متابعة -أنور الجرادات: لست أعني هنا تلك المنشطات المحرمة التي يتعطاها الرياضي لكي يزيد من قدرته ويرفع قوته ويجعل أداءه أفضل وأعلى، ومثل هذه النوعية من المنشطات في الأساس عقاقير طبية
يتم إعدادها بشكل معملي لكي تحقق آثاراً ونتائج غيرمشروعة ولاأخلاقية وهي محرمة وممنوعة دولياً، ولكن المنشطات التي أعنيها ليست من تلك النوعية فهي تخرج تماماً عن قائمة العقاقير الطبية، وهي ليست شيئاً يتعاطاها لاعــب الكرة إنما هي أسلوب غريب ومضحـــك وهي لاتؤخد عن طريق الحقن ولامن خلال الأقراص أوأي شكل من الأشكال المتعارف عليها طبياً …!
المنشطات التي أتحدث عنها تؤخذ عن طريق اليد وهي مبالغ من المال يتم رصدها لهذا الفريق أو ذاك من إدارات الأندية التي تتبعها هذه الفرق ويتم الوعد بها أوحتى توزيعها في مراحل معينة من المنافسة في البطولات والهدف منها تحفيز اللاعبين على تحقيق نتائج بعينها أتحدث هنا عن مكافآت مالية ليس لها في الغالب نص بها أو اتفاق مسبق عليها والهدف منها خلق الدافع لدى اللاعبين للوصول إلى هدف بعينه وقد يكون السبب وراء التحفيز هو الحصول على لقب معين أوالفوز بمباراة بعينها أومحاولة النجاة من الهبوط من درجة معينة إلى درجة أخرى أدنى…!
ومن كثرة تعاطي مثل هذه المنشطات ولتكرار الحديث عنها والكتابة حولها باتت وكأنها أمر عادي ليس فيه أي شيء ولايستحق مجرد التوقف أوالاهتمام أوحتى التعليق ،وهي في الواقع مسألة مثيرة للدهشة والاستنكار أيضاً…!!
من المتعارف عليه عموماً أن حقوق اللاعبين تحكمها اتفاقات واضحة ومحددة فهناك عقود يتم توقيعها عند الانضمام إلى النادي لأول مرة أوعند تجديد التعاقد ويذهب كل الاهتمام دوماً من جانب كلا الطرفين الموقعين على هذا العقد إلى الجوانب المادية وهي في الغالب التي تستهلك الجزء الأكبر من المفاوضات وإلى جانب العقود هناك اللوائح التي تتحدد من خلالها فئات الرواتب الشهرية للاعبي الفريق والمكافآت التي يحصلون عليها عند الفوز بالمباريات أومكافآت إحراز البطولات ودون ذلك لايكون للاعب أي حقوق مالية عند ناديه ومايحدث أن هناك كثيراً من الأندية تقوم بتقديم وعود للاعبيها بالحصول على مكافآت جديدة لوفازوا في مباراة أوحققوا بطولة أوبقيوا في المسابقة وهو أمر لايمكن أن تجده في أي مكان آخر ولوأردنا أن نعرف السبب في ذلك لن نحتاج إلى التفكير طويلاً ولن نتعب كثيراً لأننا سنكتشف أن الموضوع له علاقة بالثقافة الكروية السائدة لأن المسألة تتعلق بدوافع اللاعبين ولوكان هناك من علم في الصغر كيف يلعب ليفوز دائماً؟ وكيف يمارس اللعبة بكل جهده وطاقته ؟ ماكان هناك احتياج إلى ممارسة مثل تلك الأساليب …
في كرة القدم الحقيقية لايدخر أحد ولوذرة من الطاقة المخزونة داخله ويتذكر اللاعب دوماً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ولاينتظر من أحد أن ينبهه إليها أبداً فقد تعلم أن يلعب كما ينبغي كل الوقت وهو يعلم تمام العلم أن الأساس هو البحث عن التفوق والوصول إلى الفوز دوماً دون أن يحتاج لمن يدفعه إليه ودون أن يلجأ معه للحوافز والمنشطات …!
اللاعب هنا أقرب إلى القطار الذي ينطلق صوب هدفه بسرعة معينة ولايتوقف إلاعند الوصول للمحطة النهائية بينما الأمر عندنا لايختلف إلا في كون القطار يتوقف كثيراً في هذه المحطة أوتلك لكي يتزود بالطاقة وهذا هو الفارق بين قطار تم إعداده لكي يقطع المسافة دون انتظار المنشط وبين قطار اعتاد أو أدمن الحصول على مايعينه على إكمال المسيرة …وشتان الفارق بينهما!!