لا يختلف اثنان على أن المنتخب الإيطالي واحد من القوى العظمى العالمية بكرة القدم، ومعروف عن الكرة الإيطالية هيبتها وصعوبة اختراقها والوصول إلى مرماها،
لذا يطلق على منتخب إيطاليا والأندية الكبرى في البلاد أباطرة الدفاع، كما يطلق على الدوري الإيطالي دوري الكماشات الدفاعية (الكاتناشيو).
في كل البطولات الكروية التي شارك فيها المنتخب الإيطالي، كأس العالم للرجال وكأس القارات ودورة الألعاب الأولمبية وكأس الأمم الأوروبية، لم يسبق له تلقي ثمانية أهداف خلال دور المجموعات سواء نجح في العبور أم تجرّع الخروج المبكر.
النسخة الحالية لكأس القارات لا شك هي الأقوى بين جميع النسخ السابقة بإجماع عديد النقاد، والسبب وجود أربع قوى لم تجتمع من قبل ومن النادر أن تجتمع في نسخ تالية، والقوى الأربع هي البرازيل وإيطاليا والأورغواي وإسبانيا، ولو وجدت القوى الأربع الأخرى الأرجنتين وألمانيا وإنكلترا وهولندا لكانت البطولة كأساً عالمية بالإجماع.
كثيرة هي الأمور الإيجابية في كأس القارات، كنجومية نيمار واستمرار الظهور الإسباني المخيف، والحالة الهجومية التي أظهرها المنتخب الإيطالي بزيارته مرمى المنتخبات التي واجهها بما فيها منتخبا البرازيل وإسبانيا، وعودته من بعيد بعد تأخره بهدفين.
لكن تلقي ثمانية أهداف خلال ثلاث مباريات، لعمري هو العلامة السلبية الفارقة في مسيرة الآزوري خلال النسخة الحالية من عدة أوجه:
للمرة الأولى يتلقى الآزوري ثلاثة أهداف من منتخب آسيوي وحصل ذلك في الفوز على اليابان بأربعة أهداف لثلاثة.
للمرة الرابعة فقط في تاريخ مشاركات إيطاليا بكأس العالم وكأس أمم أوروبا وكأس القارات تتلقى أربعة أهداف خلال تسعين دقيقة.
حامي الشباك هو واحد من أشهر الحراس العالميين وأفضلهم جيان لويجي بوفون صاحب الـ132 مباراة دولية.
هذه المقدمات كانت توحي أن الهوة مازالت موجودة بين إيطاليا وإسبانيا لكن الآزوري وعى الدرس وظلم الكرة وحده حال دون خوضه النهائي بعد مباراة صمتت فيها الشباك 120 دقيقة.
محمود قرقورا