حلب – عبد الرزاق بنانة :انتظر عشاق كرة الاتحاد طويلاً على أمل وصول لاعب محترف جديد يستطيع زيادة القوة الهجومية للفريق
على طريق المنافسة على البطولات ورغم خضوع أكثر من عشرين لاعباً من الأجانب ومن جنسيات مختلفة للاختبار فإن النتيجة في النهاية كانت واحدة وهي (عدم الصلاحية) .
لن نأتي بجديد عندما نتحدث عن الفشل في طريقة استقدام لاعبين لأنديتنا منذ دخول الاحتراف الى ملاعبنا فالتجارب والمعطيات أثبتت أن معظم المحترفين الأجانب الذين تم التعاقد معهم سجلوا عبئاً مالياً ثقيلاً على صناديق الأندية وصرفت عليهم ملايين الليرات ولم يكن هناك سوى عدد منهم لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة ممن يستحقون تلك المبالغ فيما كان البقية عالة على أنديتهم ولم يكونوا أفضل من لاعبينا المحليين ولو أن تلك المبالغ قد وضعت في مكانها الصحيح وصرفت على فرق القواعد وانتقاء الموهوبين والاعتناء بهم واستقدام مدربين قادرين على صقلهم وتنمية مواهبهم لكان حصاد أنديتنا أكبر وانعكاسه أفضل على مستوى الكرة السورية بشكل عام .
وما يدعونا للاستغراب وصول عدد من اللاعبين للاختبار وبدا أنهم لا يملكون المقومات ولا حتى المبادئ الأساسية ويظن أحدهم أنه خليفة مارادونا أو بيليه جديد في الملاعب حتى وصل الأمر بأحدهم لأن يخلع قميصه أثناء أدائه مباراة (تقسيمة) بين الفريق الواحد أثناء التدريب وبدأ يدور الملعب وكنا شاهدين على تلك الحالة وكأنه سجل هدفاً في مباراة نهائية على الحارس الكبير كاسياس . ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه كيف وصلت هذه الشريحة من اللاعبين على الرغم من أننا نعيش عصر الفضائيات والانترنت وجميع الأمور باتت واضحة كالشمس وهل تكفي ( C.V ) يعدها اللاعب بنفسه لتكون جسر العبور وعند الحقيقة ترى العجب !!.
للوقوف على حقيقة استقدام اللاعبين المحترفين الى أنديتنا .. كان للموقف الرياضي وقفة مع بعض المعنيين والبداية كانت مع المحامي علاء بركات عضو لجنة الاحتراف السابق في اتحاد كرة القدم فقال في السطور التالية :
يستقدم نادي الاتحاد لاعبيه الأجانب من خلال التواصل مع وكيل معتمد من الفيفا ويقيم في دولة الإمارات العربية بسبب عدم وجود معتمد رسمي في سورية ويكون بالطلب منه إرسال لاعب أو أكثر غير متعاقد مع أي نادي وهذه الفئة من اللاعبين تكون مستوياتهم الفنية غير معروفة والأندية في سورية عادة ما تطلب لاعبين غير معروفين وغير متعاقدين مع أندية لأنهم أرخص سعراً حيث أن اللاعب المعروف والذي له مشاركة في إحدى الدوريات المعروفة مرتبط بعقد ويحتاج الى موافقة ناديه ويطالب بمبالغ كبيرة لقاء وثيقة الاستغناء عنه والأندية في سورية تحكمها ضعف السيولة ويتم في بعض الأحيان التعاقد مع اللاعبين من خلال متابعات المدربين والكشافين كما حدث بالتعاقد مع اللاعب الفنزويلي غوميز والكاميروني أوتوبونغ والعاجي إبراهيم توريه وكان التعاقد معهم بناءً على توصية وتم دفع مبالغ دفعت لأنديتهم لقاء التنازل عنهم .
ويتابع المحامي بركات : اللاعب الجيد يساهم في رفع مستوى الدوري وزملائه اللاعبين بالفريق ومثل هذا اللاعب يحتاج الى مبالغ كبيرة جداً وهناك صعوبة كبيرة باستقدام مثل هذه النوعية من اللاعبين وعلى سبيل المثال تعاقد نادي المقاصة المصري مؤخراً مع لاعب من نادي الرجاء المغربي والمقابل كان /900/ ألف دولار ؟
الحكم الدولي السابق عبد الله الناصر الذي يعمل على استقدام اللاعبين المحترفين للدوري السوري حدد الأسباب بالتالي :
اتحاد كرة القدم هو المعني الأول بعدم وجود وكيل أعمال معتمد رسمي من الفيفا في سورية وهناك دراسة يقوم بها ولم تصدر بعد .
معظم أنديتنا فقيرة والاحتراف هو عالم المال والأندية بالوضع الحالي لا تستطيع أن تدفع سوى مبلغ من ( 30 -40 ) ألف دولار مع بعض الاستثناءات وهذه المبالغ لا يمكن الحصول من خلالها سوى على لاعب محترف لكنه مبتدئ وأحياناً وبالصدفة تحظى بعض الأندية بلاعب صغير يملك الموهبة كما هو الحال مع اللاعب ماديو كوناتي الذي لعب للاتحاد وفي الموسم الثاني ارتفع سعره الى /400/ ألف دولار تقريباً .
الشركات العالمية بدأت تغزو أفريقيا وفتحت أكاديميات لانتقاء المواهب وتدفع الأموال الكثيرة للوصول الى عدد من اللاعبين الموهوبين الذين يملكون إمكانية التطوير .
اللاعب العادي الذي يملك المشاركة في بعض الدوريات يطالب بمبلغ من /200-300/ ألف دولار .
يمكن تقسيم اللاعبين الموهوبين الى عدة فئات وأماكن توزعهم فالنخب الأول يحترف في أوربا في الأندية الكبيرة والنخب الثاني يحترف في أوربا مع أندية الدرجة الثانية والنخب الثالث يحترف في الخليج ومصر والمغرب العربي وأسعارهم تتجاوز /500/ ألف دولار والنخب الرابع يحترف في شرق آسيا أما النخبين الخامس والسادس فهم قادمون الى سورية وبعض الدول الأخرى وهذا التقسيم هو بشكل عام مع وجود بعض الاستثناءات .
وأخيراً نتمنى على اتحاد كرة القدم وهو المعني الأول بتطبيق قانون الاحتراف بوضع ضوابط أكثر صرامة وجدية في عملية التعاقد مع اللاعبين المحترفين والترخيص لمن يملك الخبرة لفتح مكتب معتمد من الفيفا تحت إشرافه المباشر أو إيقاف مشاركة اللاعبين المحترفين في الدوري السوري بهدف رفع مستوى اللاعب المحلي أولاً .