يوم الثلاثاء الفائت خاض مدرب فرنسا ريمون دومينيك آخر مبارياته مع منتخب الديوك وكما هو متوقع حدثت الخسارة أمام جنوب إفريقية بهدفين مقابل هدف وبالتالي الخروج من الدور الأول على غرار ما حدث في نهائيات أمم أوروبا قبل عامين،
ولم يكتف دومينيك بخسارة معركته الأخيرة مع الإعلام الفرنسي الذي كان له دور بارز في ما حدث وخصوصاً أنه لم يقف وراء منتخبه بل خرج من المونديال من الباب السيئ خلقاً عندما رفض مصافحة المدرب بيريرا الذي يشهد القاصي والداني بأنه من أصحاب المقام الرفيع في عالم المستديرة خلقاً قبل أي شيء آخرن ، فأيقن المتابعون أن المدرب كان بغير حالته الطبيعية وفاقداً للوعي إن صح التعبير.
الجميع أيقن أن زين الدين زيدان حمل على عاتقه لواء الكرة الفرنسية طوال عشر سنوات تماماً كما كان عليه الحال آيام بلاتيني وقبل ذلك جيل الخمسينيات مع كوبا وفونتين، بمعنى أن الكرة الفرنسية مرتبطة بنجم أو نجمين يقودان الجوقة وفرانك ريبيري لم يكن أهلاً للقيادة فكان السقوط المدوي في أدغال القارة الإفريقية.
من قال إن دومينيك ذهب إلى جنوب إفريقيا بلاعبين ليسوا أكفياء فقد جانب الحقيقة لأن الأسماء التي مثلت الديوك في المحفل العالمي من أصحاب الكفاءات، وكان لها دور مهم على الصعيد المحلي ومعظم أندية أوروبا تتمنى الظفر بخدماتها، لكن الحالة المعنوية وصلت الحضيض والثقة انعدمت والمدرب لم ينعم بالأريحية المطلوبة في الوقت الذي سبق المونديال، لكن هذا لا يعني بحال من الاحوال ان المدرب كان مصيباً في خياراته، فالكثيرون لم يجدوا تفسيراً مقنعاً لاستبعاد اللاعبين ذي الأصول العربية سمير نصري وكريم بن زيمة وحاتم بن عرفة وعادل رامي، والكثيرون تساءلوا:
ما السبب في اصطحاب تيري هنري؟ فإذا كان السبب للاستفادة من خبرته فلماذا لم يصطحب باتريك فييرا؟ وإذا كان تكريماً لهنري فهل فييرا لا يستحق التكريم؟
والسؤال الثاني: ما السبب في انتزاع شارة القيادة من غالاس وإعطائها لإيفرا قبل المونديال مباشرة ومعلوم أن مثل هذه القرارات لا تكون بهذا التوقيت.
الأمر الثالث لم يكن المدرب قادراً على فرض شخصيته وحل الخلافات التي نشبت في وقت يجب أن يتحلى اللاعبون بكامل الأخلاق وإظهار الشكل الإيجابي، بل كان المونديال مجالاً رحباً لنشر الغسيل الوسخ أمام وسائل الإعلام التي تتابع كل صغيرة وكبيرة.
المنتخب الفرنسي عاش تجربة للنسيان كتجربة مونديال كوريا واليابان قبل ثماني سنوات وإذا كانت المشكلة بالمدرب فقد ولى دومينيك وعلى الاتحاد الفرنسي خلق الجو المناسب للمدرب الجديد المتوقع لوران بلان أحد الأعمدة المهمة التي ساندت زيدان في الفترة الذهبية.
محمود قرقورا