الحسكة – دحّام السلطان:أنجزت كرة الجزيرة على المستوى الشخصي ما هو مطلوب منها بنجاح بعد أن دخل أبناء البيت لفئة الشباب إلى جانب إخوانهم الرجال ونجحوا في الاختبار الفنّي التمهيدي الأوّل
للفريق الذي بدأت مرحلة السبر الحقيقيّة له مع انطلاقة دورة تشرين الكرويّة عصر يوم السبت الماضي عندما خاض الفريق أولى اللقاءات في البطولة مع أخضر الشهباء الحرّية العائد حديثاً إلى دوري المحترفين ، وثانيها مع جبلة ، وثالثها مع تشرين ، ورابعها مساء هذا اليوم مع ثاني فرق المجموعة الثانية التي تأهّلت معه إلى الدور نصف النهائي ، ومن هنا فإنّ عمليّة المشاركة قد وجدها الجزراويّون مناسبة مهمّة للوقوف على
جاهزيّة الفريق الذي أنهى فترة الشهرين ونصف من الساعات التدريبيّة في الملعب بإشراف المدرّبين المحليين لوسيان داوي ومصعب محمّد ووليد الدقر ، وتابع ذلك قبل نحو أسبوعين مع المدرّب الجديد للفريق محمّد جمعة الذي أعلن بصيغة ( الرهان والتحدّي ) عن تفاؤله برجاله ( الشباب ) خلال فترة وجوده معهم في الملعب على مدار الأيام التدريبيّة الماضية ، وقال بأن نسبة الاختيار منهم قد وصلت إلى موقع ٍ متّقدّم ٍ ليكونوا عماداً للفريق خلال الموسم الكروي المقبل ..
نقطة من أوّل السطر ..
المجموعة الحالية التي سافرت إلى اللاذقية وقوام طاقمها تسعة عشر لاعباً فقط ، ومعظمهم من فريق الشباب ومن االوافدين الجدد إلى الجزيرة للاختبار بالإضافة إلى بدلاء الموسم الماضي ، وهم من شارك في المباريات المحدّدة للفريق وكانوا العماد له في الدورة ، وبنى ِالجمعة محمّد على ذلك استراتيجته بدأها بنقطة من أوّل السطر والتي بيّن في مطلعها إعجابه بالمواهب الواعدة التي ترفّعت إلى سن الرجال في النادي بوجود المخضرمين معهم من لاعبي الخبرة ، وتابع في حديثه الذي لمسنا في تفاصيله الارتياح الكامل منذ أن جاء للعمل في نادي الجزيرة ، حيث قال بأن الأجواء مريحة ومهيأة للعمل بالشكل المطلوب في النادي ، والجميع المُلازم للفريق متفانياً بكل ِّ شيء ويعرف ما له وما عليه ، وأضاف بأن المشاركة في دورة تشرين الكرويّة كانت مناسبة مهمّة لاختبار المجموعة النهائيّة للفريق الذي قطع مشواراً مُتميّزاً من الالتزام في الملعب ، وانعكس ذلك من خلال حضوره ووجوده على أرض الواقع في اللاذقيّة ، بعد أن ارتسمت الملامح النهائيّة له من خلال سير المباريات التي خاضها الفريق ، وبها سيتمُّ الوقوف النهائي على التشكيلة ما قبل الأخيرة للفريق قبل التعاقد مع محترفين من مستوى الكبار ، والتي سينضمُّ إليها لاعبي الشباب إضافة إلى الذين لم يحالفهم حظ المشاركة مع الفريق خلال الدوري الماضي لأنّهم أخذوا اليوم أكبر قدرٍ ممكن من فرص المشاركة مع المجموعة الحاليّة التي ستكون بها مدى جودتهم الفنيّة في النهاية على رأي الجمعة ، وبالرغم من أن المجموعة التي مثّلت الجزيرة في الدور الأوّل من بطولة تشرين الكرويّة قد غاب عنها كلٍّ من قائد الفريق عبد الله السلمان و ( عتاقي ) الفريق يونس سليمان وجومرد موسى ( الذي وقّع للجهاد ) وإدريس درويش وعلي الهلامي وعماد عيسى الذين لم يتم تسوية التزامهم الفعلي مع النادي بعد ، ومع ذلك فإن الجمعة لم يكترث لذلك وصمّمَّ على أن يقبل التحدّي بصغاره وبوافديه الجدد وبعدد ٍ قليل من قدامى الفريق ، لأنّه كان قد أعلن للموقف الرياضي سابقاً بأنه قد اجتاز نسبة الـ ( 90 % ) من اختيار رجاله الذين سيكونون عماد الجزيرة في الدوري المقبل ..!!
