وصلنا في العدد الماضي لمونديال 1982 واليوم نواصل ماتبقى من بطولات.
كان الفيفا واقعياً جداً عندما اختار المكسيك 1986 بعد اعتذار كولومبيا التي وقع عليها الخيار قبل 12 عاماً
إذ تذكر القائمون بأمر الفيفا النجاح الهائل لمونديال 1970 فلم يلتفتوا لطبلي الولايات المتحدة وكندا ،ولم يثن الزلزال الذي ضرب المكسيك مودياً بحياة عشرين ألف شخص قبل أشهر قليلة عن مواصلة العمل بهمة عالية فكان النجاح الآخر خلال 16 عاماً ولانعتقد أن ذلك سيتكرر لاحقاً.
عام 1990 كان التنافس على أشده بين الامبراطورية السوفييتية وإيطاليا ومالت الكفة لعظمة إيطاليا رياضياً على عظمة السوفييت سياسياً، إذ إن تفضيل إيطاليا حدث في أيار 1984 والخيار حالفه التوفيق لأن الامبراطورية السوفييتية كانت في طريقها للتفكك.
عام 1994 دخلت المغرب في سباق غير متكافئ مع البرازيل وأميركا والسبب الرئيسي نظرة الغرب للعرب ، ومادامت أميركا مركز ثقل سياسي ومنبع الدولارات وبنيتها الاقتصادية على مايرام ووجود تقنيات سابقة عصرها والملاعب الحديثة فإن العملية لاتحتاج لأدنى تخمين، ومعلوم أن أميركا عندها القدرة والإمكانات لتنظيم المونديال شهرياً ، فوقف هافيلانج مسانداً الملف الأميركي على حساب بلده البرازيل لأن مصلحته الشخصية فوق أي اعتبار.
عام 1998 دخل الأشقاء المغاربة في تنافس معروفة نتائجه مع فرنسا بسبب التكتل الأوروبي ولايخفى على أحد أن الفوارق شاسعة بين المغرب وفرنسا من جميع الجوانب ولاسيما أن عدد المنتخبات ازداد إلى 32 منتخباً وهذا يحتاج ملاعب أكثر وإمكانات أعظم.
العقل المفكر مادياً هافيلانج أقتع أركان الدولتين الآسيويتين اليابان وكوريا الجنوبية في تقديم ملف مشترك رغم عدم الوئام بين الدولتين ، فاضطرت المكسيك لسحب طلب ترشيحها ، وهكذا حظيت آسيا بتنظيم النسخة السابعة عشرة دون عناء ومعلوم أن الإمكانات المادية للدولتين لايستهان بها والشركات الراعية تأتي من كل حدب وصوب وخزينة الفيفا ستمتلئ وهذا هو المهم.
التنافس بلغ ذروته لتنظيم بطولة 2006 بين ألمانيا وجنوب إفريقية والمغرب وإنكلترا بعد انسحاب البرازيل والتصويت المبدئي جعل التنافس بين ألمانيا وجنوب إفريقية، وإلى الآن لم يقتنع الأفارقة بنظافة التصويت بعد امتناع أحد الأعضاء عن التصويت فرجح صوت بلاتر كفة الألمان، والبعض يهمس بأن ألمانيا نالت الشرف بشرط ألا يترشح بيكنباور لمنصب رئاسي.
محمود قرقورا