الحسكة – دحّام السلطان : البداية التي انطلق معها فريق الجزيرة في المرحلة السابعة من الدوري أقنعت مساحة واسعة جدّاً من الشارع الرياضي
الجزراوي ، وشكلت ارتياحاً شبه عاماً عن الفريق الذي فاز على أرضه وأكرم وفادة ضيفه الطليعة بهدفين نظيفين يوم الثلاثاء الماضي والقبض على النقاط الثلاثة كاملة ، على الرغم من أن حالة الارتياح هذه قد تخللها القليل من الحذر من قبل بعض المختصين بكرة القدم الذين تابعوا اللقاء بمنطق وعقلانية وليس بعفويّة
عاطفيّة ، واستدلّوا على ذلك بأن جزيرتهم لم تختبر جميع خطوطها بالشكل الندّي المطلوب نتيجة لتواضع مستوى الضيوف على مدار شوطي اللقاء ، الأمر الذي ولّد حالة لغياب عنصر المفاجأة الذي قد تخبأه الأيّام للجزيرة ..!!
الحقيقة والتقليد ..!
حالة الاحتراف اليوم التي تعيشها كرة الجزيرة قد ترافقت معها حالات من التقليد الأجوف التي ينبغي الحذر منها لأنّها هي التي من تسيء إلى النادي بالدرجة الأولى ، كونها أصبحت تصدر من المحسوبين عليه وللأسف في هذا الزمان الغلط ، وباتت لا تعدُّ ولا تحصى قد صدّرتها رواسب الانحراف التي أحاطت بالنادي وبالفريق اليوم ، والذي أصبح مطيّة سهلة الركوب والعربشة لكل من هب ودبّ ، لدرجة أن من يتقن صنعة تركيب المساحيق والمنحّفات ، وطرق التجميل والشفط اليوم وقس على ذلك من الصناع والمخترعين والمبتكرين والمهرة قد بات منظّراً وخبيراً كرويّاً مخضرماً لا يشق له غبار ، و أبرع أفهم حتّى من مختصي كرة القدم أنفسهم الذين اعتزلوا الرياضة ورقدوا في بيوتهم ، وأصبح ذلك المنظّر يُحسن التعامل مع استشراف المستقبل ، ويمنح المواعظ حتى للموعظين أنفسهم ، لأنّه أصبح يظن نفسه واهماً بأنّه بارع باختلاق السفاسف والترّهات والقصص الصبيانيّة من صميم بنات أفكاره التي لا وجود لها من أصله ، لينجح أخيراً بالفوز بجائزة الذي يغرف بما لا يعرف ..!! ولنعود إلى الأهم من خلال التكرّيم الذي حصل عليه الفريق وكادره الفنّي والتدريبي والإداري من لجنة الجزيرة المؤقتة و لجنة أصدقاء النادي عشيّة الفوز على الضيف الطليعة بهدفين دون رد ، وذلك ضمن حفل عشاء . حيث نال كل لاعب من بيدر التكريم مبلغ ( 5500 ) ليرة سوريّة ، وقد تقاسم أطراف التكريم لجنة النادي ولجنة الأصدقاء مبلغ التكريم الكامل الذي بلغ ( 171500 ) ألف ليرة سوريّة ، فدفعت لجنة الجزيرة مبلغ ( 70 ) ألف ، ولجنة الأصدقاء مبلغ ( 90 ) ألف ، وتكفّل أحد المشجّعين الجزراويين متبرّعاً من حرِّ ماله بدفع ما تبقّى من المبلغ برقم ( 11500 ) ليرة سوريّة ، وهذه هي اللفتة الكريمة الحقيقيّة التي تستحق الذكر والشكر من أطراف معادلة رياضة الجزيرة التي ربطت الأقوال بالأفعال ، فكرّمت من يستحق التكريم ، وخلقت الحافز المطلوب والمنشود .