نشعر بغصة في حلوقنا وجرح نازف في قلوبنا ودمعة حرى في عيوننا عندما نتابع المونديال بشغف متذكرين أن منتخبنا الأول
لم يصل لهذا الشرف رغم عديد الأجيال المبهرة التي مرت على كرتنا.
سيرتنا الذاتية مع المونديال ملأى بالأحزان والأشجان، وإذا كنا على يقين في أن الوقت الحالي ليس وقتنا إلا أننا في عدة تجارب كنا قريبين من التأهل ولا سيما عام 1986 عندما كنا بحاجة لتعادل إيجابي مع المنتخب
العراقي في مدينة الطائف بعد تعادلنا في دمشق دون اهداف إلا أننا خسرنا بثلاثة أهداف لهدف وتلك كانت الخسارة الوحيدة في تصفيات ذلك المونديال التي بدأناها بالفوز على الكويت واليمن 1/صفر ثم تعادلنا مع الكويت دون أهداف قبل الفوز على اليمن إيابا بثلاثة أهداف وفي الدور الثاني تخطينا البحرين بالتعادل بهدف لهدف ثم الفوز بهدف الكردغلي الذي كان أحد نجوم تلك الحقبة إلى جانب الدهمان والمحروس وأبو السل والغرير والأشرفي والشيخ حسن تحت راية المدرب الوطني أفاديس.
ثاني التجارب التي كنا نستحق الوصول للنهائيات عام 1974 عندما لعبنا في تجمع ذهابا وإيابا أقيم في طهران مع إيران والكويت وكوريا الشمالية وحينها ضاعت البطاقة إثر الخسارة المفاجئة أمام كوريا الشمالية رغم تعادلنا معها ذهابا وكانت نتائجنا الفوز مرتين على الكويت وتبادلنا الانتصار مع إيران ومن أبرز فرساننا في تلك التجربة طاطيش وشهرستان ونانو والسمان وجورج مختار وطوغلي وأصفهاني وسهيل لطفي وقيادة المدرب الوطني خليل نداف.
تجارب مخيبة
لن نصنف تجربتنا في تصفيات مونديال 1950 بالمخيبة رغم تلقينا الخسارة الأثقل بتاريخ مشاركاتنا وكانت أمام تركيا صفر/7 لأننا كنا في بداية المشوار نحبو كرويا وتلك كانت المباراة الدولية الأولى لسورية قبل أن نعتذر عن لقاء الرد، ولكن تجربتنا في تصفيات 1982 كانت مخزية لأنها كانت الوحيدة طوال مشاركاتنا بدور المجموعات نتلقى أربع هزائم وكانت أمام أربعة منتخبات خليجية التقيناها في الرياض وهي السعودية والعراق وقطر والبحرين.
ثاني التجارب التي يجب نسخها من الذاكرة تصفيات 2002 عندما لعبنا في مجموعة اعتبرت من السهل الممتنع إلى جانب الفيلبين ولاوس وعمان ففزنا بنتائج قياسية على المنتخبين الشرقيين وتعادلنا بشكل مفاجئ مع عمان في حلب بثلاثة أهداف لمثلها رغم تقدمنا 3/1 حتى وقت متأخر فكانت الطامة الكبرى عندما خسرنا للمرة الأولى تاريخيا أمام عمان بهدفين دون رد وأبرز لاعبينا وقتها البوشي والسرور والبيازيد والمخضرم محمد عفش.
ثالث التجارب المؤلمة كانت في تصفيات 2006 تحت قيادة المدرب المصري أحمد رفعت واللاعبين يحيى الراشد وماهر السيد وجهاد حسين وحينها تعادلنا وخسرنا مع البحرين وقيرغيزستان وفزنا ذهابا وإيابا على طاجيكستان.
رابع التجارب التي تندرج في هذا السياق كانت في تصفيات 1978 يوم تبادلنا الفوز مع السعودية وخسرنا أمام إيران في دمشق واعتذرنا عن لقاء الرد وأبرز فرساننا في تلك الحقبة البرجكلي والطاطيش وسمير سعيد وشاهر سيف ورياض أصفهاني وعزام غوتوق.
تجارب مقبولة
سلسلة التجارب المقبولة يمكن أن نطلقها على تصفيات 1994 عندما خرجنا دون هزيمة وبفارق الأهداف عن إيران التي تبادلنا التعادل معها وفزنا على تايوان مرتين وفزنا وتعادلنا مع عمان ومثلنا في تلك التصفيات المخضرم نزار محروس إلى جانب الشباب هشام خلف وعساف وكاظم ومناف والحلو والعجم والخبيرين قادير وجقلان.
تصفيات 1990 تندرج في هذا الإطار يوم فزنا على اليمن مرتين وخسرنا أمام السعودية 4/5 في سهرة جميلة قبل التعادل معها في اللاذقية صفر/صفر بعد أفضلية واضحة لنا طوال المباراة وأبرز نجومنا وقتها الكردغلي والمحروس ووليد الناصر والشيخ حسن وجورج خوري وأبو السل وسامر درويش.
تجربتنا في تصفيات 1958 كانت مفيدة حيث خسرنا في الخرطوم امام السودان بصعوبة صفر/1 قبل التعادل في دمشق بهدف لمثله.
آخر التجارب كانت بين بين وحال فارق الأهداف دون التأهل للتصفيات النهائية للمونديال الذي نتابعه فبعد التعادل مع إيران والإمارات في المرحلة الثالثة إثر تخطي أفغانستان وأندونيسيا أقيل فجر إبراهيم بضغط من الإعلام فأكمل القويض المشوار ففزنا وخسرنا مع الكويت ثم خسرنا أمام إيران فبتنا بحاجة للفوز على الإمارات بأرضها بفارق ثلاثة أهداف ولكن مع انقطاع التيار الكهربائي المفتعل اكتفينا بالفوز بثلاثة أهداف لهدف وودعنا، السؤال متى نكحل عيوننا برؤية منتخبنا في النهائيات بعد أن سبقتنا دول عربية كانت أقل منا؟
م. قرقورا