عندما تكون قريباً من القلب.. تسبح في أهواء رغباته، وتتمتع بطيب بركاته. يمكن أن تحصل على الكثير، ويصبح الصعب سهلاً.. فقط عندما تكون قريباً من القلب!
هكذا يمكن أن نفهم كيف لرئيس اتحاد أن يغيب لفترات طويلة جداً عن موقع عمله الفعلي، ويدير اتحاده بالريموت كنترول والمحمول عن بعد..! ثم يسافر خارج البلاد ، ويشارك بكثير من الأنشطة المتعلقة باتحاده عبر الأجواء العابرة.. قد يقول أحدهم:
إن العمل مستمر ويوجد ما يمكن أن يبرر له هذا الواقع، فنقول: ربما ولكن هل ذلك متاح لآخرين أو لكثيرين ..؟
وبحسب القرب من القلب يمكن أن نفهم أيضاً لماذا يبقى رئيس اتحاد على رأس عمله رغم تكاثر الأخطاء التي وقع فيها اتحاده وبعضها، أو إحداها كفيلة بمحاسبة غيره وبشدة.. بل إننا نجد من يسارع لتبرير تلك الأخطاء دون أن يرف له جفن..!
وبهذه المسافة من القرب يمكن أن نفهم لماذا يسافر رئيس فرع رياضي مع بعثة للمشاركة في دورة إقليمية تحت اسم إداري وفي الوقت نفسه، وهنا المشكلة يتم حرمان مدرب لاعب له وزنه من السفر ليكون بجانب لاعبه..؟ ومن ثم نسمع تلميحاً من أحدهم إلى عدم قدرة المدرب على تقديم شيء للاعب في خضم تلك المشاركة فقد سبق وقدم له كل شيء.. أليست حجة مراوغة ؟!
وعلى عكس القرب يكون البعد عن القلب.
فربما سمعنا أحدهم يتحدث عن بطل تمكن من تحقيق ميداليات لبعثتنا لكن يشار إلى تراجع مستواه وارقامه إذ كنا ننتظر منه الأفضل.. وفي العمق فهذا الكلام حق لا يراد به الحق نفسه..!
وفي العودة إلى السوسة نفسها، سوسة القرب من القلب، نجدها تضرب بأطنابها في كثير من الأمكنة داخل الاتحادات والأندية فعلى سبيل المثال كيف يتم اختيار بعض المدربين والكوادر هنا أو هناك.. وكيف لإداري في ناد ما أن يصول ويجول ويرفع صوته على الجميع ، ويدّعي أنه الأفضل والأمتن وقد يهاجم هذا أو ذاك ويتسبب بخلل إداري حقيقي ، بل قد يصطنع هذا الخلل لأمر ما يريده..!
القرب من القلب، أو البعد عنه، له أسبابه ومنطقه بالطبع وهو ميزة ومصيبة في الآن نفسه، لكن القريبين من القلب يشعرون أنه حقهم وبكثير من الثقة بالنفس..!
القرب والبعد.. مسافة قد تصنع الفارق في كثير من الأحيان ، ولكنه الفارق الذي كثيراً ما يتسبب بخسائر فنية تنتهي بتبريرات ساذجة أحياناً لكن هذا، مع الأسف، لا يغير مسافة القرب من القلب..!!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com