العالم كله كان ومازال يتغنى ويترنم بصاحب القدم اليسرى الطرشاء التي لا تضل طريق المرمى وتجعل حراس المرمى في حيرة من أمرهم،
اللاعب الإعجازي الراحل المجري فرنس بوشكاش الهداف التاريخي للاعبي أوروبا على صعيد المنتخب بواقع أربعة وثمانين هدفاً خلال خمس وثمانين مباراة دولية.
بوشكاش أفضل لاعبي المجر في حقبتهم الذهبية والذي قضى قبل خمسة أعوام، له تاريخ مجيد مع أمجد الأندية الأوروبية وأسلسها في الخمسينيات والستينيات ريال مدريد، ففي موسم 1959/1960 سجل تسعة وأربعين هدفاً بالتمام والكمال، ولم يكن أحد يتوقع أو يدور في خلده أن يتحطم هذا الرقم الخرافي يوماً ما، فكيف إذا تحطم من لاعبين اثنين في موسم واحد؟
الفتى الأرجنتيني ليونيل ميسي ألغى رقم بوشكاش بوصوله للهدف الثاني والخمسين ومازال يطمح للمزيد رغم فوزه بلقب هداف الشامبيونز ليغ نظرياً وبلقب هداف كأس السوبر وأحد هدافين لكأس الملك ومنافساً دائماً على لقب هداف الليغا، لكن الرهان هذه الأيام والسؤال المشروع: هل يغامر به المدرب غوارديولا وهو بأمس الحاجة له في نهائي الشامبيونز في الثامن والعشرين من أيار الجاري أم سيزج به عند الحاجة فقط؟
الساحر البرتغالي كريستيانو رونالدو وصل للهدف التاسع والأربعين ولسان حاله يقول: مازالت هناك أهداف مرحلية لم تتحقق، فالفوز بجائزة الحذاء الذهبي والكرة الذهبية مازال سجالاً مع ميسي منافسه المباشر إن لم يكن الأوحد.
عندما سجل رونالدو هدف نهائي الكأس قبل أربعة وعشرين يوماً، منقذاً موسم الريال في الموسم الأول للمدرب مورينيو كان للهدف نكهة خاصة لكونه بمرمى برشلونة أولاً، حيث متعة الهدف لا تضاهيها متعة، ولأنه تفوق على منافسه ميسي في تلك الليلة الاستثنائية من جهة ثانية، ويوم السبت الفائت زاد من دواعي سروره تسجيله الهاتريك الشخصي الخامس هذا الموسم منتزعاً صدارة الهدافين من الفتى الأرجنتيني، وزادها بهاتريك سادس معادلاً رقم الأسطورة بوشكاش الهداف التاريخي للملكي في موسم واحد.
المطلوب الآن هدف واحد خلال مباراتين وهذا قيد التحقيق نظرياً، استناداً إلى أن لاعبي الريال همهم واهتمامهم تخديم رونالدو عله يحقق مبتغاه وحرمان ميسي من الفوز بلقب الهداف لأربع بطولات في موسم واحد، وهذه فرحة مكنونة لجماهير الملكي التي تعتبر الموسم مخيباً بشكل عام، مع علمنا علم اليقين أن الريال صدم بخصم تنطبق عليه مقولة فريق العصر قولاً وفعلاً.
محمود قرقورا