حلب – عبد الرزاق بنانة : على غير المتوقع لم يظهر فريق الاتحاد بالشكل المطلوب أمام فريق تشرين مع بداية انطلاق المرحلة الثانية لمرحلة الذهاب
من الدوري الكروي خاصة بعد التحضيرات المكثفة والتصريحات التي أكدت في معظمها على جاهزية الفريق الذي يستعد للقاء نادي السد القطري في مباراة التأهل لبطولة أندية آسيا .
الصدمة كانت كبيرة على جماهير القلعة الحمراء التي خرجت من استاد حلب الدولي بعد أن كانت تمني النفس بفوز كبير على بحارة تشرين لكن البطل الآسيوي قدم المباراة الأسوأ له بعدما كان متصدراً الدوري مناصفة مع الوثبة .
مدربان في مباراة واحدة
خلال المؤتمر الصحفي الذي أقامته إدارة نادي الاتحاد لتقديم مدربها الجديد البوسني قبل المباراة بأيام قليلة كان سؤال الموقف الرياضي واضحاً من سيقود الفريق مدرباً أمام تشرين فكان الرد من المدرب البوسني بأنه أشرف على تدريب الفريق لثلاثة تدريبات وشاهد له مباراتان وديتان بهدف تجريب اللاعبين الأجانب الجدد ، فيما كان رد رئس النادي بأنه من الظلم تكليف المدرب الجديد بالمباراة بعد مضي عدة أيام على وجوده وأشار رئيس النادي أن الإستراتيجية بالتحضير تسير بخطى جيدة وأنه لا توجد مشكلة في خط الهجوم . ومن خلال التدريبات التي جرت بإشراف المدرب الجديد تحضيراً للمباراة وتابعنا جزءاً منها رأينا أن هناك تغيير بالاستراتيجية المنهجية للفريق بحسب رؤية المدرب وكانت المفاجأة عندما شاهدنا المدرب يشرف على الفريق في الشوط الأول من مباراة تشرين فيما تراجع في الشوط الثاني تاركاً المجال للمدرب الوطني للإشراف على الفريق وكنا كما توقعت كل الخبرات الكروية أن نشاهد المدرب البوسني على المنصة الرئيسية ليتابع الفريق ويسجل ملاحظاته على أداء اللاعبين والتعرف على إمكانياتهم من خلال المباريات الرسمية خاصة وأن المدرب الوطني تابع نهج وأسلوب المدرب السابق في التدريب ومن خلال خطة اللعب والتكتيك وحتى في تشكيل الفريق منذ بداية مهامه مدرباً للفريق أمام الجزيرة وخلال مباريات الفريق في كأس الجمهورية والمباريات الودية حيث ظهر الوضع العام للفريق بشكل جيد .
تعددت الأسباب
من خلال ما تقدم نصل الى أن اللاعبين وقعوا تحت تأثير التشويش بالأفكار الفنية وخاصة خلال التدريبات الثلاثة للفريق بقيادة المدرب الجديد التي افتقدت الى نواحي عديدة أهمها عدم الإفصاح عن التكتيك الذي سيلعب به المدرب الجديد في المباراة بالإضافة الى اقتصار الحصص التدريبية بفترات زمنية قليلة لم تكن كافية حتى ليتعرف على اللاعبين والشيء الأهم في تواضع الأداء في هذه المباراة الثقة الزائدة من اللاعبين وكأنهم دخلوا المباراة مطمئنين للفوز وكان الفريق بحاجة لمهاجم هداف يجيد التسجيل وترجمة الفرص فيما بدا واضحاً عدم صلاحية اللاعبين الأجانب الكاميروني جود والسنغالي موشيد .
رأي حيادي
الخبرة الأكاديمية سمير عنجريني خريج معهد لايبزنغ الألماني تحدث عن المباراة قائلاً : الفريق الاتحادي وحسب تصريحات جهازه الفني كان جاهزاً للمباراة والاستمرار بالقمة لكنه بدا بلا هوية وبلا روح وفقد كل شيء بعد ربع ساعة من بداية المباراة والبداية من الحارس الذي يبدو أنه تآلف مع ارتكاب الأخطاء الى الجهة اليمنى المهترئة واليسرى الضعيفة مع رأس الحربة مع الاعتراف بأن اللاعب أحمد حج محمد كان الأفضل حركة وتمريراً . فطريقة اللعب كانت على الورق دون تنفيذ وكرات طويلة بلا معنى وأسلوب بدائي في التعامل مع ظروف المباراة . والفريق افتقد الى الروح العالية التي كان يمتاز بها سابقاً عن سائر فرق الدوري وكان خجولاً وديعاً . وما نأمله أن يستوعب اللاعبون الدرس ونحن في منتصف مرحلة الذهاب وما زال المشوار طويلاً وأن يقف الجهازين الفني والإداري عند الخلل ووضع الحلول الفنية بحيث يتجاوز الفريق هذه الكبوة ويعود كما كان يطلق عليه فريق الشياطين الحمر .
ثقة بالحلول
وأخيراً نحن على ثقة بأن رئيس النادي الذي قاد الفريق الى منصة التتويج في البطولة الآسيوية بخبرته وبجهود اللاعبين قادر على إيجاد الحل الأمثل لعملية الربط في الأفكار والخطط الفنية السابقة مع الأفكار الجديدة التي يحملها المدرب الجديد في جعبته في الوقت والزمان المناسبين .