مع اقتراب الموسم الكروي الجديد، يطرح واقع أنديتنا أسئلة قديمة متجددة نرى أنه من الضروري إعادة طرحها والتذكير بها، لعل..!
سنتطرق هنا لحالتين تنطوي كل منهما على دلالات تتقاطع أو تتشابه مع حالات أخرى على مستوى العمل الإداري والفني، مع التذكير دائماً بأن المشكلة المادية التي تشترك فيها معظم أنديتنا تشكل هاجساً ضاغطاً ودائماً على الإدارات.
المتأمل اليوم في حال نادي الاتحاد يرى العجب العجاب! فبعد الحالة القلقة جداً، تسلم الإدارة طاقم عمل اللاعب السابق محمد عفش فكان الفوز اللافت بكأس الاتحاد الآسيوي، لكن الفريق أخفق في عبور الدور الأول عندما دافع عن اللقب.. ثم عاد إلى توازنه وفاز بلقب كأس الجمهورية، ثم بلقب دورة نادي الجزيرة الإماراتي.. وكأن هذه (الإنجازات) قد ذهبت بتوازن البعض فأسكرته فرحاً، ومنحته ثقة مفرطة تجاوزت حدود المنطق في الرؤية والتعامل أحياناً.. فيما تزايدت الضغوطات على الإدارة من جهات مختلفة فكانت الاستقالة المعلقة فعلاً ينطوي على نوع من رد الفعل والكبرياء؟! وبقي السؤال الأساسي والضروري حول مصلحة النادي معلقاً، وكأن جميع الأطراف المعنية تتجنب أو تتجاهل مواجهته الحقيقية بسبب مصالح شخصية أو أهواء عابرة أو مشاعر غير مبررة..
وعلى ضفة أخرى يقف فريق نادي الشرطة بكامل نجومه ومنذ الموسم الماضي أمام امتحان في غاية الدقة والصعوبة، فعشاقه كانوا يراهنون مع مطلع الموسم الفائت على تحليقه، لكن مرحلة الذهاب لم تكن (ناصعة) بل أكثر من ذلك كانت مخيبة نوعاً ما قياساً لهذه الكتيبة المدججة بالنجوم.. وحتى الصحوة المتأخرة والفوز بلقب الدورة التصنيفية لم يعكسا تحسناً بالمستوى، بل تجددت الأسئلة القلقة، وجاءت دورة تشرين الكروية لتضيف قلقاً جديداً بغض النظر عن التبريرات والغيابات التي تحدثوا عنها، من منطلق أن الفرق المشاركة كانت شبه غائبة أو متوقفة عن التدريب عكس فريق الشرطة..!
والسؤال: هل تكمن المشكلة في عمل الإدارة المستقرة غير المنظور؟ أم إن المشكلة فنية تتعلق بتغيير الجهاز الفني وما رافق ذلك من عدم استقرار؟ وربما هناك مشكلات أخرى شبه مخفية؟
في الحالتين السابقتين وفي حالات أخرى، يفرض السؤال الأساسي نفسه عن مصلحة النادي وضرورة الدفاع عنها، والحفاظ عليها من قبل أي إدارة، وهل تعتبر مصلحة النادي فوق المصالح والأهواء الشخصية لأفراد عابرين؟ أم إن الخبرة والإمكانيات وصلتا حداً من الضعف يجعل هذه المعاناة واقعاً لا مفر منه؟
gh_shamma@yahoo.com
غســـــان شــــــمه