سلة الجلاء..غياب الاستثمارات والمال ساهم في تراجع المستوى
ليس جمهورنا بغافل أو جاهل حتى نسوق إليه كلاماً معسولاً نلبس به الباطل حقاً ،وما نراه بعين يراه الجمهور بعينين فالحالة التي وصلت إليها سلة الجلاء أصبحت مزرية وتدعو للقلق
،فالفريق الذي كان يحسب له ألف حساب وتتمنى أن تخرج فرقنا المحلية أمامه بأقل من عشرين نقطة خسارة وبات رقماً صعباً بالمعادلة السلوية، الأمر الذي جعلنا نصفق له طويلاً ونبارك خطواته الاحترافية التي بدأها منذ سنوات و أسس من خلالها لفضاءات سلوية رائعة، وحقق من خلالها الكثير من الانجازات المحلية والعربية وكان في كثير من البطولات قاب قوسين أو أدنى من اعتلاء منصات التتويج على الصعيد القاري. .
تراجع
بعد هذه النتائج الايجابية التي حققها الفريق حذر الكثيرون من أن خطوات الفريق الاحترافية بدأت تدخل في نفق مظلم، وبدت في بعض المراحل عرجاء وغير واضحة بعدما بات هم القائمين على أمور سلة الجلاء البحث عن ألقاب مسبقة الصنع حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة النادي ،وبدأ مسلسل ضخ الأموال الكبيرة واستيراد اللاعبين الأجانب من طراز سوبر ستار، والذين قدموا الكثير للفريق لكنهم بالوقت نفسه أضروا الكثير بلاعبينا الوطنيين من أبناء النادي الذين باتوا أصدقاء لدكة البدلاء وتراجع مستواهم بفضل عدم إتاحة الفرصة لهم ضمن تشكيلة الفريق الأول ،ولم ينتبه وقتها القائمون على سلة الجلاء رغم خبراتهم الطويلة لهذه الأخطاء، والتي سقطت أوراق التوت عنها بعد عزوف الكثير من اللاعبين الكبار عن صفوف الفريق نتيجة الأوضاع السائدة بالبلاد فبقي الفريق دون أجنحة، وبات أشبه بزهرة من زهرات الخريف لا لون ولا رائحة.
نوم عميق
لم يستطع خبراء النادي حينها من إعادة الحياة للعبة، فدخلت اللعبة بالنادي بعد سلسلة من الإشراقات في حالة موت سريري خاصة بعدما فقدت أخر لاعبيها الذين اتجهوا للعب مع سلة الجيش قبل عدة مواسم، وحين جاءت التفاتة أصحاب القرار بالنادي نحن قواعد اللعبة وجدها خاوية من اللاعبين المتميزين، وبات عليهم العودة لنقطة الصفر والبدء من جديد، وهذا ما ساهم في تراجع نتائج سلة الجلاء التي تحولت من فريق مصنّع للنجوم يرفد المنتخبات الوطنية بلاعبين من مستوى عال إلى مستهلك يستقطب لاعبا من هنا وآخر من هناك.
جمود
لم يكن أشد المتشائمين بسلة نادي الجلاء يتوقع له هذه النهاية، فبعدما كان مصدراً للرواتب الخالية التي يحلم بها أي لاعب سوري بات يلهث عن هبة مادية هنا وأخرى هناك نظراً لتوقفت استثماراته عن الحركة لكونها أصيبت بحالة من الشلل نتيجة تأثرها الكبير بالأوضاع التي تشهدها الشهباء الأمر الذي أثر على تسيير أمور اللعبة التي تأخذ الحصة الأكبر من ميزانية النادي بشكل عام.