السبب صخب وضجيج ووعي مفقود ..!

المتابع للمشهد الكروي السوري في الوقت الحاضر تأخذه الدهشة مما يحدث على أرض الواقع وعبر الوسائل الإعلامية

fiogf49gjkf0d


ثم يصدم عندما يطلع على شيء مما يدور خلف الكواليس ولا تفارقه علامات الاستفهام وهو يرى مايرى ويسمع مايسمع ثم لايجد سوى حقيقة مرة وواقع مؤلم عنوانه الوعي المفقود.‏


قلنا في مواضيع ماضية إن النظام الأساسي الذي يعمل وفقه وضمنه اتحاد الكرة ماهو إلا حبر على ورق والعيب ليس في هذا النظام بل في الذين لايحملون روحه ولايتعاطون مضمونه ولايدركون أهدافه وأبعاده فبدا المشهد الكروي كساحة عراك، الثراء وقوده والتحدي سلاحه.‏


فرقاء الكرة جميعهم دون استثناء حولوا الأرض والفضاء إلى ميدان لصراعاتهم واستعراضاتهم، صخب على الأرض وضجيج في الفضاء من أجل صفقة لاعب أو قرار حكم، وهناك من لايستطيع العيش إلا في هذه الأجواء فيدخل الساحة بدافع الفطرة حتى وإن لم يكن له ناقة ولا جمل.‏


فالتصنيف الأخير الذي صدر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لمنتخبنا الوطني الأول قضية وباقي المنتخبات الكروية الأخرى وأجهزتها الفنية والادارية أكثر من قضية، ودوري المحترفين في موسمه هذا العام وهبوط أندية عريقة وكبيرة إلى الدرجة الثانية قضية كبرى وما أكبرها والترميم الواجب في شكل ومضمون الجسم الكروي بين أعضاء الاتحاد كذلك قضية واللجان الرئيسية الورقي منها والخلبي أيضا قضية والصافرة والمدربون واللاعبون الأمر ذاته قضية وهكذا.‏


لقد تحول الخطاب بين هؤلاء إلى لغة المزايدة ولهجة التحدي عبر الصفحات الرياضية وتناوب المتبارزون في تقديم مالديهم من فنون القتال بالكلمات كل بطريقته ولأن الأرض واسعة والفضاء مفتوح فقد كانت الساحة تستوعب المزيد ممن يريدون المشاركة والاستعراض وتقدم من وجد في نفسه الرغبة بالفطرة أو الاكتساب وأبلى سيئاً في الميدان مستفيدا من تجارب سابقة.‏


قضايا المشهد الكروي لم تتوقف على هذه القضايا الكبيرة منها والصغيرة وبأن المنطق في ترك الحبل على الغارب للبعض يسرحون ويمرحون ويفعلون الشيء الذي يؤذي الكرة السورية هو تماما مثل الذين لايريدون خيراً ولا إصلاحا ولا تنظيما ولا استراتيجية عمل واضحة تنشل الكرة السورية من غرقها في المستنقع المتحرك.‏


نعم هناك قضايا كثيرة يفتعلها هواة الصخب والضجيج حيث حولوا الساحة الكروية بما فيها من أهداف سامية وتنافس شريف إلى ساحة معارك بين الأندية وإعلامها استغلها هواة إثارة المشاكل وإذكاء الخلافات في تمرير رسائلهم عبر القنوات المحلية وبأسلوب لا ينم إلا عن الوعي المفقود..‏


النظام الأساسي لن يفيد وهناك للأسف من يعارضه جملة وتفصيلا والأنظمة إما فضفاضة أو قصيرة والوعي ليس كالغذاء يتم تناوله عند الحاجة إنما هداية وتوفيق من الله.‏

المزيد..