متابعة – مهند الحسني: لم يكن لاعبو منتخبنا السلوي الأول يحلمون بأن يعودوا إلى أرض الوطن بأي من الميداليات البراقة، ولم يشطح بهم الخيال لأن يفكروا في التأهل للنهائيات الأسيوية في ظل الظروف الاستعدادية البائسة والفقيرة
التي لم تتعد حدود تحضيرات محلية كانت كافية في إدخال الملل لنفوس لاعبينا ليس إلا، ومعسكر خارجي لم يلب الطموح ولم يتناسب مع قوة البطولة، ويبدو أن حال منتخبات السلة في عهد القيادة الرياضية الحالية كحال شجرة الصنوبر البري، التي تملك مظهراً جميلاً وخضرة يانعة وتوحي بأن لها ثماراً منتجة، غير أن أشجار الصنوبر كما يعلم الكثيرون هي أشجار عقيمة لا تنتج ثماراً، وحالها ينطبق تماماً على حال منتخبات السلة التي باتت دون طعم ولا لون ولا رائحة.
حقائق
لم تأت نتائج منتخبنا في بطولة غرب آسيا من عبث، وإنما جاءت نتيجة تراكم الكثير من الأخطاء التي بدأت تتفشى بأنديتنا دون أن يكون لها حلول منطقية أو جذرية الأمر الذي أدى إلى تفاقمها حتى وصلت لمرحلة باتت ميؤوس من شفائها و ايجاد السبل الكفيلة لإعادتها إلى وضعها الطبيعي، ولأن الشيء بالشيء يذكر ولأن لكل نتيجة أسبابها ومسبباتها، فأن مشكلة تراجع نتائج منتخبات السلة تأتي انعكاساً لما يحدث في أنديتنا التي تفتقد معظمها لعوامل الاستقرار بكافة أشكاله، أعطوني وأشيروا لي على ثلاثة أنديتنا حافظت على مستواها ولو لموسمين متتاليين، فالأمراض المنتشرة فيها في غياب الخطة والمخططين وتوفر الكوادر المؤهلة لإعداد وبناء جيل سلوي إضافة للهجرة الكبيرة التي شهدتها مفاصل اللعبة أثرت بشكل سلبي عليها، ودعونا نعترف أن الحماس وحده لا يصنع منتخباً، ولا يمكن أن يحقق انتصاراً، ودعونا نعترف أن خيباتنا السلوية هي حصيلة منطقية لما نزرعه، فالبون بات شاسعاً من حيث المستوى الفني الذي يفصلنا عن باقي المنتخبات ضمن نفس الزون بفضل وجود اللاعبين المجنسين الذين يشكلون بيضة قبان لمنتخباتهم، وفي نفس الوقت ممنوع الحديث عن التجنيس لأنه يتنافى مع مبادئنا وأخلاقنا الرياضية، أما بالنسبة للإمكانات المادية واللوجستية المتاحة للمنتخبات المشاركة فمن المعيب أن نضع منتخبنا بينها لأنه حتماً ستكون النتيجة معيبة ومضحكة، تصوروا أن الأقدار والظروف والعلاقات الطيبة التي تربط اتحاد السلة ومع الأمين العام للاتحاد الأسيوي (آغوب) هي من سهلت تثبيت مشاركة المنتخب في البطولة، وخاصة بعدما قام أغوب بإعفائنا من دفع رسم المشاركة البالغ عشرة ألاف دولار، وهذا المبلغ كان سيشكل عقبة كبيرة عند القيادة الرياضية التي ستكون حججها جاهزة وأعذارها متواجدة بعدم وجود السيولة، وبأن و بأن إلى ما شاء الله، إضافة إلى أن السيد أغوب قدم معونة مالية مقدراها خمسة عشرة ميلون ليرة، أقام من خلالها المنتخب معسكره الخارجي في إيران بعدما باتت المعسكرات الخارجية في ظل الظروف الحالية ضرباً من ضروب المستحيل نظراً لتكلفتها المالية العالية، ومع ذلك شاركنا بمنتخب غالبة عناصره لم يشاركوا في أي بطولة خارجية، الخسارات غير مقبولة والفوارق الرقمية مذهلة ومؤلمة لكن تبقى مشاركتنا في ظل هذه المقارنات والفوارق الفنية أفضل بكثير من أن نستكين لواقعنا المؤلم، و التباكي على أمجاد الماضي.
نقلة نوعية أخيرة
هذه المشاركة بنتائجها يجب أن لا تمر مرور الكرام، ويجب على اتحاد السلة إعادة تقييمها بشكل علمي مدروس، ووضع خطة جديدة لإعداد منتخباته بشكل كامل، ووضعها على طاولة المكتب التنفيذي الذي بات مطالب بتوفير الدعم اللازم لسلة السورية، وخاصة المنتخبات الوطنية، وأن يبذخ عليها من أجل أن تحقق نتائج ايجابية في المشاركات المقبلة، وغير ذلك فيجب العمل على الاعتذار بالمشاركة في أي بطولة في الفترة المقبلة، والاكتفاء بإقامة بطولات سلة 3/3 لا أكثر.
لغة الأرقام
خسر منتخبنا في مباراته الافتتاحية أمام الأردن (63-86) وخسر أمام منتخب إيران بفارق ثلاثين نقطة(63-93)وأمام لبنان(79-90) وأمام العراق(61-84) ليحل بالمركز الخامس، فيما تأهل للنهائيات الأسيوية منتخب إيران الذي نال لقب غرب آسيا دون أي خسارة يليه بمركز الوصافة منتخب الأردن، وحل ثالثاً منتخب العراق، وجاء المنتخب اللبناني بالمركز الرابع.