قد يظن البعض أن الخروج العربي بالجملة من بطولة أمم أسيا الخامسة عشرة مفاجئاً لنا نحن الإعلاميين،
ولكن حقيقة الأمر ليست كذلك بل المفاجأة كانت ستتمثل بالوصول أبعد مما وصلت إليه، ومن الناحية المنطقية فإن عامل الأرض والجمهور كان وراء تأهل قطر وتراجع كوريا الشمالية وراء تأهل العراق، ويبقى تأهل الأردن تحصيل حاصل على حساب منتخبين عربيين هما سورية والسعودية.
اليابان: دخلت البطولة تمتلك مقومات الفريق البطل بغض النظر عما حدث وسيحدث، والحضور الدائم في المونديال منذ 1998 جاء نتيجة تخطيط عقود من الزمن، وفوزها علينا وعلى قطر رغم النقص العددي دليل على أنها قادرة على اللعب تحت أي ضغط، لذا فإن دخولها المربع الذهبي أدنى درجات المتوقع.
كوريا الجنوبية: ضيف المونديال الدائم منذ 1986 وهذا لم يفعله سوى البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.
اللياقة العالية وكثرة الحلول والضغط على الخصم في أرجاء الملعب والخبرة الكبيرة كلها سمات تنطبق على لاعبيها، وبناء على ذلك لم تفاجىء أحداً في الوصول للمربع الذهبي وخروجها دون خسارة دليل على أنها نخبة القارة.
استراليا: يتمتع لاعبوها بالخبرة الكافية وكل ما كان ينقصها الاحتكاك مع منتخبات القارة وهذا ما قامت به في البطولة الفائتة وتصفيات المونديال الأخير، وبناء على ذلك دخلت مرشحة بقوة للمنافسة على اللقب.
اوزبكستان: يمتاز لاعبوها بالقوة في الأداء واللياقة البدنية العالية وخبرة بعض اللاعبين الحافظين بعضهم عن ظهر قلب والمهم أنها تجاوزت أخطاء الماضي فحققت أكثر من المطلوب، لكن تبقى الخسارة الثقيلة مفيدة لإعادة ترتيب البيت.
العرب بالمجمل يعانون مشكلات جمة سواء في التحضير والإعداد أو في تحديد استراتيجيات العمل والأهداف المرحلية.
الغرور يصيب العرب دائما فانظروا ماذا فعلت الكويت بطلة الخليج وغرب اسيا؟ وانظروا ماذا صنع بنا الفوز على السعودية؟ وكيف دفع السعوديون ثمن سوء العلاقة مع المدرب بيسيرو؟
وكيف بدت الإمارات خارج التغطية، وكيف أن قطر لم تستفد من الزيادة العددية أمام الساموراي؟
العراق لم تعالج الأخطاء التي رافقت رحلة تحضيرها وخصوصاً عدم التفاهم في الثلث الأمامي، وتبقى الأردن محط احترام لأنها حققت أكثر من المطلوب ولولا الإصابات المؤثرة لمضت أكثر.
محمود قرقورا