العالم كله تسمّر على شاشات التلفزة في الموعد الاستثنائي لمباراة الكلاسيكو يوم الاثنين الفائت، وكما كان الموعد استثنائياً كانت المجريات استثنائية، حيث ظهرت أبهة البرشا وعظمته،
وهشاشة الريال وظهوره أقل من حجمه وهالته بكثير، إذ تراءى للكثيرين أن المباراة بين ملاكمين من الوزن الثقيل، ولكن أملهم خاب لأن الريال تحول إلى ملاكم هاو لا يدري كيف يواجه العملاق الكاتالوني.
ما أجمل اللوحة التي رسمها لاعبو البرشا!
فإذا نعتنا كل نجم من نجومه بأنه تلميذ نجيب لبيكاسو داخل المستطيل الأخضر فلا نعتقد أن ذلك ببعيد عن الحقيقة جراء لوحة الموناليزا الكروية التي ترنم عليها جمهور الريال الذواق قبل جماهير برشلونة التي انتظرت لحظة الإذلال هذه.
ما أبشع الصورة التي ظهر عليها الملكي المدريدي!
فإذا وصفنا كل لاعب من لاعبيه بأنه افتقر أبجديات الكرة وكأنه لم يلمسها من قبل فلن نكون مبالغين لأن واقع الميدان كان كذلك، وبالقدر الذي ظهرت البراءة على كل لاعبيه وكأنهم متعاطون المسكنات، كان لاعبو أشداء لا يكترثون لاسم المنافس فشك المتابعون أنهم يتعاطون المنشطات.
ما أمر الخسارة التي مني بها مورينيو!
فالعثرة الأولى كانت كمن يلطم خده ويخدش كبرياؤه وكيف لا يكون ذلك والتاريخ دوّن الخسارة الأولى لمورينيو في ملاعب الليغا، وكيف وقعها إذا كانت الأثقل في مسيرته التدريبية؟
عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، فبرشلونة صال وجال ونجح كافة لاعبيه بمن فيهم ضيف الكلاسيكو جيفرين، والريال سقط بشكل مريع وتهاوى لاعبوه وأستاذهم مورينيو.
المعلقون والمحللون في العالم كله خرجوا بتصريحات مسؤولة على الهواء مباشرة بأن برشلونة غوارديولا أفضل فريق على سطح الكرة الأرضية قديماً وحديثاً، وقارنوه غير عابئين ببرازيل 1970 و1982.
قبل سبعة أشهر شهد القاصي والداني لمورينيو عندما أخرج البرشا من نصف نهائي دور أبطال أوروبا وقالوا: إن مورينيو داوى برشلونة، ولكن الصورة اختلفت يوم الاثنين التي كان ميسي عريسها الأول حسب كل المحللين والنقاد، وبالقدر الذي كالت فيه الصحافة الإسبانية الإطراء للفتى الأرجنتيني تشفت بالبرتغالي رونالدو الذي خرج عن النص، وكان شبحاً لرونالدو الذي خبره عشاقه.
بقي القول إن الدوري مازال في البدايات ويبقى الكلاسيكو ذهاباً وإياباً عباراة عن رفع معنويات وست نقاط، ومورينيو قادر عاى العودة لأنه لا ينام على ضيم والأيام القادمة ستثبت ذلك.
محمود قرقورا