الدوحة – محمود قرقورا إذا غابت المفاجآت عن أي بطولة تكون جافة وجامدة ولا يكون صداها في الذاكرة قوياً، لأن المفاجآت تبقى ملح كرة القدم،
والمستديرة كما يقول المتيمون فيها علم غير صحيح.
البطولات الآسيوية السابقة لم تكن بمنأى عن المفاجآت غير أن مفاجآتها كانت قليلة مقارنة مع غيرها من البطولات، ومنتخبنا بالذات كان بطلاً في إحداها عندما هزم كوريا الجنوبية في نهائيات سنغافورة بتسديدة المدفعجي رضوان الشيخ حسن بعيدة المدى.
في البطولة الحالية أطلت المفاجآت برأسها وخصوصاً في المجموعة الثانية التي ضمت منتخبنا إل جانب اليابان والأردن والسعودية.
الأردن تجمع سبع نقاط كانت مرشحة لتكون تسعاً لو أنها حافظت على نظافة شباكها أمام الساموراي وتسجل في المباريات الثلاث مع تلقي هدفين فقط أحدهما في الوقت بدل الضائع.
لعمري هي حصيلة لا يراهن عليها أغبى المقامرين المتهورين مع الاحترام لمنتخب الأردن واجتهاده في البطولة.
السعودية بطلة آسيا ثلاث مرات وثاني القارة ثلاث مرات تخرج من الكرنفال من الباب الخلفي بثلاث هزائم ثمانية أهداف في مرماها مع رد واحد خجول، وتخرج قبل الهند، وتتلقى خسارة بالخمسة مع الرأفة أمام الساموراي رغم النفضة الشاملة على صعيد التدريب والقيادة الرياضية أثناء سير البطولة!
تلك هي أكاذيب لا يصدقها إلا من كان شاهداً على سيناريوهاتها، وأجمل عنوان قرأته في الصحف الخليجية بهذا الشأن: لا الجوهر ولا بيسيرو.. الأخضر ثابت على الزيرو.
المنتخب الياباني القادر على بعثرة أي دفاع مهما كان صلباً يكتفي بهدفين من لعب مفتوح بمرمى الأردن وسورية وعلى الجانب الآخر يدك شباك السعودية خمس مرات بلا رحمة ولا شفقة، فهذا رهان من نوع آخر لا أحد كان يجرؤ على خوض غماره!
ويبقى منتخبنا علامة فارقة في البطولة لعدم ثبات مستواه وكأن المباراة ضد السعودية كانت طفرة على حساب تواضع الأخضر، وإذا سلمنا جدلاً أن الحكم ظلمنا أمام اليابان، فإننا ظلمنا أنفسنا أمام الأردن التي لم تسرق الانتصار، بل أصرت عليه رغم أن التعادل كان يكفيها، والسبب ببساطة عقلية مدرب خبير بحث عن الفوز وآخر لم يقرأ المباراة في أحلك أوقاتها، مع قناعتنا بأن تيتا عمل ما عليه لكن الوقت القصير لم يسعفه ولا يمكن بحال من الأحوال إلقاء اللوم عليه.