المشاركة في كأس العالم طموح أي لاعب في العالم قاطبة، والتسجيل في نهائيات كأس العالم حلم من نوع آخر،
لكن حكاية المونديال أعطتنا شواهد لكثير من اللاعبين الذين لم تخدمهم الظروف لأسباب شتى فغابوا عن المونديال متجرعين غصة في حلوقهم وجرحا نازفا في قلوبهم رغم صولاتهم وجولاتهم مع المستديرة، وبصماتهم الخالدة مع أنديتهم وحتى منتخباتهم.
دفاتر المونديال تتحسر على لاعبين عظام ينتمون لهذا الصنف أمثال الإسباني المجنس دي ستيفانو الذي حاز المجد من أوسع أبوابه مع الملكي المدريدي وكذلك الإيرلندي الشمالي جورج بيست أحد أساطير مان يونايتد في القرن المنصرم والويلزيين إيان راش وريان غيغز هرمي ليفربول ومان يونايتد وصاحبي الإنجازات الخيالية والأهداف الرائعة مع قطبي الكرة الإنكليزية والفرنسي أريك كانتونا وغيرهم..
المونديال الحالي سيشهد غياب عدد من النجوم سواء الذين أسعفتهم الظروف باللعب موندياليا أم لا كالسويدي ابراهيموفيتش الذي لم يتأهل منتخبه وكذلك الأوكراني تشيفشينكو الذي كان يبحث عن نهاية مثالية لمسيرته الدولية شأنه شأن الإنكليزي بيكهام، لكن الخسارة الأكبر لجماهير المونديال وخصوصا جمهور المانشافت غياب الكابتن بالاك الذي كان بإمكانه تحطيم بعض الأرقام، والضربة الموجعة تلقاها المنتخب الغاني نظرا لغياب الخبير مايكل ايسيان الذي يئس الكادر الطبي حياله، ومفاجأة مارادونا استبعاده زانيتي، وبالنسبة لنا كسوريين وعرب فإن عجز منتخبنا عن التأهل بعد ستين عاما من المشاركة يشكل وصمة عار بحقنا بعد أن سبقتنا ثمانية منتخبات عربية لمصاف الكبار.
ومن حق الشارع العربي والمصري التحسر على إخفاق أهم جيل في تاريخ الكرة المصرية والإفريقية في التأهل رغم الهيمنة على القارة السمراء في البطولات الثلاث الأخيرة فحرمنا من مشاهدة لاعبين كبار قاربوا سن الاعتزال كالحضري وأحمد حسن وأبو تريكة ومحمد بركات والقائمة تطول.
ومن حق الشارع البحريني ندب حظه لإهداره فرصة ذهبية ثانية قد لا يجود الزمان بمثلها.
أيام قليلة باتت تفصلنا عن انطلاق الحدث المونديالي التاسع عشر ونخشى الإصابات الطارئة التي ربما تحرمنا من مبدعين آخرين نحن بأمس الحاجة لنرى سحرهم في أقوى المنافسات الشريفة وأعظمها شأنا.
محمود قرقورا