تعود المواجهات الآسيوية الإفريقية موندياليا إلى عام 1994 من خلال اللقاء العربي الخالص بين السعودية والمغرب والذي انتهى بفوز السعودية بهدفين لهدف
ومن يومها تبارت القارتان ثماني مباريات آخرها مساء الاثنين الفائت عندما حققت اليابان انتصارها المونديالي الأول خارج أرضها على حساب الكاميرون بهدف مقابل لا شيء.
حقيقة تشكل اللقاءات الآسيوية الإفريقية لغزا محيرا للمتابعين، إذ إنه على الورق تبدو منتخبات القارة السمراء أعلى شأنا وأكثر تكاملا ولاعبوها أقوى بنية وأعلى مهارة وأكثر خبرة نظرا لأن معظم لاعبيها محترفون في كبرى أندية العالم في إنكلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا بينما لا نشاهد في الدوريات الكبرى من اللاعبين الآسيويين إلا نادرا.
قد لا يصدق الكثيرون أن منتخبات آسيا لم تهزم أمام نظيرتها الإفريقية إلا مرة واحدة على الصعيد المونديالي مقابل أربعة انتصارات وثلاثة تعادلات وأن اللقاءين العربيين بين منتخبات القارتين شهدا فوزا وتعادلا لمصلحة الآسيويين.
المنتخبات الآسيوية تمتاز بالانضباط والانقياد لتعليمات المدربين والسبب نرجعه للروح العالية والتواضع الذي هو أساس النجاح في عالم المستديرة والمخزون البدني والإخلاص لكرة القدم والرغبة الجادة في أداء الأدوار داخل الملعب بكل حيوية، بينما نرى التعالي عند اللاعبين الأفارقة وكأنهم اكتفوا ذاتيا بعد تأمين عقود مع كبرى الأندية الأوروبية وأصبح ولاؤهم لها أكثر من منتخبات بلادهم، كما أنهم يوظفون مهاراتهم لمصلحتهم لا لمصلحة الفريق وهذا سم زعاف قاتل لأي فريق، ولذلك لم يكن عن عبث هيمنة المنتخبات العربية على لقب القارة السمراء في البطولات الأربع الأخيرة.
عموما قدم الكوريون الجنوبيون واحدة من أجمل مبارياتهم على مر التاريخ واستحقوا قهر أبطال أوروبا 2004 وقدم اليابانيون أنفسهم على أحسن صورة أمام الكاميرون ولم يقصر الكوريون الشماليون أمام البرازيليين ولا نستطيع الحكم على الأستراليين لأن لاعبو ألمانيا كانوا في برج سعدهم وأحسن حالاتهم.
محمود قرقورا