تعيش السلة السورية حاليا مرحلة تجديد بعد انتخاب اتحاد جديد لها منذ حوالي تسعة اشهر .. وسلتنا غنية بالكفاءات والخبرات التي يمكن بل يجب الاستفادة منها لتعود سلتنا الى الواجهة عربيا على الاقل.. حول هذا الموضوع وقضايا كثيرة تهم السلة
السورية والعربية والاماراتية تحدثنا خلال اللقاء التالي مع الاستاذ قاسم دعدوش «أبو وائل» الخبير والمراقب الدولي العربي الوحيد بالتحكيم، والذي يعمل في اتحاد السلة الاماراتي منذ 22 سنة، ساهم خلالها مع ابن سورية أيضا نبيل البني في بقاء السلة الاماراتية وتنظيمها مع عدد من الكوادر في المرتبة الاولى عربيا ودوليا…
السؤال الأول: ما هي معاناة السلة السورية في رأيك؟
من خلال قناة الدنيا التي كانت تغطي مشكورة دوري السلة بالعام الماضي تابعت الكثير من المباريات المحلية، وقد لاحظت أن هناك ضعف عام عند اللاعبين بالرميات الثلاثية والحرة، أي أنه ليس لدينا هدافين لا بالأندية ولا بالمنتخبات علما أن القانون الجديد عدل قوس الرميات الثلاثية ليصبح (6) أمتار و(75) سم، وهذا يتطلب اهتماما خاصا، ووضع حصة تدريبية خاصة باللاعبين الهدافين بعد الحصة الرسمية.. وفي احدى المباريات كان هناك (22) رمية حرة ضائعة،وكانت مباراة نصف نهائي وهذا مؤشر خطير وفي دول الجوار كل فريق لديه أربعة أو خمسة هدافين….
ومن مشاكل السلة السورية أن معظم المدربين يكتفون بالدورات المحلية وهذا لا يفيد، اللعبة علم وخطط ولا بد من المتابعة للوصول الى ما وصلت اليه عالميا ومتابعة وتنفيذ ذلك على ارض الواقع…
وكيف ترى أن يكون العمل في هذه اللعبة؟
بعد وضع الخطط والدراسات من قبل الاتحاد ولجانه،تكون هناك وقفات مع هذه اللجان بين الحين والآخر لمعرفة ما قدمته، والمحاسبة على هذا الاساس، فتعالج السلبيات وتعزز الايجابيات، علما أن اللجان يجب أن تعتمد على الخبرات والكفاءات العالية ومنحها الثقة المطلقة حتى تقدم ما لديها دون تردد وبكل شفافية ومصداقية وأمانة.. علما أن اختيار الخبرات في اللجان أو في مواقع مختلفة، فهذا يعني ثقتنا بهم.. هذا الكلام ينطبق على كل عناصر اللعبة من مدربين وحكام واعلام، فالحكام يجتمع بهم بين الحين والآخر، ويستحسن اقامة جوائز«حكم الشهر» مثلا كما نفعل نحن بالامارات كنوع من الحافز ليقدم الحكام أفضل ما لديهم.. ومقابل ذلك يجب بتر الحكم الذي يكون له دورسلبي في المباريات عموما، وأؤكد على دور الاعلام الذي يجب أن يكون في بوتقة واحدة مع قيادة اللعبة، وكلما كانت العلاقة طبية معه، كلما كان العمل ايجابيا أكثر ، ولا أقصد هنا المديح والاطراء، بل المصداقية والتعاون بين الطرفين…
أنت أقرب للتحكيم.. ما رأيك به في سورية؟
بصراحة ودون مجاملة هناك خامات جيدة هنا، وقد أقام اتحاد اللعبة دورة للتحكيم وقدكنت أحدالمحاضرين فيها، ولاحظنا أن هناك ما يبشر، العدد ليس بالقليل وهو يحتاج للصقل لكسب الخبرة….ولجنة الحكام عليها لعب دور مهم في تطوير الحكام، علماأننا عربيا نقع في خطأ فادح، فالحكم عندما يحصل على التصنيف الدولي يظن أنه قد وصل الى الهدف، فيما الواجب عليه المتابعة والاطلاع على كل جديد، واتباع دورات باستمرار حتى يحافظ على تصنيفه، وعليه تحقيق الشروط التي تمكنه من ذلك كاللياقة واللغة… وهنا أدعو الى اتباع مبدأ الثواب والعقاب، وذلك بالاعتماد على الخبراء من أهل اللعبة على الصعيد القانوني والفني…
هناك دعوات أو مطالبة بالاستعانة بالحكام الأجانب ما رأيك؟
أنا مع ذلك في الأدوار النهائية، ولكن شريطة أن يكون هؤلاء الحكام على أعلى مستوى، وهذا الأمر سيزيد من ثقة الأندية باتحاد اللعبة وشعورها بأنه يوفر الحيادية ،وهذا ليس طعنا بالحكام المحليين أبدا، لأن التكرار قد يولد الحساسية، كما أن الحكم الوطني سيعطي أفضل عندما يكون الى جانب الاجنبي وسيستفيد من الاحتكاك به بشكل أفضل…
وسبق أن سألني الاتحاد عن بعض الأجانب للاستعانة بهم وقد اقترحت عددا من الأسماء الكبيرة التي نتعامل معها في الامارات وفي دورة دبي الدولية…
ومن خلال متابعة الدوري السوري ما رأيك باللاعبين الاجانب؟
التعاقد مع الأجانب ليس عيبا، فالدول المتقدمة تفعل ذلك، ولكن نحن نريد اللاعب الاجنبي الذي يفيد أنديتنا ويستفيد من خبرته ومهاراته لاعبونا،وإلا فاللاعب الوطني أفضل … اللاعب الاجنبي الذي على مستوى عالي يفيد لاعبينا ويحاولون تقليده فيتعلمون منه الكثير الكثير…
والخطأ الملاحظ بالدوري السوري أن الاجانب ليسوا على المستوى الذي يجعلنا نبذر الأموال … وما لاحظته أن (3 إلى 4) لاعبين مستواهم معقول والبقية أقل من عادي..
