لم تبح مباراتا نصف نهائي الشامبيونز ليغ بهوية الناديين المتأهلين إلى النهائي، فالتعادل السلبي بين أتلتيكو مدريد الإسباني وتشيلسي الإنكليزي على أرضية ملعب فيسينتي كالديرون يعد جيداً للنادي الزائر ولكنه ليس
سيئاً أبداً للنادي المستضيف، وهذه النتيجة من النتائج الخدّاعة ومن الصعب التكهن بهوية فارس النهائي.
على الطرف المقابل فإن فوز زعيم المسابقة ريال مدريد على حامل اللقب بايرن ميونيخ بهدف مقابل لا شيء يعد ممتازاً لكون البافاري لم يسجل، ولكن الريال لم يستطع قتل أحلام البايرن بهدف ثان مع أن ذلك كان ممكناً، لذا فكل الاحتمالات قائمة في لقاء الرد، ومتى استطاع البايرن الولوج إلى النهائي فسيلعب النهائي الرابع في خمس سنوات وهذا لم يحققه إلا الريال في الخمسينيات.
من أسرار البطولة في النسخ الست الفائتة أن الفائز على برشلونة يتابع طريقه نحو اللقب وهذا تجلّى مع اليونايتد 2008 والإنتر 2010 وتشيلسي 2012 والبايرن 2013 ووفق هذه المعطيات فإن أتلتيكو هو الذي سيتأهل لكن متى كان مورينيو يقبل بهذه المسلمات وخصوصاً إذا لعب النهائي لكونه خير من يخطط لمباراة واحدة بين كل مدربي الكون؟
هناك مسلمة أخرى تقول: لم يستطع أي ناد الاحتفاظ باللقب في المسمى الجديد للمسابقة رغم وصول عديد حاملي اللقب للنهائي التالي، وهذا يقلق غوارديولا ولاعبي البايرن الذين يراهنون على تخطّي ملوك مدريد من منظار أن الريال لا يحظى بسجل جيد على الأراضي الألمانية، ومن منظار تجربة بوروسيا دورتموند الذي كان قريباً من قلب الطاولة على الريال لو توافر القليل من الحظ والعدل الكروي.
وبين هذه وتلك يبدو أن رقم مدرب ليفربول الراحل بوب بيزلي الوحيد الفائز باللقب ثلاث مرات سيعادل هذا الموسم إلا إذا فاز أتلتيكو مدريد، فأنشيلوتي داعب اللقب مرتين مع ميلان وحذا حذوه غوارديولا مع برشلونة، والحال كذلك لمورينيو الذي توّج باللقب مع بورتو وإنتر ميلان، لذا فإن فرحته باللقب ستكون جنونية لأنه لم يفز أي مدرب باللقب ثلاث مرات مع ثلاثة أندية، ويبدو أن الإصابات قد تكون عاملاً مثبطاً لكن لا مستحيل مع مورينيو.