تسدل الستارة غداً ابتداءً من العاشرة مساءً على النسخة الثالثة والأربعين من بطولة كوبا أميركا بلقاء كبير البطولة المتبقي الأورغواي وأحد الابطال السابقين وهو منتخب البارغواي.
فمن كان يعتقد أن النهائي سيفتقد البرازيل أوالأرجنتين معاً فهو واهم.
ومن كان يتوقع وصول فارسي النهائي فهو متشائم.
ومن كان يظن وصول البارغواي للنهائي دون تحقيق الفوز فهو جاهل.
ومن كان يدور في خلده أن فنزويلا ستودع دون خسارة فهو جدّ متفائل.
لكن هذه هي حقيقة كوبا أميركا التي لم تكن في الحسبان، إذ تهاوى الجميع بما فيهم الكبيران المرشحان، ولم يبق في الساحة إلا الأورغواي والبارغواي، والأولى أبعدت الارجنتين والثانية أزاحت البرازيل، فحق لهما لعب النهائي من هذا المنظار.
استكمال السيناريو
الكثيرون يرون أن تتويج البارغواي غداً هو استكمال لسيناريو لم يكن متوقعاً، على غرار تتويج اليونان بيورو 2004 كأكثر البطولات الأوروبية غرابة إذ إن البارغواي نعمت بحظ من السماء في مباراتي ربع ونصف النهائي على التوالي، والفضل بالعبور يرجع أولاً وأخيراً للحارس فيار، ولذلك لم يكن غريباً الاحتفال حتى ساعات الصباح في البارغواي وفي الوقت ذاته تنهال الانتقادات الجماهيرية والإعلامية بسبب الأداء المتواضع.
والمتابعون الحياديون يرون أن السيليستي أظهر شخصية البطل ويستحق الانفراد بالرقم القياسي للفائزين باللقب، وهذا يعيد المنطق للبطولة بعد شلال المفاجآت وخصوصاً في ربع النهائي، حيث أخرج السيناريو بالمقلوب، كما يستحق لاعبوه الصعود لمنصة التتويج نظير ما قدموه في العامين الأخيرين، خلافاً لخصمهم الذي سارت الأمور معه على مبدأ أمور لا تصدق، وللتأكيد على سير منتخب البارغواي بفضل الحظ اعترافاتهم عقب الفوز على البرازيل، والحارس البارغوياني المتميز الذي نال جائزة أفضل لاعب في آخر مباراتين خوستو فيار قال: حظنا بلغ درجة المعجزة وهذا قد لا يتكرر في النهائي أمام منتخب جيد استحق الوصول للنهائي.
المركز الثاني إخفاق!
الترشيحات التي سبقت البطولة كانت تميل كل الميل للبرازيل والأرجنتين وبدرجة أقل لمنتخب الأورغواي الذي لا يعترف بسيادتهما القارة، والآن المركز الثاني لم يعد يرضي غرور الاورغويانيين التواقين للانفراد بزعامة القارة للمرة الأولى منذ 1987 يوم توجوا على الأراضي الأرجنتينية، وعن ذلك يقول مدربها تاباريز: أي مشجع في الأورغواي سيرى المركز الثاني أشبه بالكارثة، ولسان حال البارغويانيين في الطرف المقابل: قد لا تعود الفرصة ثانية للتتويج على الأراضي الأرجنتينية.
للتذكير فإن أورغواي ستحتل أحد المركزين الأول والثاني للمرة الحادية والعشرين، فسبق لها التتويج 14 مرة والوصافة ست مرات.
بين الدفاع والهجوم
إذا توجت البارغواي باللقب فلا نتوقع أن تذهب جائزة أفضل لاعب في البطولة لغير حارسها فيار، وعلى الطرف المقابل يبحث مهاجم الأورغواي سواريز الذي يحث جماهير بلاده على المساندة عن لقب الهداف أو جائزة أفضل لاعب، والمهاجم الخبير فورلان الذي قد لا يلعب في البطولة ثانية بات ينتظر النهائي على أحر من الجمر، علّه يسجل دولياً للمرة الأولى منذ تموز الفائت، وبالتالي الاعتلاء لصدارة هدافي السيليستي عبر التاريخ حيث يتأخر عن الهداف التاريخي سكاروني بهدفين، ورغم خيبة أمل عدم التسجيل يقول فورلان: سأكون سعيداً لو فزنا باللقب دون أن أسجل، والمعطيات وفق المباريات الفائتة توحي أننا أمام مباراة دفاعية من بارغواي وهجومية من أورغواي، وبنظرة تأملية لمبارياتهما في البطولة نجد أن أورغواي سجلت في المباريات الخمس، بينما بارغواي أخفقت في التسجيل ثلاث مباريات!
الطريق إلى النهائي
احتلت الأورغواي المركز الثاني في المجموعة الثالثة بعد التعادل مع البيرو بهدف لهدف، ومع تشيلي بالنتيجة نفسها، والفوز على المكسيك 1/صفر، وفي ربع النهائي غلبت الأرجنتين بركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لهدف، وفي نصف النهائي هزمت البيرو 2/صفر.
بينما البارغواي تأهلت من بوابة الكرم الحاتمي لنظام البطولة كثاني أفضل ثالث بثلاثة تعادلات ضمن المجموعة الثانية، مع الإكوادور سلباً ومع البرازيل بهدفين لهدفين، ثم مع فنزويلا بثلاثة أهداف لمثلها، وفي ربع النهائي أبعدت البرازيل بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي، وكررت الحكاية في نصف النهائي مع فنزويلا.
وجهاً لوجه
تقابل المنتخبان 68 مرة بمختلف المسابقات، ففازت اورغواي 28 مباراة مقابل 25 خسارة و15 تعادلاً، وسجلت مئة وهدفين وتلقت 90 هدفاً، وفي كوبا أميركا تحديداً تواجها 24 مرة، ففازت أورغواي 13 مباراة مقابل ست خسارات وخمسة تعادلات، مسجلة 50 هدفاً ومتلقية 32 هدفاً.
المركز الثالث
في العاشرة من مساء اليوم تتقابل البيرو مع فنزويلا لتحديد صاحب المركز الثالث، وستحاول فنزويلا مفاجأة البطولة السارة تسجيل سابقة تتمثل بعدم خسارتها.
النتائج المسجلة
ربع النهائي
– الأرجنتين × الأورغواي 1/1 ثم 4/5 بالترجيح.
سجل للأرجنتين هيغوين (18) ولأورغواي دييغو بيريز (6).
– البيرو × كولومبيا 2/صفر في الوقت الإضافي سجلهما لوباتون وفارغاس (102 و112).
– البرازيل × البارغواي صفر/صفر ثم صفر/2 بالترجيح.
– فنزويلا × تشيلي 2/1 سجل لفنزويلا فيزكاروندو وسيشيرو (35 و81) ولتشيلي سوازو ( 70).
نصف النهائي
– الأورغواي × البيرو 2/صفر سجلهما لويس سواريز (53 و58).
– البارغواي × فنزويلا صفر/صفر ثم 5/3 بالترجيح.