هل تقبل العمل ضمن كوادر السلة السورية إذا دعيت؟
نعم وبلا تردد، لكن يجب توفير شروط العمل، أنا لا أتحدث عن مال، أتحدث عن الثقة والمصداقية في التعامل، أعمل منذ (22) عاما في اتحاد السلة الاماراتي، وهذه المدة الطويلة والاستمرار سببه الراحة والثقة المتبادلة، والتقدير الذي نلقاه من رئاسة الاتحاد السيد اللواءاسماعيل القرقاوي والسادة الاعضاء، هناك ثقة واحترام، دفعنا للعمل باخلاص وعملنا وكأننا نعمل لسلة بلدنا، ومن الطبيعي أن تكون كذلك مع سلتنا السورية، أنا والاستاذ نبيل البني السكرتير الفني المساعد بالاتحاد الاماراتي ونحن جاهزون لأي خدمة أو استشارة أو مساعدة….
أنت الآن في اجازة وبعدها ستسافر الى تركيا التي كلفك الاتحاد الدولي بمراقبة بطولة العالم فيها التي ستنطلق مع صدور هذا العدد.. ماذا تتوقع في هذه البطولة؟
هي المرة (12) التي اراقب فيها بطولة العالم لمختلف الفئات، وقد اصبحت العام الماضي ضمن قائمة(12) محاضرا دوليا يعتمدهم الاتحاد الدولي، وأنا العربي الوحيد ضمن هذه القائمة….
يكفي أنها بطولة العالم وتكليفي كمراقب فني شرف كبير لي، والبطولة ستكون قوية بمشاركة(24) منتخبا من كبار المنتخبات، وقد قسموا على أربع مجموعات، يتوقع أن يتأهل للدور الثاني منهم كل من ليتوانيا واسبانيا واليونان وتركيا وأميركا وكرواتيا والارجنتين وصربيا، واللقب محصور بين هذه الدول…
وكما قلت شرف لي تمثيل سورية في هذه البطولة الكبيرة، وكذلك تمثيل الامارات التي لها فضل علي من خلال عملي والخبرة التي اكتسبتها مع الاتحاد الاماراتي…
كيف تعود المنتخبات السورية الى الواجهة؟ وما يمكن أن تفيدنا التجربة الاماراتية؟
أتحدث أولا عن تجربتنا في الاتحاد الاماراتي الذي يؤمن رعاة لبطولة الدوري وللفرق، ولا مانع من إطلاق اسم الشركة الراعية على بطولة الدوري، وهذا يحقق ربحا وريوعا تساهم في تغطية تكاليف المسابقات واللعبة والمنتخبات….
ولا بد من الاشارة الى أن الهيئة العامة لرعاية الشباب تقدم دعما للرياضة، ولكن هذا الدعم لا يكفي .. وبالنسبة لسورية اعتقد أنه يجب أن يكون هناك توجيه من الحكومة والسلطات العليا لعدد من الشركات الكبيرة الخاصة لتقوم برعاية المنتخبات وتغطية نفقاتها، بدءا من رواتب المدربين ومكافآت اللاعبين ومصاريف المعسكرات والمشاركات… علما ان المدرب الجيد في المنتخبات راتبه كبير.. ويجب العمل ضمن هذا الاطار ليكون في المنتخب (12) لاعبا على مستوى واحد وعال…
كلمة أخيرة تود قولها؟
أتمنى لبلدي عموما التطور والازدهار، ولكرة السلة السورية أن تعود الى سابق عهدها متألقة، وأنا متفائل بالاتحاد الجديد الذي أتى ليكمل عمل الاتحاد السابق الذي قدم الكثير لكرة السلة السورية خلال فترة وجوده، وقد لمست في رئيس الاتحاد وعدد من بعض الاعضاء الامكانات والحماسة… ويحتاجون طبعا للدعم والمساندة معنويا قبل كل شيء… والعمل في اتحاد السلة يحتاج لتفرغ كامل ولوقت كبير حتى تظهر علامات النجاح في العمل…
عبير علي