دير الزور- أحمد عيادة:وحدثت القارعة.. وسقط أزرق الدير لأول مرة هذا الموسم فوق ميدانه العصي.. أو الذي كان عصياً- سقط بفخ التعادل السلبي أمام نواعير حماة ملعب الدير شهد فوزاً مستمراً للفتوة ولا
نعرف ما ستؤول إليه مباراة أمس لكن لنعترف.. جاء وقت السقوط… وله أسبابه ومسبباته.. الفتوة دخل المباراة فاقداً أهم عناصره ألا وهو الجمهور الأزرق العاشق المتيم والمجنون.. بعد أن أصر القائمون على اللعبة في الفيحاء لسماع أصوات بعض«..» الذين حضروا مباراة دمشق مع الوحدة وقاموا برمي المنصة الرئيسية
بالحجارة والعلب الفارغة احتجاجاً على التحكيم لا يهمنا الحادثة التي مضى عليها أكثر من أسبوعين لكن ما يهمنا ويهم جمهورنا وهذه مهما طالت تبقى بالقلب وهي تعامل اتحاد الكرة كالعادة بمكيالين فبعد أن سبق العفو عن أندية الاتحاد وتشرين وحطين إثر أحداث أعنف بكثير مما حدث بالعباسيين رغم اعترافنا بعدم قبوله بل واستنكاره جملة وتفصيلاً لكن هل تساءل اتحاد كرتنا الموقر عن أسباب هذا إنه ردة فعل على قرارات الحكم المتسرعة وغير المنصفة والذي لم نسمع أن اتحاد الكرة قد عاقبه أو ساءله رغم أن نائب رئيس الاتحاد اعترف بعظمة لسانه بأخطاء الحكم الواضحة ببرنامج تلفزيوني المهم أن نادي الفتوة نفذ العقوبة وخسر 500 ألف والأهم خسارته لنقطتين قد يدفع ثمنها غالياً…
وبالعودة إلى حديث السقوط الذي لم يكن ليحدث صدقاً لولا غياب الجمهور الذي أثبت أنه اللاعب الأساسي في التشكيلة الزرقاء ولولاه لما كان الفتوة أن يفوز في مبارياته السابقة وليعذرنا الجميع على صراحتنا.. لأن ما قدمه الفريق في تلك المباراة بغياب الجمهور كان مخجلاً للغاية ولم نكن نشعر أن الفتوة يلعب على أرضه/حتى وإن حقق الفوز أمس على الجزيرة/لكن دعونا نتحدث بصراحةونقول لولا رغبة النواعير الواضحة بالحصول على نقطة التعادل منذ البداية لكان للفضيحة كلام أكبر..
حقيقة السقوط
دعونا نحلل تلك المباراة من خلال مشاهدتنا لها ومن خلال تقاطع عدة آراء من خبراء في اللعبة كانوا يحضرون المباراة وعلى مبدأ اسألوا أهل العلم إن كنتم لا تعلمون وحتى لا يزاود علينا أحد بأنكم لا تستطيعوا التحليل وهذه ليست من أعمالكم فقد سألنا خبراء معترف بهم من أهل العلم الكروي ومن تابع أداء الجوقة الزرقاء دون جمهورها لن يستغرب هذا الكلام.. فبعد تسعة أشهر من التحضير والتدريب لم تكن للفريق صورة أو هوية واضحة لم يكن هنالك انسجام ولم يكن هنالك أي أثر للعب الجماعي..
حراسة المرمى سنتركها لأن الحارس فاتح العمر لم يختبر سوى في مرات قليلة نجح بها إلى حد بعيد أما خط الدفاع الذي لعب فيه الهمشري ومرعي والهزاع والنوارة فقد بدا ضعيفاً مترهلاً عابه البطء الشديد وقلة التجانس بين عناصره ورغم لمحات الهمشري واعترافنا أنه قدم ما عليه وهو يستحق الشكر لكن الابتعاد الطويل للنوارة أثر على عطائه فبدا بعيداً عن مستواه المعروف أما الهزاع فقد كان ضائعاً لا يعرف ماذا يريد وقد يكون معذوراً على اعتبار أنه لعب بأكثر من مركز خلال المباراة..ووحده مرعي العبد الله كان ممتازاً وبتمركز صحيح لولا أن يتسرع قليلاً في تسليم الكرة وهو بحاجة للمزيد من الثقة بالنفس في هذا المجال..
خط الوسط وهو مشكلة المشاكل في الفريق ومثله المجرمشين الكبير والصغير وكنيص والبرازيلي سيلفا وقد كان هذا الخط ثغرة واضحة في تشكيل الفريق وبدا ذلك من خلال الاعتماد المتكرر على الكرات العالية والطويلة التي أراحت حارس النواعير أو من خلال الأداء الفردي لسليفا وكنيص ووحده المجرمش الكبير ظهر بصورة مقبولة نوعاً ما بينما كان المجرمش الصغير متسرعاً وشارداً..؟! وقد دخل خلال مجريات المباراة على هذا الخط كلاً من يوسف فوزي والذي ظهر بحالة بدنية متوسطة على اعتبار أنه ما يزال يعاني من إصابة لا نعرف متى يشفى نهائياً منها ودخل نصر الله محيميد الذي يلعب كمهاجم وكان من المستغرب أقحامه على الناحية اليسرى التي لم يود فيه نصف إمكانياته الحقيقية…؟!
خط الهجوم ياسادةوالذي تمثل بالسومة وماريو لم يكن هجوماً بالمعنى الحقيقي بعد أن نام المهاجمون بأحضان خصومهم.. فالسومة أرهق بسبب الكرات الطويلة وعدم المساندة الحقيقية للاعبي الوسط…
وماريو كان لا صفعة ولا نفعة ولم ينفع خروجه من الميدان بشيء يذكر لأن الذي ضرب ضرب والذي هرب هرب بينما كانت مشاركة الخاووج ناعمة تماماً لم تزد على إمكانيات وعطاء الفريق بشيء.. المباراة انتهت وفق ما هو مخطط لها نواعيرياً وسط حسرة كبيرة شاهدناها على وجوه كل من التقينا بهم من أنصار الأزرق وهم يعلنون دخول فريقهم رسمياً دائرة الخطر خاصة إذا بقيت الأمور على ما هي عليه إدارياً وفنياً؟! لكن التساؤل كان جاهزاً عن استمرار غياب بعض العناصر وحول جدوى البقاء لماريو وغيره وهنا كان الرد سريعاً من المدرب هشام خلف الذي أعلن ابعاد ماريو خيراً بعد استنفاذ جميع الفرص التي أعطيت له… لكن ألا ترون معي أن إبعاده كان متأخراًجداً.