صلب الموضوع ..
تابع الجزراويّون اليوم تفاصيل وجود الفريق في اللاذقية بدقة ، ولم يستغرب الكثيرون منهم وصول الفريق إلى الدور الثاني من البطولة وإن كان قد دخله من أوسع الأبواب بالإضافة إلى ارتفاع مستوى منسوب خطه البياني بهذا الشكل في المنافسة على إحدى بطاقتي الدور ما قبل الأخير المؤهّل للذهب ، بعد أن تصدّر مجموعته بتعادلين إيجابيين مع حريّة الشهباء وبحّارة تشرين وبفوز عريض على نوارس جبلة بالثلاثة ، وعللوا ذلك بقولهم على أن الجزيرة هو أكثر الفرق استعداداً وتحضيراً من الفرق التي نافسته ، إضافة إلى أن الحرية قد صعد حديثاً إلى دوري المحترفين ولم يتمكّن الفريق من تقاسم النقاط معه إلا في الرمق الأخير من اللقاء ، وهذا الأمر ينطبق على جبلة الذي لا يزال من ضمن عداد الدرجة الثانية ، والأهم من ذلك كلّه والذي ظهر على الفريق حماس واندفاع الشباب الذين كان كل واحد منهم يبحث له عن مكان لوضع قدم له بين النجوم بعد أن يثبت جدارته في الدورة ، إضافة إلى تواضع مستوى الفرق بشكل ٍ عام نتيجة لعدم تحضيرها بالشكل المناسب لفريق يخوض مباريات وإن كانت ودّيّة ..!! ولكن الأهم من ذلك وعلى لسانهم وهذا صلب الموضوع الذي يسأل ويبحث عن الإجابة ، هل حقّاً أن الجزيرة سيخوض الدوري بهذه المجموعة التي شاركت بدورة اللاذقيّة الودّية ، ويبقى وضع الكبار في الفريق ( لا مُعلّقاً ولا مطلّقاً ) ، وسيؤثرون جميعهم الرحيل كما فعل النجم الأول في الفريق جومرد موسى عندما التزم مع ناديه الأم الجهاد وطلّق الجزيرة ..؟ وهل سينطبق الأمر ذاته بالنسبة لعبد الله السلمان ويونس سليمان الذين سمعنا بأنّه ، ومن الوسط القريب منهم أن رياح الهجرة للرحيل عن النادي قد باتت تطرق أبوابهم ..!؟ وهل حقيقة التعاقد مع مدافع كرة الفتوّة السابق الديري الأصل إبراهيم العبد الله ( وهم في وهم ) وحقيقة ارتباطه مع الجزيرة ( كلام في كلام ) ، فلماذا لم يُسافر مع الفريق إلى اللاذقية إذاً على حدِّ تعبيرهم ..!!
خصــم الكــلام ..
نحن لا نشكك بقدرات لجنة الجزيرة المؤقّتة القائمة على العمل ومدى الجودة الإداريّة لعدد ٍ قليل منها ، ولكن الشارع الرياضي والوسط الكروي كلّه على يقين بأن واحد أو اثنين يعمل أو يُجيد العمل ، والباقي من الموجودين لا يتعدّى دوره إلا للتوقيع على المحاضر والبروظة والتعربش بقضايا من صلب أساسيّات الرياضة هي بعيدة عنه وبعيد عنها ، ولا يعرف منها حتّى اسمها ..!! فإن كان الفريق الذي سافر إلى اللاذقية بسلفة ماليّة من فرع الاتحاد الرياضي بعد أن وضعهم النادي ( بخانة اليك ) والكلام لرئيس الفرع السيّد مصطفى شاكردي ، وبأنّه لا يمتلك من الرصيد في ( القاصة ) العائدة له إلا مبلغ ( 3 ) آلاف ليرة سوريّة فقط ، وإنّه كان قد قدّم كتاب اعتذار إلى إدارة تشرين عن المشاركة في الدورة ، ومن ثمَّ اتبعها بمبلغ / 300 / ألف ليرة سوريّة فوق ( سلفة ) فرع الاتحاد الرياضي من مستثمر البستان العائدة ملكيته للنادي ، وبالتالي إن كانت الإدارة مجتمعة عاجزة عن تأمين أجرة الطريق للفريق إلى اللاذقية فكيف ستقود الفريق في الدوري ..!؟ بالرغم من أن الإقامة مجانيّة هناك على البحر في فندق ( أربع نجوم ) ؟.