبادل المعلومات وليست المعالجة بالحل فقط بل بالحساب أيضا فأغلب مؤسساتنا ومنظماتنا ينخرها الفساد ولا تجد من يُحاسبها أو يُرقبها ، ونكتفي في النهاية بالحل ولتعود حليمة لعادتها القديمة ..!! ومنذ الخمسينيات وأيام دورة المتوسط وبعد جيل موسى شماس وحافظ أبو لبادة ومروان دردري وجبري الزرقة وأفاديس لم نحقق النتائج المرجوة ولم نلب طموح الشارع الرياضي وما أكثرهم وكل اتحاد يأتي للعمل يبدأ بالتصريحات النارية ويعد بتحقيق النتائج والقضاء على الفساد وبناء قاعدة رياضية صحيحة لنراه و بعد أول إخفاق يرمي باللوم على التقصير في الدعم المادي أو في التدخل بشؤون اللعبة أو… أو … ( وجوه مغسولة من الحياء ) لا يهمّها سوى الكرسي والمنصب والظهور على الفضائيّات ومحاربة الخبرات الوطنية النظيفة والتي تريد الوصول للعمل ولا يريدون فسح المجال للغير وانتخابات اتحاد الكرة بالاسم انتخابات ديمقراطية بل الأصح هو تطبيق بتطبيق عن طريق اللجان الفرعية وإدارات الأندية والاتصالات والاتحاد السابق لم يكن يملك إلا القلة القلية من الخبرات الكفوءة والباقي ( حكّلي لاحكلك ) فهل يعقل أن تغيب محافظتي حلب وحمص عن تمثيل اتحاد الكرة ..!!‏‏


ولذلك فإن المرحلة القادمة تتطلب دراسة دقيقة ومتأنية لانتقاء أعضاء لاتحاد اللعبة من الخبرات النزيهة وما أكثرها على أرض ساحة الوطن بعيدا عن المحاور والتكتلات والمحسوبيات فعلى سبيل المثل عندما أشار الخبير توفيق سرحان على مواطن الخلل استبعدوه ، وأتمنى أن تخرج كرتنا من النفق المظلم لترى بصيص أمل في المستقبل القريب ..!!‏‏

المزيد..