للأسف!! فرصة أخرى وجديدة ضيعها منتخب الناشئين على بعض الذين كانوا يستعدون للدخول تحت دوائر الأضواء الإعلامية المختلفة للتباهي بما حققوه، فيما لو حققوا شيئاً ولكن وللأسف، وهذه المرة أكثر مرارة، فقد كان خروج منتخبنا المونديالي حزيناً ولاسيما بحق لاعبي المنتخب أولاً… وهي خيبة أخرى تضاف إلى ماسبق فتصبح نوعاً ما
أربعة من خمسة على أمل أن يغير منتخب الرجال شيئاً من الصورة الأخيرة المطبوعة في ذاكرة الجميع..!
المؤلم في هذا الفشل هو الشعور الذي تولد لدى الجميع بأن ثمة إمكانيات واضحة لدى عدد من اللاعبين كان من الممكن أن نستفيد منها بشكل أفضل ، إلا أن الجهود الناقصة والمرتبكة وماتراكم من مصالح شخصية جعلت كل مافعله المنتخب واللاعبون والجهاز الفني- الذي كان ينقصه الكثير- تذهب هباء وتأخذ معها بقايا أوهام كانت تدغدغ قلوبنا.
ليست الخسارة وحدها ماكان مؤلماً في مواجهة الخصم الفرنسي، إذا اعتبرنا أن حضورنا كان أفضل في السابقتين، بل كل التفاصيل بدءاً من الضياع في خطوط المنتخب كلها مروراً بالسذاجة الواضحة في مواجهة الخصم الذي تميز بالبراعة والفكر التكتيكي العالي والناضج قياساً بما كنا نشاهده من لاعبينا ومن جهازنا الفني الذي كان شبه غائب عن الفعل والفاعلية..
عودوا إلى المباراة قليلاً وتذكروا كيف كانت معظم المواجهات الفردية تنتهي بتفوق اللاعب الفرنسي، وكيف كان تحرك لاعبي المنتخب الخصم بكرة ومن دون كرة وكيفية توضع اللاعبين داخل المستطيل الأخضر وكيف كانت تحركات المجموع مقابل تكتل لاعبينا، أو تحركهم غير الناضج..
اعذرونا فنحن ندرك أن منتخبنا هو المنتخب العربي الوحيد الذي حضر في هذا المونديال وهو أمر محسوب لكنه غير كاف… ونحن إذا كنا نقسو على المنتخب فإننا ندرك أنه لايتحمل المسؤولية الأولى في هذه الحال بل القائمون على مسيرته التحضيرية التي تعد نموذجاً لحال التخبط والمصالح الشخصية التي ضربت عرض الحائط بكل نقد وحديث مقابل الإصرار على تنفيذ البعض لوجهة نظره أو مصالحه أو تفضيل علاقاته على المنطق والعقل، وفوق ذلك التقصير الفاضح في تأمين مباريات ودية أو معسكرات بالمستوى الذي يناسب هذه المشاركة..
إذا ليست العبرة في الكم الذي كنا نتباهى به ونطلق التصريحات النارية في مشاركتنا وتحضيراتنا حتى ظن البعض أن الحلم بات قاب قوسين أو أدنى لتحقيق إنجازات خارقة فكانت الخيبة مريرة تعكس ماوصلنا إليه من واقع..!!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com