عندما خرجت الأرجنتين من ربع نهائي المونديال الفائت دون بصمة لساحر المستديرة هذه الأيام ليونيل ميسي ظن الجميع أن بريقه سيخف عما كان عليه،
لكن حقيقة الملعب كانت عكس ذلك منذ مباراتي السوبر اللتين أحرز خلالهما ثلاثة أهداف
مطلع الموسم الإسباني.
الكثيرون في العالم جنحوا للمقارنة مراراً بينه وبين بيليه ومارادونا، وإذا كانت هذه
المقارنة غير جائزة من زاوية التألق الدولي لمصلحة لاعبي القرن العشرين فإنها جائزة
على صعيد الأندية، بل يمتلك ميسي ميزة معرفة طريقه للمرمى بأقصر الطرق أكثر من
الاثنين.
السبت الفائت دخل ميسي لدقائق معدودة ضد أوساسونا وسجل هدفاً حكايته مختلفة
عن غيره، إذ إنه حمل الرقم خمسين قبل شهر من انتهاء الموسم الكروي ، والرقم له
دلالات إذ تخطى من خلاله الأسطورة العالمية بوشكاش صاحب القدم اليسرى الطرشاء
التي لاتضل المرمى ومعلوم أن بوشكاش سجل للملكي المدريدي 49 هدفاً موسم
1959/1960 .
يمتاز ميسي بأنه يمتاز بصناعته للأهداف وحسن ممارسته دور اللاعب الخفي فضلاً عن
امتلاكه الحلول الفردية من أكثر من رؤية، لكن تبقى لغة الهدف هي العلامة البارزة
ففي الدوري يتصدر قائمة الهدافين بواحد وثلاثين هدفاً من ثلاثين مباراة!.
وفي الكأس سجل سبعة أهداف من ست مباريات توجته هدافاً للمسابقة إلى جانب
رونالدو.
وفي الشامبيونز سجل حتى الآن احد عشر هدفا خلال إحدى عشرة مباراة كأقرب
اللاعبين للفوز بلقب الهداف!
حقيقة الرقم مذهلة لمتابعها فكيف إذا كانت مرشحة للزيادة؟
باختصار ميسي أكثر من مجرد لاعب مؤثر هداف فهو لاعب العصر ورمز الشكل
الجميل لكرة القدم في زمن قل فيه الجمال وجنح فيه المدربون للنتيجة على حساب
الأداء.
محمود قرقورا