محمود قرقورا..لم تأتِ بطولة كوبا أميركا الثالثة والأربعون التي سنودع فعالياتها غداً كما يشتهي المنتخبان الكبيران الأكثر شعبية في القارة إن لم يكن في العالم قاطبة البرازيل والأرجنتين.
ولم تأتِ كما يشتهي نجوم المنتخبين العباقرة كليونيل ميسي وكارلوس تيفيز وخافيير ماسكيرانو وغونزالو هيغوين ونيمار دا سيلفا والكسندر باتو وروبينيو وقائمة المنتخبين تطول.
قلنا في هذه الوقفة الأسبوع الفائت إن الوصول متأخراً خير من عدم الوصول، وفيه الكثير من الفرحة لجماهير البلدين المصعوقة بما رأته من كوارث في الدور الأول، وقلنا إن الانتظار حتى المباراة الثالثة لضمان التأهل شيء مخزٍ بحق السامبا والتانغو على حد سواء لكن ذلك يذهب قيد النسيان إن صححت الأوضاع.
كل المقدمات كانت توحي أننا سنشهد وداعاً مبكراً للمنتخبين، وبالتالي تهاوي نجومهما بشكل لا يصدق، لأن كرة القدم التي لم تعد تعترف بالفوارق والترشيحات المسبقة على الورق، فمن كان يتخيل عدم تسجيل ميسي لأي هدف؟
عندما تغيب المنتخبات الكبيرة عن مستواها المعهود تطمع نظيراتها الصغيرة وتكبر رويداً رويداً وتجد الفرصة سانحة للمضي نحو أدوار متقدمة إن أعياها التتويج كحال فنزويلا.
عندما يغيب النجوم الكبار يظهر عديد النجوم من رحم البطولة، ولكن هناك شبه اتفاق على أن حراس المرمى هم نجوم البطولة بامتياز، وهم السبب المباشر في بقاء نسبة التهديف هي الأدنى بين كل البطولات.
إذا راجعنا أداء منتخب التانغو وقيّمنا كل لاعب على حدة لاستحق الحارس روميرو نجومية منتخبه، وصحيح أنه لم يتصدَ لأي ركلة ترجيحية إلا أنه كان سبباً مباشراً في وصول المباراة للترجيح، حيث لاحت بوادر السيناريو الأسوأ أكثر من مرة لمستضيف البطولة.
إذا وقفنا متأملين لأداء لاعبي المنتخب السماوي فإننا نقر بتألق عديد اللاعبين كسواريز وفورلان رغم غصة عدم التسجيل، لكن النجم الأبرز دون أدنى شك هو الحارس موسليرا الذي تعملق برد كرات غاية في الخطورة طوال المباريات الخمس، ومباراة ربع النهائي ضد الارجنتين كافية.
إذا راجعنا شريط مباريات منتخب البارغواي ندرك ان وراء الإنجاز حارس مرمى تنطبق عليه مقولة نصف الفريق، وهو خوستو فيار الذي بدا من كوكب آخر أمام البرازيل وهو يجهض كرات يعجز الجن الأزرق عن ردها، ولولاه لفاز المنتخب البرازيلي بنصف دستة من الأهداف دون أدنى مبالغة، ومارس عادة التألق ضد فنزويلا بنصف النهائي، كما أن حارس فنزويلا فيغا لفت الانظار إليه في أربع من مباريات فريقه الخمس.