متابعة- مهند الحسني:الاحتراف في الألعاب الرياضية وخاصة في بلدنا أصبح واقعاً ملموساً ومطلبا ملحاً لابد من تطبيقه، ولم يعد نزوة ارتفعت حرارتها فجأة كرد فعل على الكثير من السلبيات التي تتخبط فيها الأندية، وكذلك
اللاعبون وخاصة بغياب العلاقة التبادلية الصحيحة بين الأطراف، وفقدان الناظم العادل والمرجعية التي تحكم الحركة الرياضية وأبطالها بالشكل السليم.
تعديلات جديدة ولكن
سحابة من التفاؤل أتت مع قرارات وتعديلات نظام الاحتراف الأخيرة، المتفائلون توقعونها ممطرة والمتشائمون توقعونها مرعدة مبرقة دون مطر، وحيث أني اشتقت إلى التفاؤل فسوف أقف مع الفريق الأول لكن ذلك لن يدفعني إلى التصفيق بل إلى الدعوة بعدما غدا التصفيق صفعاً للمنطق السليم، وكي لا يفهمني أحد بشكل خاطئ، كوني أرغب في الدعوة على التصفيق من أجل أن تكتمل العملية الاحترافية بكافة تفاصيلها دون تغييب أي حلقة، لأن الاحتراف عملية تطويرية شاملة لا يمكن أن تتجزأ، لكن يبدو أن التعديلات الأخيرة ورغم أهميتها قد نسيت أو تناست أن واقع أندية وبالتحديد المالي لا يبشر بالخير باستثناء بعض الأندية التي لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، فيما باقي الأندية مازالت تلهث وراء هبة من هنا ومعونة من هناك، وكأننا في جمعية خيرية( ولله يا محسنين)الأمر الذي يجعلنا إلى أن نضطر إلى التباكي على أيام تخلفنا السلوي، عندما كنا نركض بأقدام هاوية وراء كرة لا تملك من مقومات حضورها أكثر من الهواء الذي يحشو جوفها والحب الذي يكنه لها أبناؤها.
تراجع مخيف
أولى ثمرات هذا الاحتراف تراجعنا المخيف على صعيد المنتخبات الوطنية، فبعدما كانت منتخباتنا في مقدمة البطولات والمحافل العربية والقارية وكانت رقماً صعباً في أي بطولة ويحسب لها ألف حساب، باتت منتخباتنا بفضل احترافنا الأعرج الذي ما زال يطبع بصماته دون حضور يحسب حسابه اذ باتت تقريبا جميع المنتخبات تتغلب عليه، وبات التأهل للنهائيات الأسيوية حلماً وانجازاً نتمناه، وأكبر مثال خروجنا المؤلم من تصفيات غرب أسيا الأخيرة التي جرت بالأردن، وخسارتنا القاسية والمريرة أمام فلسطين والتي كانت السبب الرئاسي في خيبتنا السلوية الأخيرة، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الوضع الحالي لمنتخباتنا الوطنية لا يمكن أن يدعو للتفاؤل في ظل الإمكانات المادية الشحيحة التي مازالت تقف في وجه تحضيرات منتخبات السلة، لذلك لابد من البحث عن سبل جديد وكفيلة بإحداث نقلة نوعية في إعداد منتخباتنا بعيداً عن المعسكرات الروتينية التي تقام قبل البطولة بشهر أو أكثر والتي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع.
صلاحية اللاعبين
كم أتمنى لو أن لجنة الاحتراف العليا لديها مديرية مماثلة لمديرية المواصفات والمعايير الموجودة في وزارة الاقتصاد، التي تنحصر مهمتها في بيان مطابقة المنتج للمواصفات المطلوبة وعدم انتهاء الصلاحية، فلو كان لديها مثل هذه المديرية لمنعت عدد كبير من طواويس سلتنا من المشاركة مع أنديتهم بعد أن تحولوا إلى طفيليات على فرقهم بعد أن ثبت انتهاء مدة صلاحيتهم وبأن بقاءهم في الصالات لجمع الدراهم ليس إلا، وبأن سطوتهم وواسطتهم هي المبرر الوحيد لبقائهم ضمن فرقهم، ويعود ذلك إلى الاحتراف الذي حوّل اللاعب إلى موظف يقبض راتبه مع بداية كل شهر دون أن يعرف ماله وما عليه سوى ملء الجيوب.
خلاصة
تجبرنا هذه الأحداث الدراماتيكية وتفاصيل يوميات احتراف سلتنا على تجديد وتأكيد مقولة أن خياط ثوب الاحتراف لم يكن معلماً فهو أجبرنا على ارتداء الثوب الفضفاض بمقاسات كبيرة.